متابعات

إعادة العلاقات مع كوبا…جبهة البوليساريو تتجرع الصدمة

وجه قرار الملك محمد السادس بإعادته للعلاقات الدبلوماسية بين المغرب وكوبا، بعد حوالي 30 سنة من القطيعة، صفعة قوية للبوليساريو، التي راهنت زمناً طويلا على توتر العلاقات بين الرباط وبعض دول أمريكا اللاتينية.

ويقول متتبعون بأن هذه الخطوة المغربية تأتي في إطار ما أصبح معروفا داخل الأوساط البحثية في المغرب بـ”الدبلوماسية الهجومية” التي تبنتها الرباط في الفترة الأخيرة، والتي تجلت من خلال العودة إلى الاتحاد الإفريقي بعد عقود من القطيعة.

ويضيف ذات المتتبعين أن المغرب ربح أشواطا كثيرة من خلال اعتماده هذا النمط الجديد في تدبير قضية الصحراء، حيث إنه زاوج بين الحضور السياسي والاقتصادي في القارة السمراء مثلا وبين الحضور الدبلوماسي دفاعا عن الوحدة الترابية.

وقد خلف إعادة العلاقات مع كوبا هزة كبيرة في صفوف جبهة البوليساريو، فلم يخف عمر منصور،  ما يسمى بالوزير المنتدب المكلف بأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي لدى البوليساريو، أن إعادة ربط العلاقات بين المملكة المغربية وكوباتأتّت دون أي شروط بين الطرفين، كما هاجم المسؤول في الجبهة التغيير الجديد في استراتيجية المغرب الدبلوماسية، معتبراً إياهاخطوة من أجل التعايش مع البوليساريوفي الاتحاد الإفريقي، والجزائر، وإثيوبيا، ونيجيريا، وكينيا، وجنوب إفريقيا، وأنغولا ، والمكسيك وبنما ودول أخرى، والآن كوبا.

وفي السياق ذاته قال باحثون في القضايا الدولية والاستراتيجية إن المغرب حول إستراتيجيته الدبلوماسية من دبلوماسية دفاعية بالأساس إلى دبلوماسية هجومية، لأن هذا النهج أصبح يفرض نفسه منذ اقتراح المغرب الحكم الذاتي سنة 2007 ، إذ أصبح بمثابة المحافظ على هذا الوضع القائم المرتبط بمقترحه، واضافوا أن خصوم المغرب انخرطوا في  حرب استنزاف قوية، ومن المعروف في السياسات الدولية أن « المحافظ على الوضع القائم ربما تتعرض مواقفه للتآكل نتيجة عمليات الاستنزاف المتوالية »، لذا فالمغرب اختار أن يناضل من قلب الاتحاد الإفريقي للرد على كل المناورات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *