حوادث

العملية الأمنية الأخيرة بكلميم تكشف تورط عناصر البوليساريو في التهريب الدولي للمخدرات

تمكنت مؤخرا المصالح الأمنية بكلميم، بناء على معلومات دقيقة من المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من توقيف تسعة أشخاص يشتبه في ارتباطهم بشبكة إجرامية عابرة للحدود الوطنية، تنشط في مجال الاتجار الدولي في المخدرات والمؤثرات العقلية.

وأوضح بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني،الاثنين المنصرم، أنه يوجد من ضمن الموقوفين خمسة مواطنين مغاربة، بالإضافة إلى مواطن من جنسية مالية وآخر جزائري وشخصين ينحدران من مخيمات تندوف ويحملان هوية صادرة عن جبهة البوليساريو، ينشطون في مجال التهريب الدولي للمخدرات بمنطقة الساحل.

وأضاف البلاغ أن توقيف الأشخاص الأجانب في هذه الشبكة الإجرامية تم في خيمة مخصصة للرعاة الرحل، بمنطقة قروية بين جماعتي أسرير وتيغمرت بضواحي كلميم، بينما تم توقيف باقي المشتبه فيهم بكل من مدينتي طانطان وكلميم، وذلك عندما كانوا بصدد التحضير لعملية تتعلق بالتهريب الدولي للمخدرات.

وأسفرت عمليات التفتيش المنجزة أسفرت عن حجز أسلحة نارية، وهواتف محمولة من بينها ثلاثة للاتصال عبر الأقمار الاصطناعية، وثلاث سيارات إحداها تحمل صفائح مزورة، بالإضافة إلى مبالغ مالية مهمة بالعملتين الوطنية والجزائرية.

وتنم هذه العملية الجديدة عن انخراط عدد من عناصر جبهة البوليساريو بمخيمات تندوف في أنشطة عابرة للحدود لتهريب المخدرات، كما أن النشاطات الاجرامية لعناصر من تندوف لا تتوقف على تجارة المخدرات، حيث سبق أن افادت تقارير بوجود أنشطة ارهابية أيضا في المخيمات تحت إشراف ميليشيات البوليساريو وبمعرفة من الجزائر، إذ دفع التهميش والفقر العديد من ساكني تندوف الى الانخراط طوعا وكرها في أنشطة اجرامية تتوزع أساسا بين التهريب الدولي للمخدرات أو الانضمام لصفوف الجماعات المتطرفة والإرهابية التي تنشط في منطقة الساحل.

ولإظهار تجندها لمحاربة تفشي ظاهرة تهريب المخدرات، إعترفت السلطات الجزائرية، في شهر مارس الماضي ولأول مرة، بتورط البوليساريو في أنشطة للجريمة المنظمة والإرهاب وتهريب المخدرات، وذلك في بلاغ رسمي لوزارة الدفاع الجزائرية، وحسب بيان الوزارة، فإن مفرزة للجيش الجزائري مدعومة بحوامتين دمرت بمنطقة الشناشن، شرق ولاية تندوف، مركبتين رباعيتي الدفع فيما تم تحييد إرهابيين ومروجي مخدرات واسترجاع كمية من الأسلحة والذخيرة، وأشارت وزارة الدفاع الجزائرية في بيانها إلى أن العملية مكنت أيضا من حجز خمسة قناطير من المخدرات كانت بحوزة الموقوفين.

وبهذا تكون السلطات الجزائرية قد اعترفت بتورط البوليساريو في أنشطة الإرهاب والجريمة المنظمة والتهريب، علما أن تقارير دولية مختلفة، حذرت أخيرا، من انفجار المنطقة بفعل تنامي الأنشطة الإرهابية والجريمة المنظمة بمختلف أشكالها، وخصوصا بعد اتحاذ مجموعة من الجماعات الجهادية بالمنطقة، منطقة تندوف مكانا آمنا لها، مكونة علاقات وطيدة مع قيادة البوليساريو.

وفي السياق ذاته، تمكنت عناصر القوات المسلحة الملكية المرابطة بالحزام الأمني، في وقت سابق، من إجهاض محاولة تهريب كمية كبيرة من المخدرات بعد إطلاق رصاصات تحذيرية، مما مكن من توقيف أربعة أشخاص، وحجز ما يناهز 500 كيلوغرام من مخدر الحشيش معبأة في 20 حقيبة، حيث أوضحت التحريات الأمنية المنجزة أن المشتبه فيهم ينحدرون من تندوف ولهم ارتباطات داخل جبهة البوليساريو، حيث يوجد من بينهم المسمى ماجيدي إيدا ابراهيم حميم، وهو ابن المسمى إيدا ابراهيم حميم، والي سابق لما يسمى بمخيم السمارة بتندوف، ووزير التنمية حاليا بالجمهوريةالوهمية.

من جهة أخرى، اكدت عدة تقارير صادرة عن معاهد دولية متخصصة أن الإرهاب يهدد منطقة الساحل والصحراء وحوض المتوسط، بسبب النزاع المفتعل في الصحراء، واتهمت هذه المعاهد جبهة البوليساريو بربط علاقات بتجار المخدرات والمجموعات الإرهابية، وأكد تقرير صادر عن وكالة استخبارات الأمن العام اليابانية، وهي هيأة تابعة لوزارة العدل بطوكيو، أن مخيمات تندوف حاضنة جبهة بوليساريو منطقة غير آمنة، وذلك بعد رصد عدد من الاختطافات التي حدثت بالمخيمات. وتحدث التقرير عن تردي الوضع الأمني للمنطقة والساحل الجنوبي للصحراء، وتورط قيادة البوليساريو في دعم وعمليات التجنيد للجماعات المتطرفة وخاصة لفائدة تنظيم القاعدة في بلاد الغرب الإسلامي، مشيرا إلى أن وجود علاقات ثابتة بين قيادات البوليساريو وفرعي تنظيم القاعدة بشبه الجزيرة العربية والغرب الإسلامي، ما أبقى على الجبهة في التصنيف ضمن لائحة المنظمات الإرهابية التي تهدد الأمن القومي الياباني منذ 2011.

وتتكرر إثارة العلاقة بين جبهة بوليساريو والمنظمات الإرهابية في كثير من التقارير الأمنية الدولية، وهي المخاوف التي وصلت إلى تقارير الأمم المتحدة، إذ حذرت الهيئة الأممية من مخاطر التهديدات التي تمس الأمن والاستقرار في المنطقة في حال استمرار نزاع الصحراء مفتوحا، في إشارة إلى تصاعد التطرف والإرهاب وانتشار العصابات الإجرامية في مالي ومنطقة الساحل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *