حوارات

ميموني: زراعة اللوز بسوس ماسة درعة “قد تدر ثلاثة أضعاف ما تدره زراعة الحبوب”

اعتبر عبد العزيز ميموني٬ رئيس المركز الجهوي للبحث الزراعي بأكادير٬ أنه قد يكون من الأجدى تشجيع زراعة غرس الأشجار المثمرة ولاسيما اللوز بجهة مثل سوس ماسة درعة٬ لأنها “قد تدر دخلا يصل إلى ثلاثة أضعاف ما تدره مداخيل الحبوب”.

وأوضح الباحث في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ عشية افتتاح مهرجان اللوز بتافراوت (8/10 مارس)٬ أن جهة سوس ماسة درعة جد مؤهلة لزراعة أشجار اللوز نظرا لخصوصية المنطقة التضاريسية والمناخية٬ مشيدا في هذا السياق بأهمية الأبحاث التي يجريها الأخصائيون بمركز البحث الزراعي بمكناس والذي يهتم بالمقام الأول بدراسة كيفية تطوير زراعة اللوز.

واستدرك الباحث أنه٬ على الرغم من امتداد أشجار اللوز على مساحات كبيرة بالمنطقة٬ إلا أن هناك بعض المشاكل التي تعتري هذا النشاط الزراعي وتؤثر على جودة إنتاجه٬ منها ما يتصل بالأصناف التي يتم غرسها٬ لا سيما الصنف المزروع بطريقة “الحبة ” والذي يؤثر على التنوع البيولوجي٬ ناهيك عن ندرة المياه وطرق الممارسة الزراعية غير السليمة.

واغتنم الباحث هذه المناسبة للإشادة بالجهود التي يبذلها مركز أكادير للبحث الزراعي الرامية إلى تجاوز هذه الإكراهات والمساهمة في تطوير وتنمية قطاع اللوز٬ لاسيما على مستوى إرشاد ومواكبة الفلاحين بدءا من عمليات الغرس إلى جني المنتوج.

وأبرز أن المركز يحاول إطلاع المزارعين على بعض التقنيات الخاصة بزراعة اللوز التي تلائم الطبيعة شبه الجافة للمنطقة من خلال اعتماد نظام السقي بالتنقيط وطريقة تطعيم الأشجار واستعمال الأسمدة الطبيعية مثل “الغبار” بشكل فعال ومعقلن٬ فضلا عن تحسيس الفلاحين بضرورة تقليم الأشجار كإجراء وقائي وعلاجي حتى لا يتم اللجوء إلى استعمال الأدوية الكيميائية التي تحول دون الحصول على منتوج بيولوجي محض.

كما ألح ذات الباحث على ضرورة تكثيف إنشاء تعاونيات محلية تسهر على ضمان جودة اللوز من الغرس إلى الجني إلى التلفيف وتعمل على تثمينه وضمان خصوصيته المحلية٬ مشددا على أهمية القيام بأبحاث ودراسات بغرض تطوير إنتاجية هذه السلسلة وتثمين منتجاتها.

واعتبر أن الاهتمام الحالي بالمنتجات المحلية عموما وبسلسلة إنتاج اللوز على وجه التحديد في إطار الدعامة الثانية لمخطط المغرب الأخضر من شأنه أن يفتح آفاق واعدة أمام هذا المنتوج المحلي والرفع من تنافسيته على المستوى الوطني والدولي.

وبعدما أشار إلى أن شروط نقل وغرس الأصناف المختارة من شجيرات اللوز التي تفد على الجهة من مركز البحث الزراعي بمكناس٬ الذي يعتبر رائدا في هذا المجال٬ لا تتوافق بالضرورة مع خصوصيات الجهة٬ أشاد ميموني بالجهود الرامية إلى إحداث مشتلين قريبا بكل من تافراوت وتارودانت.

وتتكون سلسة إنتاج اللوز في المغرب أساسا من استغلاليات تقليدية تتمركز أساسا في مناطق أزيلال والحسيمة وأمزميز وسوس ماسة درعة٬ بالإضافة إلى زراعات عصرية أخرى ذات طابع محدود في جهات مكناس وفاس ومراكش والصويرة وبني ملال.

وتغطي زراعة اللوز على المستوى الوطني ما مجموعه 144 ألف و 700 هكتار (بحسب إحصائيات لوزارة الفلاحة والصيد البحري برسم سنة 2009) وهو ما يجعل المغرب يحتل الرتبة السادسة عالميا من حيث المساحة المزروعة (8 في المائة) والخامسة من حيث الإنتاج (4 في المائة).

أما من حيث الإنتاجية٬ فتحتل هذه الزراعة المرتبة 35 على المستوى العالمي بما حجمه 0.530 طن للهكتار فقط٬ في حين يصل معدل الإنتاج الوطني من اللوز المقشر حوالي 15 ألف طن٬ أي ما يوازي نسبة استهلاك لا تتجاوز 0.5 كلغ لكل مواطن.

يشار إلى أن الدورة الثالثة لمهرجان اللوز بتافراوت٬ الذي تنظمه جمعية لوز تافراوت بتعاون مع وزارة الفلاحة والصيد البحري وعدد من الشركاء الآخرين٬ تنعقد هذا العام٬ احتفاءا بما دأبت ساكنة المنطقة على إحيائه عبر تعاقب الأجيال خلال موسم إزهار اللوز (فبراير – مارس)٬ تحت شعار “أرض اللوز…ثروة الغد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *