حوادث

ناشط سياسي معتقل بسجن تيزنيت يكتب عن فساد الموظفين

أن يدعي الإنسان النزاهة والشفافية شيء وأن يمتهنها شيء آخر. فالنزاهة لا تمتهن وليست مهنة بقدر ما هي خلق لا يتصف به كل من يدعيه وإنما من يجعله واقعا في حياتهم. فهناك أناس يدعون الشرف والنزاهة ويتشدقون بهما وهم عكس ذلك بكثير.

فكم من مسؤول وكم من موظف يدعي ذلك وهو غير ذلك ويعمل عكس ما يدعي وكمثال لذلك بعض موظفي السجون وخاصة سجن تيزنيت الذين يظهرون ما لا يكنون، إذ يدعون النزاهة، والناظر إلى حياتهم يستنتج غير ذلك إنطلاقا من حياتهم المعيشية الرغيدة، إذ كيف بموظف يتقاضى حوالي 4500 درهم ولم يمر على توظيفه أزيد من السنتين، ويملك سيارة من النوع الرفيع ومستوردة، رغم أنه سيدلي بوثائق أنه اقترض لكن ماذا عن مصاريف قضاء عطلة نهاية الأسبوع، كل أسبوع في مكان وفي فندق فاخر قس على ذلك الثروة التي يكدسها في حساب يعلمه.

إنه يعيش البذخ على حساب آلام من لا حول لهم ولا قوة، فإن كان هذا الموظف نزيه كما يدعي ويُظهر، فأين له كل هذا إن لم يتعاطى للحرام من وراء نزاهته التي يدعي؟ فهناك موظفون عملوا بهذه المؤسسة عقدا من الزمن وليسوا مدمنين ولم يستطيعوا تغيير تلك الدراجة الهوائية التي تتركهم في نصف الطريق.

فالموظف “ج.د” هو المقصود والذي راكم هذه الثروة من وراء نزاهته التي يدعي وهو المسؤول على تفتيش المعتقلين في الزيارة، ونزاهته التي يدعي يظهرها أثناء تفتيش المعتقلين الشرفاء الذين لا ينتقمون لكرامتهم كلما أراد أحد خدشها، فهنا يظهر هذا الموظف ويدعي أنه يعمل وفق القانون والشفافية فأين يتركها عندما يفتش قريب صديقته وعندما يمول بعض السجناء بالممنوعات ويبيع ويشتري في آلام بعضهم؟

لما التحرش بالمعتقل حسن سفورك محاولا تجريده من كل ملابسه حتى الداخلية منها؟ إلا أن هذا البطل ثار ضده واستغل هذا الموظف هذا ليظهر أنه نزيه وليتستر على تجارته الرابحة والتي تدر عليه الملايين.

إلا أن السؤال المطروح هو كيف لموظف جديد لم يراكم التجربة أن يشغل هذا المنصب الحساس؟ كل هذا الاستهتار بكرامة السجناء السياسيين وغيرهم من السجناء لن يثني التحدث عن وضعية السجن المحلي لتزنيت كسجن نموذجي بالمغرب لكن مثل هده الطفيليات المنتشرة في محيط السجون المغربية تفسد كل ما أصلح النضال وسط السجون المغربية المتعفنة.

*ناشط سياسي معتقل بسجن تيزنيت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *