متابعات

تونس تنتخب السبسي رئيسا .. والمرزوقي يعترف بالهزيمة

أعلنت الهيئة المستقلة للانتخابات في تونس، اليوم الاثنين، فوز الباجي قايد السبسي (88 عاما) برئاسة الدولة ليصبح أول رئيس بعد الثورة يتم اختياره مباشرة من الشعب. وجاء فوز السبسي بعد تصدره بفارق مهم على الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي الذي هنأ منافسه.

وقال رئيس الهيئة شفيق صرصار، في مؤتمر صحفي بمقر الهيئة بالعاصمة تونس، إن السبسي حصل بعد فرز كل الأصوات في الداخل والخارج على 55.68% (نحو 1.7 مليون) من الأصوات مقابل 44.32% للمرزوقي (1.3 مليون صوت).

وأضاف صرصار أن عدد الأصوات الصحيحة للناخبين بلغت 3.1 ملايين صوت من جملة 5.3 ملايين مواطن يحق لهم التصويت. وبلغت نسبة المشاركة 60.11%.

وتابع أن الخروقات التي سجلت خلال الاقتراع لا تؤثر على النتائج النهائية, مشيرا إلى أن باب الطعون سيفتح ابتداء من مساء الاثنين. وكان مدير حملة المرزوقي (69 عاما) قد تحدث أمس عن ارتكاب الحملة المنافسة مئات الخروقات، ووصفت بعضها بالخطيرة.

ومقارنة بالدور الأول، زاد السبسي رصيده من الأصوات بنحو أربعمائة ألف صوت، في حين أضاف المرزوقي أكثر من مائتي ألف صوت.

وكان السبسي، وهو مرشح حزب نداء تونس (الفائز بالانتخابات التشريعية الماضية) قد حصل في الجولة الأولى التي أجريت يوم 23 نوفمبر الماضي على 39% من الأصوات مقابل 33% للمرزوقي الذي ترشح بصفته مستقلا.

ووفق النتائج الأولية، فقد تقدم السبسي بفارق كبير أحيانا في تونس الكبرى ومحافظات الشمال الغربي والوسط الشرقي، في حين تفوق المرزوقي بفارق كبير أيضا في أغلب الأحيان بمحافظات الجنوب كلها، وبصورة أقل في محافظتي القيروان والقصرين (وسط).

وكانت حملة السبسي بادرت منذ مساء أمس إلى الإعلان عن فوز مرشحها ما دفع أنصاره إلى الاحتفال. وأثار الإعلان احتجاجا من قبل حملة المرزوقي, وتسبب في مواجهات بمحافظة قابس (جنوب شرق تونس).

اعتراف بالنتائج

في هذه الأثناء، أعلن عدنان منصر مدير حملة الرئيس المنتهية ولايته أن المرزوقي اتصل هاتفيا بمنافسه، وهنأه بفوزه بمنصب الرئيس.

وكان طارق الكحلاوي، وهو عضو بحملة المرزوقي، قد قال في وقت سابق اليوم إن المرزوقي سيتوجه مساء اليوم بخطاب يهنئ فيه منافسه بالفوز، والشعب التونسي بترسيخ ديمقراطيته، وبالتداول السلمي على السلطة.

وأضاف الكحلاوي، في تصريح لإذاعة محلية، أن المرزوقي مقتنع بتقدم السبسي بعد إعلان هيئة الانتخابات النتائج الرسمية الأولية عصر اليوم.

وتابع أن المرزوقي سيتحول إلى المعارضة، وسيكون مدافعا “شرسا” عن الحقوق والحريات، وسيرفض “التغول الحزبي” على السلطة، في إشارة إلى وصول مرشح نداء تونس إلى الرئاسة، وامتلاكه أغلبية نسبية في البرلمان.

وكان المرزوقي أكد أنه سيقبل بالنتائج الرسمية مهما كانت. بيد أنه حذر خلال حملته الانتخابية من جمع الحزب الفائز كل السلطات في يده في حال فاز السبسي بانتخابات الرئاسة, مشيرا بالخصوص إلى خطورة انفراد الحزب الحاكم الجديد بتعيين أعضاء المحكمة الدستورية.

يُشار إلى أن حزب نداء تونس حصل على 86 مقعدا بالانتخابات التشريعية الماضية، تلته حركة النهضة بـ 69 مقعدا.

وكان السبسي قد دعا مساء أمس منافسه إلى التعاون من أجل إخراج البلاد من أوضاعها الهشة اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا، ونفى وحزبه أي نية للاستبداد بالحكم. وتوصف انتخابات الرئاسة التي أفضت إلى فوز السبسي بأنها الحلقة الأخيرة في انتقال تونس نحو ديمقراطية كاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *