متابعات

محمد عبد العزيز .. ديكتاتور الجبهة ورئيسها الأوحد مدى الحياة

في الوقت الذي لا يفوت فيه محمد عبد العزيز زعيم جبهة البوليساريو الفرصة للحديث عن حقوق الإنسان والديمقراطية، لا يرى الزعيم الأبدي أي مانع للتقدم للمرة الثانية عشر على التوالي كمرشح أوحد لجبهة البوليساريو، وهو ترشح ينظر إليه السواد الأعظم من الصحراويين بنوع من الاستياء والامتعاض، فالرئيس الذي يتزعم جبهة منهوكة بسبب الفساد المستشري في أوصالها لا يمكن له أن يروج لأي خطاب ديمقراطي، بعد أن أصبح آخر ديكتاتور متمسك بسلطة واهية تستمد شروط بقائها حية من لدن جنرالات الجزائر.

في هذا الصدد يقول أحد الصحافيين الصحراويين إن انتخابات الجبهة غالبا ما تكون شكلية ومحسومة النتائج بمرشح وحيد يفوز بنسبة تفوق 99 %، ويضيف ذات الصحافي أن محمد عبد العزيز انتهج طيلة سيطرته على الجبهة خلال أزيد من ثلاثة عقود سياسة مشابهة لسياسات الأنظمة الديكتاتورية المستبدة المبنية على أساس تقزيم كافة الخصوم، ليبقى الرئيس النجم الوحيد بلا منافس في الساحة، وزاد المتحدث أنه من الصعب التكهن بمن سيخلف الرئيس أو من بإمكانه أن يشغل منصب نائب الرئيس، وهو منصب رغم أهميته فهو غير موجود بتاتا.

إن هذا الواقع يكرس بشكل جلي وضعية الجمود والتردي التي تشهدها جبهة البوليساريو، كما تدفع شرائح عريضة من المجتمع الصحراوي بالمخيمات للارتماء في أحضان اليأس وانسداد الأفق.. فما بين تسلط قيادة البوليساريو وحصار تندوف يعيش صحراويو المخيمات واقعا بئيسا تنعدم فيه أدنى شروط العيش الكريم والحياة الإنسانية.

في تصريحات لمشاهد.أنفو قال أحد الصحراويين إن زعيم البوليساريو يتوفر إضافة إلى مركب مشيد بالاسمنت المسلح بمخيمات تندوف، على اقامات أخرى فاخرة باسبانيا، وأخرى ببلدان أوربية، ناهيك عن أرصدة بنكية سرية في جزر الباهاماس و سويسرا و فرنسا هي ثمرة الإعانات و التبرعات من بعض الجهات المانحة ومن جنرالات الجزائر ويضيف أن محمد عبد العزيز عبارة عن ديكتاتور يخلف نفسه منذ سنة 1976، في إطار انتخابات بمرشح وحيد، مشيرا إلى أن هذا الأخير يتبجح بالحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان على طريقة المستبدين، وأضاف ذات المتحدث أن زعيم البوليساريو وحلقته الضيقة المنتفعة من مأساة الصحراويين المحتجزين بتندوف يقمعون معارضيهم ويتعرضون لأي صوت معارض بأشكال متنوعة من التنكيل ولأعمال انتقامية لا إنسانية.

من جهة أخرى كشف أحد الصحراويين العائدين مؤخرا إلى الوطن أن شباب المخيمات لم تعد تهمه لعبة الانتخابات داخل جبهة البوليساريو، لأنه -يضيف- مع فقدان الأمل بدأ هذا الشباب يلجأ من أجل كسب لقمة العيش إلى ممارسة جميع أشكال التهريب، أو الانضمام إلى صفوف الجماعات الإرهابية، هذا في الوقت الذي ترفل فيه الدائرة المقربة من محمد عبد العزيز في الثراء الفاحش، أما صحراويو مخيمات تندوف فمعاناتهم مستمرة مع شظف العيش حيث لا يمكنهم الولوج حتى للمياه الصالحة للشرب وغيرها من الخدمات الأساسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *