قفز اسمه فجأة إلى العلن .. إنه سعيد العلواني الذي ألقى عليه المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، القبض وهو يهم بترويج سلع فاسدة في عدة مدن مغربية كطنجة ووجدة وورززات ومراكش والحسيمة، بالإضافة إلى فاس التي يوجد بها المقر الرسمي لشركته الكبيرة.
العلواني، وحسب مصدر رسمي كان يستغل عائدات استثماراته في المواد الغذائية المغشوشة وغير القابلة للاستهلاك في التمويل المباشر للتنظيم الإرهابي لما يسمى بـ “الدولة الاسلامية بالعراق والشام” المعروفة بـ “داعش”، إضافة الى عمليات تجنيد وتسفير بعض الأشخاص قصد الالتحاق بنفس التنظيم.
المصدر ذاته أضاف أن عملية التفتيش التي قامت بها الأجهزة المختصة في المخازن التي تعود لملكيته بعدد من المدن المغربية أسفرت عن حجز مواد غذائية فاسدة، بلغت كمياتها الاجمالية ما يقارب 130 طنا، والمكونة من التمور والعجائن الغذائية والعصائر المعلبة والبرقوق المجفف والمربى والشكولاتة والطماطم المعلبة والمياه المعدنية وحبوب الذرة والفول والحلويات.
من فاس .. كانت البداية
بناء على معلومات دقيقة، تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من إيقاف المدعو سعيد العلواني بمدينة فاس بتاريخ 15 يونيو 2015، لضلوعه في أعمال غش تمثل خطرا بالغا على الصحة العامة للمواطنين.
وحسب بلاغ في الموضوع من وزارة الداخلية توصلت “مشاهد” بنسخة منه، فإن المعني بالأمر يقوم باقتناء كميات كبيرة من مواد استهلاكية منتهية الصلاحية وغير قابلة للاستهلاك، بأثمنة بخسة، قبل أن يعمد إلى تخزينها بطريقة غير سليمة بمخزن تابع لشركته بغية تغيير تواريخ صلاحية استهلاكها وعرضها للبيع.
وقد كان المعني بالأمر يعتزم استغلال ارتفاع الطلب على مختلف المواد الغذائية خلال شهر رمضان الأبرك لبيع هذه المواد الفاسدة بالتقسيط. كما تبين أن المشتبه فيه قام بتمويل سفر مواطنة مغربية وأبنائها إلى تركيا قصد الالتحاق بصفوف التنظيمات الإرهابية بالساحة السورية العراقية.
وأضاف البلاغ إلى أن هذه العملية التي تمت بتنسيق مع اللجنة الإقليمية لمراقبة المواد الغذائية والجودة التابعة لولاية جهة فاس، أسفرت عن حجز أطنان من مواد غذائية فاسدة وآلتين للتغليف والإلصاق بالإضافة للعديد من الملصقات الفارغة معدة لتزوير تواريخ الصلاحية.
مدن مغربية أخرى
مباشرة بعد اعتقاله وبدء التحقيق معه، تحركت السلطات المختصة في عدة مدن مغربية من أجل تتبع أماكن المخازن التي يملكها في عدة مغربية، حيث تم في هذا الصدد حجز أزيد من 12 طنا من المواد الغذائية الفاسدة، من قبل السلطات المحلية بجماعة ترميكت بمدينة ورزازات.
وقائع اكتشاف سلطات ورزازات لهذه الكميات الفاسدة من المواد الغذائية تعود إلى شكاية تقدم بها مستخدم كان يشتغل سابقا موزعا مساعدا لصاحب الشركة، وأرفق شكايته بشريط فيديو لبعض الشاحنات التي تشتغل في التوزيع في حي “تكمي الجديد” بجماعة ترميكت.
وفي مراكش تمكنت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالمدينة، من حجز أطنان من المواد الغذائية الاستهلاكية مخزنة في ظروف غير صحية، وذلك داخل مستودع كائن بحي المسار 2، تابع لشركة العلواني، حيث كان يستعد لتوزيع مواد استهلاكية مهربة تحتوي على بيانات زائفة، وبضائع أجنبية معبأة في أكياس محلية دون إشارة لاسم المصنع.
الأمر ذاته، حدث بمدن أخرى تم ذكرها آنفا، ويتعلق الأمر بكل من طنجة ووجدة والحسيمة، حيث تم حجز أطنان من المواد الغذائية الفاسدة، كان المتهم الرئيسي في العملية يستعد لتسويقها من أجل تمويل بعض أنشطة تنظيم “الدولة الإسلامية”، وتسهيل سفر من يرغبون في الالتحاق بـ “داعش” على جبهات القتال بسوريا والعراق.