المشهد الأول

عاصمة سوس .. دعوة للانتشال من الركود

طيلة أزيد من 12 سنة لم تعرف مدينة أكادير طفرات تنموية مهمة، أو استثمارت كبرى، كما لم تتحول المدينة إلى محطة للجذب الاستثماري، وبقيت مشاريعها تعيش البطء والركود.

لقد انتقلت عاصمة السياحة والصناعات الغذائية، والفلاحة التصديرية، والصيد البحري من مرتبة المدن الرائدة على مستوى مخططاتها الاقتصادية والحضرية إلى مجرد قرية كبيرة تعيش هوامشها نقصا حادا على مستوى البنيات التحتية وفقرا في التوفر على الخدمات الجماعية بصفة عامة.

في أوساط المستثمرين ارتبطت أكادير خلال أزيد من عقد من الزمن بفرملة المشاريع وعرقلة الاستثمارات بطرق مزاجية غير موضوعية اقترفها على الخصوص الرئيس السابق في حق عاصمة سوس، وهي المواقف التي لايمكن تبريرها بأي شكل من الأشكال، كما أن أنجب علماء النفس لم يجدوا تفسيرات لهذه المواقف المزاجية.

اليوم وبعد أن أزيح الرئيس السابق من منصبه بفعل اكتساح غير مسبوق للبيجيدي، بدأت الأصوات تتعالى للقطع مع كل الأشكال التدبيرية التي عاشتها أكادير وضيعت عليها الكثير من الوقت والفرص، كما بدأت هذه الأصوات ترتفع للمطالبة بزيارة ملكية للمدينة تنتشلها من الركود والجمود التنموي، إذ يتم حاليا تداول نداء فايسبوكي من ساكنة أكادير يتعلق بملتمس جماعي لزيارة الملك محمد السادس لعاصمة سوس.

لقد كانت أكادير قبل عقد من الزمن من المدن المفضلة للملك إذ كان يقضي فيها أسابيع طويلة ويشرف فيها شخصيا على عدد من المشاريع المهيكلة، إلا أن تعثر عدد من هذه المشاريع والبرامج جرت على المسؤولين والمنتخبين غضبات ملكية متتالية تمخض عنها غياب زيارات الملك لأكادير.

في هذا السياق ووعيا منهم بالمأزق الاقتصادي والتنموي الذي تعيشه أكادير، بدأت المؤسسات المنتخبة الحالية تطالب بضرورة التدخل المركزي لتنفيذ مخطط استعجالي للإقلاع التنموي وللتأهيل الحضري لأكادير الكبير، وهي البرامج التي يشرف عليها الملك شخصيا بعدد من المدن.

واعتبرت هذه المؤسسات أن هذا المخطط في حالة تنفيذه من شأنه أن ينتشل أكادير من التراجع والركود، وهو الجمود الذي أثر بشكل ملحوظ على عدد من الأنشطة الاقتصادية وعلى رأسها السياحة والاستثمارات الصناعية والخدماتية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *