اعتبر محمد الغالي، أستاذ العلوم السياسية، أن موضوع العتبة الانتخابية لا يجب أن يخضع للمزايدات السياسية، مؤكدا أن “العتبة هي آلية من آليات التحكم في مخاطر الاقتراع باللائحة، لأن نمط الاقتراع باللائحة يرجح حظوظ المكونات السياسية الصغرى أو الأقليات في الفوز بمقاعد خلال الانتخابات، مما يعني توسيع خريطة التمثيل من الناحية العددية والكمية”.
وأضاف الغالي، في حوار مع يومية “المساء” في عددها الصادر اليوم الخميس 18 فبراير الجاري، أن تخفيض العتبة لا يتماشى مع مقاصد الفصل السابع من دستور 2011، الذي يؤكد على أهمية تأسيس وبناء نظام حزبي قوي. وأردف أن ذلك يعتبر طعنا من الخلف لمقاصد تحقيق الفعالية والنجاعة، مبرزا أن تخفيض العتبة قد يؤدي فقط إلى البلقنة.
وبخصوص انعاكاساته على التحولات السياسية، أكد الغالي، أن خفض العتبة لا يساعد على تشكيل أقطاب سياسية قوية قادرة على مواجهة التحديات المرتبطة بالتكوين والتأطير ومصاحبة المواطنين، بقدر ما يخدم مصالح فئوية وأجندة اللوبيات، ويسهم فقط في شرذمة المشهد السياسي، مشيرا إلى أن “تخفيض العتبة قد يصطدم برأي سلبي للمجلس الدستوري”.
من جهته، اعتبر توفيق بوعشرين، مدير يومية “أخبار اليوم”، في افتتاحيته ليوم أمس الأربعاء، التي اختار لها كعنوان: “إزالة العتبة تزوير مقنع”، أن “إزالة التعبة عقاب للأحزاب الكبرى وعودة إلى البلقنة ونكسة للعقلنة الحزبية”، مردفا أن “ديموقراطيتنا تعاني من البوتيكات السياسية التي تبيع وتشتري في التزكيات الانتخابية”. وخلص إلى أن زوال العتبة سيؤثر على عدالة توزيع الأصوات.