المغرب الكبير

بوتفليقة.. هل يترشح لولاية خامسة؟

أفاد أحدث تقرير صادر عن لجنة الشؤون الأوربية في مجلس الشيوخ الفرنسي بإمكانية ترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، “80 عاما”، لعهدة رئاسية خامسة.

التقرير الذي حرره النائب عن الحزب الاشتراكي، سيمون سيتور، “60 سنة”، نيابة عن لجنة الشؤون الأوروبية التي تضم في عضويتها 36 نائبا، اعتبر أن الجزائر “لا تعيش ضغطا شعبيا حقيقيا يدفع النظام نحو التطوّر، على الرغم من التصلّب الظاهر على السلطة”.

ويخلص التقرير إلى أن الرئيس بوتفليقة “يتمتَع بشرعية حقيقية، اكتسبها في أعقاب العشرية السوداء”.

وعليه، من غير المستبعد حسب التقرير، أن “يترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة”، كان قد بدأ عهدتها الأولى في أبريل 1999.

ويتطرق التقرير، في صفحته رقم 15، إلى موقف الجزائر من “الربيع العربي”، إذ أشار إلى “أن الجزائر لجأت عقب احتجاجات السكر والزيت في يناير وفبراير 2011، إلى إصلاحات دستورية، كما قررت رفع حالة الطوارئ التي أُعلنت عام 1992”.

 

محللون: ترشح بوتفليقة مستبعد

من جانب آخر، يرى الخبير في الشؤون السياسية صالح سعود أنه “عند الحديث عن الانتخابات الرئاسية 2019 لابد أن نستحضر نقطتين رئيسيتين، الأولى أن الجزائر تمر بمرحلة تدعو لنوع من الاستقرار والتواصل لمواجهة الصعاب على المستويين الأمني والاقتصادي، نتيجة تراجع أسعار النفط، والوضع الأمني في الساحل وليبيا”.

ويضيف: “النقطة الثانية، أن الرئيس في الجزائر لاسيما في العقود الأخيرة ليس هو في الواقع من يصنع السياسات، وإنما هناك لجنة محيطة به، هي من تتخذ القرارات، والرئيس هو واجهة لإعطاء الشرعية لتلك القرارات”.

ويشير صالح سعود إلى أنه “تبين لنا أن الجزائر يجب أن تتحلى بنوع من الهدوء السياسي والتعايش بين الأطراف الفاعلة في الساحة السياسية، و أن أي تغيير سيؤدي إلى عدم توافق بين الأطراف الفاعلة”.

ويؤكد خبير الشؤون السياسية صالح سعود أن “هذه المعطيات هي التي تجعل العديد من المراقبين، سواء على المستوى الوطني أو على المستوىين الإقليمي والدولي، يتوقعون مثل هذه الاستمرارية، مع ملاحظة أن الجزائر عودتنا على المفاجآت سواء في فترة الثمانينيات أو التسعينيات، فيما يتعلق برئيس جديد”.

الحالة الصحية للرئيس.. مشكل!

ومن جانبه، يعتقد المحلل السياسي عبد الرحمن بن شريط أن “الوضعية الصحية لرئيس الجمهورية تعكس صعوبة أداء مهامه للعهدة الحالية، والكل يعلم أن شقيقه السعيد بوتفليقة هو من يتصدر المشهد السياسي”.

ويضيف عبد الرحمن بن شريط أن “فرنسا تعتبر أن بقاء الوضع الحالي كما هو يخدم مصالحها السياسية والاقتصادية”، وفي الوقت نفسه يعتبر التقرير “تدخلا سافرا في الشأن الجزائري، لأن مستقبل الرئاسة يخضع لإرادة الشعب”.

ويؤكد المصدر ذاته أن ” فتح العهدات، ومحاولة العودة إلى الأصل من خلال التعديل الدستوري الأخير، خطأ تم ارتكابه، وأعتقد أن الوضع يدعو إلى ضرورة إبداء موقف واضح بشأن مستقبل الترشح لرئاسيات 2019، لقطع الطريق أمام التدخلات الأجنبية”.

استبعاد ترشح شقيقه

ويشدد الباحث في الشأن السياسي محمد قنطاري على أن “الرئيس وشقيقه لن يترشحا لرئاسيات 2019، لأنها مسألة رأي عام في الداخل والخارج، وأن التقرير الفرنسي مجرد تكهنات مستبعدة الحدوث “، مضيفا “أن الجزائر محاطة بمخاطر أمنية، وهي في حالة حرب، بل هناك نزيف اقتصادي وبشري فرضته تكاليف ضبط الأمن في الحدود مع دول الساحل وليبيا”.

ويذكر أن سباق الرئاسيات في الجزائر، يحظى باهتمام بالغ خصوصا من الجانب الفرنسي والأوروبي ودول الجوار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *