تربية وتعليم | متابعات

حصاد ورهان إصلاح التعليم.. فهل ينجح في ذلك؟

بدأ أمس الخميس، رسميا الموسم الدراسي بالمغرب، وهو أول موسم دراسي لوزير الداخلية السابق محمد حصاد، والذي عُين وزيرا للتربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بعد فترة “البلوكاج الحكومي”.

العديد من القضايا وُضعت على طاولة وزير التعليم، من بينها الاكتظاظ داخل الفصول الدراسية، وكذا تدبير العنصر البشري الذي يحتاجه القطاع، فهل سيتم تجاوز هذه المشاكل خلال السنة الدراسية الحالية؟ وكيف ذلك؟

اهتمام حكومي

استغل رئيس الحكومة المغربي، سعد الدين العثماني، الاجتماع الحكومي الذي تزامن مع انطلاقة الموسم الدراسي الحالي، للتأكيد على أن قضية التعليم أولوية للحكومة “واليوم الكل يتفق على أن رفع جودة التعليم كمّا وكيفا هو رهان مستقبلي للمغرب، لأن التعليم هو مفتاح التنمية والانفتاح على العصر”، حسب العثماني.

وأضاف المسؤول الحكومي ذاته، أنه خلال السنة الجارية تم اتخاذ العديد من “الإجراءات المهمة”، همت بالخصوص الجانب الكمي من أجل تحسين عملية الدخول المدرسي “عن طريق دعم التعليم من جهة، ومواجهة الاكتظاظ من خلال توظيف 24 ألف متعاقد، إضافة 11 الألف متعاقد كانوا خلال بداية السنة ليتجاوز العدد حوالي 35 ألف متعاقد”.

وكشف العثماني أن هناك 7 مليون تلميذ في التعليم الابتدائي والاعدادي والثانوي، وحوالي 900 ألف طالب جامعي في التعليم العالي، على أن يصل هذا الرقم لمليون طالب في السنوات المقبلة، قبل أن يؤكد أنه سيتم وضع برامج مواكبة سير السنة الدراسية بالشكل الذي يجب “وهناك رؤيا أعدها المجلس الأعلى للتعليم، ونحن بصدد إعداد قانون إطار لتطبيقها، يحدد خارطة طريق الإصلاح”.

لا شيء تغير

الإجراءات التي كشف عنها رئيس الحكومة، وقبلها الإجراءات التي اتخذها وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، محمد حصاد، اعتبرها الكاتب العام للجامعة الوطنية للتعليم، عبد الرزاق الإدريسي، “لا تأتي بأي جديد”.

وقال الإدريسي إنه “ما من شيء يؤكد على تغيرات ملموسة من شأنها أن تنعكس إيجابا على التعليم العمومي”.

فعلى مستوى البنية التحتية، أوضح الإدريسي أنه “لا وجود لمجهودات تذكر، اللهم على مستوى بعض الإجراءات الترقيعية كصباغة المدارس واعتماد لباس موحد”.

أما على مستوى الموارد البشرية فيؤوكد الكاتب العام للجامعة الوطنية للتعليم أن هناك “نقصا مهولا، رغم محاولة تغطيته بالمتعاقدين”.

وكشف الإدريسي، أن من تم توظيفهم بالتعاقد، “لم يتلقوا أي تكوين، اللهم بعض الاجتماعات التي كان ينظمها مؤطرون لـ200 أو 300 متقاعد، لا تتجاوز 30 ساعة لتقديم نصائح عامة”.

أمل في حل المشاكل

من جانبه، قال المدرس والمهتم بقضايا التعليم، حسن اللحية، أن الرهان في الدخول المدرسي الحالي يبقى هو “تطبيق سياسة جديدة لوزير جديد، وخاصة التطبيق الفعلي لرؤية المغرب 2015-2030 التي جاءت في مضمونها من أجل وضع حد لمجموعة من الاختلالات التي تعرقل سير المنظومة التعليمية بالمغرب”.

وحول المشاكل التعليمية التي يمكن تجاوزها خلال ولاية الوزير الجديد، رد المهتم بقضايا التعليم قائلا: “هناك أمل في إيجاد حلول للعديد من المشاكل، خاصة مشكل الاكتضاض في الأقسام”.

كما أن البرامج والمناهج التعليمية المطبقة، تبقى، حسب اللحية، “جافة ومن الضروري إعادة النظر فيها كي تلبي حاجيات المتعلمين والمجتمع ككل، كما أن التكوين يعد مشكلا أساسيا في المنظومة التعليمية المغربية، ولا يمكن أن ننتظر من المدرسين أكثر من مستواهم، نظرا لضعف تكوينهم الذي سيتفاقم مع التوظيف بالتعاقد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *