طب وصحة

دراسة: يجب على الشباب تناول أدوية مخفِّضة للكولسترول لتجنُّب الوفاة خلال 20 عاماً التالية

قال علماء إنه ينبغي إعطاء ملايين الأشخاص في العشرينيات والثلاثينيات من أعمارهم عقاقير ستاتين -المُخفِّضة لمستويات الكولسترول في الدم- إذ أثبتت دراسة حديثة أن هذه الأدوية تقلل من الوفيات بأمراض القلب.

والنتائج التي انتهت إليها الدراسة التي أُعِدت بجامعة إمبريال كولدج لندن البريطانية، تتحدّى المبادئ التوجيهية التي تجعل حصول المرضى من الفئات العمرية الأصغر على حبوب 5p-a-day صعباً، حتّى وإن كانت لديهم مستويات عالية من الكولسترول.

وحسبما أشارت صحيفة Telegraph البريطانية، تعتبر الدراسة الجديدة هي الأكثر تفصيلاً مقارنة بالدراسات الشبيهة؛ إذ إنها تركّز على العلاقة بين الكولسترول، وعقاقير الستاتين المخفِّضة لنسبة الكولسترول، والوفيات.

وقال كاتب الدراسة التي نشرتها دورية Circulation العلمية، إن النتائج تُثبت أنه حتى التقليل المتواضع لنسبة البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، أو الكولسترول “السيئ” يقدّم فائدة هائلة لإنقاذ الحياة.

وقد شملت الدراسة مُشاركين تتراوح أعمارهم بين 45 و64 عاماً، ومع ذلك، تظهر قوّة العلاقة بين العقاقير المُخفِّضة لنسب الكولسترول والبقاء على قيد الحياة –والتي تقدّر بنسبة 28%- أنه ينبغي أن تؤخذ تلك العقاقير في الاعتبار مع كل مريض يعاني ارتفاع مستوى الكولسترول، دون النظر إلى سنّه.

وفي الشهر الماضي، انتهت دراسة بمجلة New England Journal of Medicine الطبية البريطانية إلى أنه من غير الضروري استثناء الملايين ببساطة لاعتبارات سنّهم.

وقال البروفيسور كوسيك راي، الذي قاد الدراسة الجديدة، إن 5 إلى 10% من الأشخاص في العشرينيات والثلاثينيات من أعمارهم قد يعانون مستويات مرتفعة من الكولسترول في الدم على نحو خطير.

ومع ذلك، لا توصف عقاقير الستاتين لهم ما لم يتمكنوا من إثبات الخطر الوراثي.

وقد فحص المشروع الذي استمر 20 عاماً، بيانات من 2.560 رجلاً شاركوا في اختبارات سريرية لاختبار آثار عقار البرافاستين مقارنة بأدوية أخرى.

وفي حين أن جميع الرجال كانت لديهم مستويات عليا من الكولسترول السيئ (بنسب تتخطى 4.9 مليمول/لتر)، لم يكن لديهم علامات على أمراض القلب في بدء الدراسة.

ووجد الباحثون أنه مقارنة بتأثير الدواء، كان هناك انخفاض لخطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 27%، وانخفاض بنسبة 28% لخطر الوفاة جراء أمراض القلب التاجية، وانخفاض بنسبة 25% لخطر وقوع حوادث مثل الأزمة القلبية.

كما كان هناك انخفاض بنسبة 18% لخطر الوفاة جراء أي سبب قلبي على مدى فترة الـ20 عاماً التالية.

وقال البروفيسور نيلش ساماني، المدير الطبي في مؤسسة القلب البريطانية: “إن دراستنا تدعم اعتبارَ مستويات البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL كمسبب رئيسي لخطر الإصابة بأمراض القلب، وتشير إلى أن تخفيض مستوياته على نحو معتدل يوفر فوائد كبيرة بخفض خطر الوفاة على المدى الطويل”.

وأضاف أن “هذا البحث يوضح فوائد الستاتينات للأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من الكولسترول في الدم؛ إذ يبين الفائدة الدائمة وطويلة المدى لتناول العقاقير، بما في ذلك مدى خفضه خطر الوفاة جراء أمراض القلب، وهو ما يمكن رصده فقط في دراسة بهذا الطول”.

وتنصح منظمة الصحة العالمية حالياً بالحصول على أكثر من 30% من الطاقة من الدهون، وتجنُّب الدهون المشبعة الموجودة في أشياء مثل المنتجات الحيوانية.

وكشفت بحوث سابقة أن 75% من النساء و85% من الرجال في الدول المتقدمة يعانون مشكلة الدهون المتراكمة حول البطن. وبعد الدراسة التي قام بها مجموعة من المختصين من جامعة أوكلاند للتكنولوجيا في نيوزيلندا، تبيَّن أن 30% من الأشخاص، الذين يعانون السمنة، هم من سكان البلدان الأكثر تقدماً، على غرار الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة، بحسب صحيفة The Sun البريطانية.

وفقاً للطبيب والبروفيسور المشارك في الدراسة نافد ستار، فإن “هذه التغييرات التي تطرأ على الجسم وتؤثر على الوزن، تشير إلى زيادة فرص الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والكبد والسرطان، وغيرها من الأمراض”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *