تربية وتعليم

فانكوفر: الأميرة للا حسناء ضيفة شرف المؤتمر العالمي حول التربية البيئية

شاركت الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، أمس السبت بفانكوفر، كضيفة شرف، في حفل افتتاح المؤتمر العالمي التاسع حول التربية البيئية الذي ينعقد إلى غاية 15 شتنبر الجاري تحت شعار “الثقافة والبيئة: نسج أواصر جديدة”.
وأجرت الأميرة مباحثات مع جوديت غيشون، نائبة حاكم كولومبيا البريطانية (ممثلة الملكة بفانكوفر)، همت بالخصوص انعكاسات التغيرات المناخية على كوكب الأرض والوسائل والإجراءات التي يتعين القيام بها لمواجهتها.
إثر ذلك، الأميرة للا حسناء في حفل تخليد الأمم الأصلية ( المصالحة مع السكان الأصليين للبلد)، والتي تم خلالها إعطاء الكلمة لأحد السكان القدامى مؤكدا على أهمية هذا الحدث في “التأليف بين القلوب والأرواح والعقول، رغم التنوع والاختلاف، وذلك من أجل التفكير سوية في مستقبل كوكب الأرض وفي الوسائل التي تكفل تحقيق تنمية مستدامة على النحو الأمثل عبر حماية البيئة”.

وألقت الأميرة للاحسناء ، ضيفة شرف المؤتمر، خطابا ذكرت فيه بالتزام المملكة المغربية مبكرا بمبادئ إعلان ريو، وأجندة 21، والاتفاقات متعددة الأطراف ذات الصلة بقضايا البيئة، مشيرة الى إطلاق المغرب الذي استضاف قمة كوب 22 بمراكش، عددا من المبادرات ذات الصلة بقضايا التكيف مع التغيرات المناخية ومقاومتها، وجهت خصيصا لفائدة إفريقيا والدول الجزرية الصغرى.

وقالت في هذا الصدد ،”إن بلدي المغرب، أرض التعايش والحوار على مر العصور، سيظل ملتزما وفي الصفوف الأمامية لهذا النهج التضامني الدولي”.

وأبرزت أيضا، أنه تم مؤخرا اعتماد الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة في أفق 2013، “الأمر الذي سيساعد على تحقيق السياسات العمومية ذات الصلة والانتقال إلى اقتصاد أخضر تضامني و إدماجي”.

و أشارت في هذا الاطار الى أن مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة أطلقت مشاريع رائدة و متنوعة من حيث الأهداف المسطرة لها على امتداد التراب الوطني، مؤكدة أن هده المشاريع ،سواء تعلق الأمر بنظافة الشواطئ أو جودة الهواء أو تأهيل الحدائق التاريخية، تميزت دوما بأثرها المباشر على حياة السكان المستهدفين.

وسجلت الاميرة للاحسناء أن المؤسسة كان لها الفضل في الدفع ببعض الفاعلين الذين كانت لهم معرفة ضئيلة أو غير واضحة ببعضهم البعض، من جماعات محلية ومصالح لا ممركزة، ومقاولات وجمعيات وجامعات، الى العمل المشترك، بما يسهم في الحفاظ على البيئة، بل وحثهم بالخصوص، على إضفاء طابع الاستمرارية على أنشطتهم الميدانية.

كما شددت في خطابها على أن الهدف الذي ترومه المؤسسة والمتمثل في ” تعلم، أو إعادة تعلم، السلوكات الأساسية التي من شأنها أن تفضي إلى توفير الموارد والحفاظ على الطبيعة وعلى التنوع البيولوجي، إضافة إلى الدفع بالتنمية التضامنية”، هو بمثابة ثقافة بيئية تتقاطع ،بهذا المعنى، مع شعار الدور ة التاسعة للمؤتمر العالمي حول التربية البيئية .

وقد تميزت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر على الخصوص بالكلمات التي ألقاها كل من دافيد زاندفيلت وماريو سالمون ،منظمي المؤتمر، والذين أكدا على أهمية التربية البيئية، انطلاقا من المدرسة، في بناء مجتمع أفضل على المستوى الإيكولوجي.

وتطرقا أيضا الى تأثير التغير المناخي على حياة الأفراد، “وهو الأمر الذي يقتضي اعتماد سياسات مندمجة يكون فيها الأفراد فاعلين في التغيير”، مع التأكيد على التعاون بين مختلف المتدخلين، والدور الذي يتعين أن يضطلعوا به في تعزيز القيم البيئية وضمان توازن أمثل بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة.

كما دعيا إلى تفكير جماعي ،خلال المؤتمر، من أجل تحديد حلول واقعية لتدبير أفضل للنظم البيئية وحماية البيئة في مختلف بقاع العالم.

كما تميزت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بتقديم رسالة مرئية للمديرة العامة لليونسك إيرنا بوكوفا، موجهة إلى المشاركين، والتي أبرزت فيها أهمية القضايا التي سيتناولها المشاركون خلال هذه التطاهرة العالمية من أجل الوصول إلى حلول كفيلة برفع التحديات البيئية ورهانات التنمية المستدامة التي تواجهها المجتمعات المعاصرة.

وشهدت الجلسة الافتتاحية كذلك، عرض شريط وثائقي بمناسبة الذكرى ال40 لمؤتمر تبيليسي( 1977)، تلته تدخلات عدد من الشخصيات المشاركة في هذا الحدث العالمي.

ويهدف هذا المؤتمر المنطم من طرف معهد التربية البيئية في كولومبيا البريطانية بتعاون الكتابة الدائمة للمؤتمر العالمي حول التربية البيئية، الى حفز تعبئة ثقافية وبيئية، حيث يشدد شعار هذه السنة على الخاصية الوظيفية المتعددة للتربية البيئية وعلى تطوير رؤية تشكل فيها الثقافة و البيئة عنصرين مندمجين يخدم أحدهما الآخر.

وفي هذا الإطار، أكدت اللجنة المنظمة للمؤتمر أن التغيير الثقافي يعد شرطا، بل ضرورة لإعادة بناء وصياغة العلاقة مع الطبيعة وتأمين نمط عيش مستدام .

ويتضمن برنامج هذا اللقاء سلسلة من المحاور والورشات والموائد المستديرة التي سيناقش خلالها المشاركون عددا من القضايا المرتبطة ب”التربية البيئية” و”المقاربات المرتكزة على المكان والتعلم في الهواء الطلق” و “الهندسة الخضراء والتصميم الايكولوجي” و”المقاربات القائمة على إدماج الفنون في التربية البيئية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *