منوعات

كلاشينكوف.. روسيا تُخلد مخترع السلاح الذي يقتل 250 ألف شخص سنوياً

في مراسم مثيرة للجدل، مزجت بين العرض العسكريّ والطقس الديني، كشفت روسيا النقاب عن تمثال لميخائيل كلاشينكوف، مخترع بندقية AK-47، السلاح الأكثر فتكاً في التاريخ على الإطلاق.

ويصوِّر النصب التذكاري الذي شُيد بوسط مدينة موسكو، والبالغ ارتفاعه 9 أمتار كلاشينكوف ممسكاً بالسلاح الآلي الشهير الذي يحمل اسمه.

وحضر هذه الفعالية التي أُقيمَت يوم أمس الثلاثاء، 19 شتنبر مسؤولون روس من أعلى المستويات، وكان بينهم فلاديمير ميدينسكي، وزير الثقافة الروسي، وبيتر بيريوكوف، نائب رئيس بلدية موسكو.

ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن الوزير ميدينسكي قوله قبل أن يبارك قسيس روسي أرثوذكسي التمثال: “هذه هي العلامة الثقافية لروسيا”.

وقال الأب قسطنطين، متجاهلاً الآراء القائلة إنَّه من غير اللائق أن يرش مياهاً مُقدَّسة على تمثالِ مُصمِّم أسلحة: “صنع كلاشينكوف هذا السلاح ليدافع عن وطنه الأم”.

ورسم البعض بين الحشود علامة الصليب على صدورهم، فيما كان القسيس يبارك تمثال كلاشينكوف الذي كان بطلاً في الاتحاد السوفيتي، الذي كان الإلحاد هو عقيدته الرسمية، واضطهد المسيحية والأديان جميعها.

ووقف حرس شرفٍ تابعون لوزارة الدفاع الروسية منتصبين خلال المراسم، التي كان بها أيضاً أغانٍ عسكرية تعود لحقبة الحرب العالمية الثانية.

 

سلاح مقدس وهذا عدد ضحاياه

 

وقال القمص فسيفولود تشابلن، المُتحدِّث السابق باسم الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، في منشور على موقع فيسبوك: “إنَّ سلاحنا هذا سلاحٌ مُقدَّس”.

وصنع كلاشينكوف، الذي كان قائد دبابة بالجيش الروسي، البندقية AK-47 بعد أن سمع شكوى الجنود السوفييت من جودة أسلحتهم. وأُنتِجَ أول نموذجٍ للبندقية في عام 1947، ما كان سبباً في حصول كلاشينكوف على جائزة ستالين ووسام النجم الأحمر.

واليوم، تفيد تقارير أنَّ أكثر من 100 مليون بندقية كلاشينكوف تُستَخدَم حول العالم. ويقال إنَّ هذا السلاح، الذي تُفضِّله الجيوش والميليشيات على حدٍّ سواء، مسؤولٌ عن موت 250 ألف شخص سنوياً.

وتوجد بندقية كلاشينكوف على علم دولة موزمبيق، وعلى راية حزب الله، وكذلك على المعاطف العسكرية في كلٍّ من دولتي زيمبابوي وتيمور الشرقية.

 

لماذا اعترض البعض؟

 

وجاءت فعالية الكشف عن التمثال الموجود بوسط حيّ غاردن رينغ رغم اعتراضات بعض سُكَّان مدينة موسكو، ومن بينهم أشخاصٌ يقطنون بالقرب من موقع التمثال. وقد احتجزت الشرطة متظاهراً كان يحاول عرض لافتة كُتب عليها “صانعُ السلاح هو صانعٌ للموت”.

وقال ديمتري شابيلنكوف، وهو محامٍ يقطن في تلك المنطقة، إنَّ تمثال كلاشينكوف “المُقام في أحد أكثر شوارع المدينة ازدحاماً وتردداً، يُرسِّخ صورة روسيا بصفتها دولة عسكرية تتبنَّى فكر الاستعمارية الجديدة، وتشعر أنَّها محاطة بالأعداء”.

وأضاف: “لستُ ضد تمثال كلاشينكوف من حيث المبدأ. لكن ما كان يجب أن يُقام هنا، والآن، وبهذا الشكل”.

 

نساء روسيا الجميلات

 

وقال سالافات شيرباكوف، المسؤول عن نحت هذا التمثال “هذا السلاح هو دفاع روسيا. إنه أحد رموز روسيا. للأسف حتى تستمر الحياة وحتى يكبر الأطفال الأحباء، ومن أجل النساء الجميلات في روسيا، ينبغي أن يكون هناك سلاح”.

ويُصوِّر تمثالٌ آخر وراء نصب كلاشنيكوف كبير الملائكة ميخائيل وهو يقتل تنيناً مستخدماً رمحاً. وقال شيرباكوف، الذي كان مسؤولاً عن نحته أيضاً، إنَّ الرُّمح هوَ رمزٌ لبندقية كلاشينكوف.

ونقلت الغارديان عن شيرباكوف، الذي نحت أيضاً تمثالاً مثيراً للجدل بارتفاع 17 متراً للأمير فلاديمير العظيم شُيِّدَ أمام الكرملين، في شهر نونبر 2016: “يُمثِّل هذا انتصار الخير على قوى الشر”.

على قاعدة التمثال كتب اقتباس اشتهر به كلاشينكوف “صنعت سلاحاً للدفاع عن أرض أجدادي”.

وظلت بنادق الكلاشينكوف الدعامة الأساسية لترسانة القوات المسلحة الروسية من الأسلحة الخفيفة لأكثر من 60 عاماً.

وقالت مؤسسة كلاشينكوف كونسيرن، المصنعة للبندقية، على موقعها الإلكتروني، إن قطعة من كل خمس قطع سلاح على مستوى العالم بندقية كلاشينكوف، وإنه تم إنتاج أكثر من 70 مليوناً منها في السنوات الستين الماضية، وإن 50 جيشاً أجنبياً يستخدم البندقية الشهيرة.

ويقول خبراء، إن عدد من قتلتهم هذه البندقية يتجاوز من قتلتهم كل أنواع الأسلحة الحديثة الأخرى مجتمعة.

وتوفي كلاشينكوف عن 94 عاماً، وقال مراراً إن فخره بابتكاره يختلط بالألم، حين يرى مجرمين وجنوداً وأطفالاً يستخدمونه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *