المشهد الأول | متابعات

حزب الاستقلال..بين شجاعة بوستة وجبن شباط

لايمكن بأي حال من الأحوال مقارنة مواقف الزعيم الاستقلالي الراحل وحكيم الحزب محمد بوستة بخرجات ومواقف حميد شباط الأمين العام الحالي، فقد كان بوستة صريحا في قول الحق، وشجاعا في الحفاظ على مواقفه، فعندما عرض عليه الملك الراحل رئاسة الحكومة رفضها بسبب رغبة الملك الراحل في بقاء إدريس البصري ضمن أعضائها، الشيء الذي رفضه بوستة بشكل مطلق، وكان هذا الرفض متبوعا ببلاغ للديوان الملكي، وبمكاشفة صريحة من بوستة لأعضاء حزبه، وهكذا تم إجهاض تجربة التناوب التي أجلت إلى سنوات من بعد.

واليوم، وإمعانا في تبيان الفرق الكبير بين بوستة وشباط، قام هذا الأخير بخرجات تعكس أن الرجل ليس من طينة الزعماء السياسيين الكبار، فقد تحدث مؤخرا عن لقاء مفترض جرى بينه وبين عزيز أخنوش، وهي التصريحات التي جاءت متأخرة بقرابة سنة، ليكشف للعموم عن عرض قدمه له رئيس الأحرار، يتعلق بتكوين الحكومة بعيد الانتخابات النيابية، وبالرغم من التهافت الكبير على نقل تصريحات شباط وتعليقه على هذا اللقاء إلا أن أي أحد لم يتساءل لماذا انتظر الأمين العام لحزب الاستقلال كل هذه الفترة لإفشاء تفاصيل اللقاء المذكور، كما لم يتم التساؤل هل نقل شباط فحوى هذا اللقاء وغيره إلى مناضلي حزبه كما كان يفعل الراحل بوستة، ما يعني أن خرجات شباط ليست من باب تنوير الرأي العام وإنما هي رسائل سياسية مصلحية جاءت متأخرة جدا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *