منوعات

الحديث عن “الملابس الداخلية لزوجة موغابي” يدخل صحافي السجن بزيمبابوي

“هذا ما فعلته السيدة الأولى بملابسها الداخلية المستعملة “.. بسبب هذه الكلمات الصادمة ألقت السلطات في زيمبابوي القبض على صحفي واتُّهِمَ بالتشهير الجنائي.

جاء ذلك عقب نشره خبرا يقول فيه إن السيدة الأولى غريس موغابي، تبرَّعت بملابس مستعملة، من بينها ملابس داخلية، لأنصار حزب زانو الحاكم.

وقال باسمور نياكوريب، محامي الصحفي المحتجز لصحيفة الغارديان البريطانية، إن الصحفي كينيث نيانغاني من صحيفة نيوزداي، احتُجِزَ في قسم الشرطة لمدة 18 ساعة بعد القبض عليه ليلة الإثنين 2 أكتوبر.

 

احتجاجات

 

وطالبت منظمات حقوق الإنسان الدولية بإطلاق سراح نيانغاني، واتهمت السلطات الزيمبابوية بالمضايقة والتضييق على الصحفيين في الدولة التي كانت مستعمرةً بريطانية سابقاً.

وقال كوزين زلالا، المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في زيمبابوي: “الاعتقال تكتيك مُتعمَّد لمضايقته وترهيبه هو والصحفيين الآخرين بقصد منعهم من مزاولة عملهم”.

ويتزايد الضغط في زيمبابوي بينما يتدهور الاقتصاد، ويتصاعد النزاع الشرس على خلافة الرئيس روبرت موغابي ذو الـ93 عاماً الذي ظل في الحكم لأكثر من 35 سنة.

وفي حالة وفاة الرئيس أو تنحيه عن الحكم، يصبح المتنافسان الرئيسيان على سلطته هما زوجته، وإيمرسون منانغاغوا، نائب الرئيس الذي لديه دعم كبير من القوى الأمنية القوية في البلاد.

 

حقيقة القصة وتاريخ مثير للجدل

 

ولا تحظى السيدة الأولى بشعبيةٍ بين المواطنين الذين تغضبهم الأخبار عن إسرافها في الإنفاق

فقد أفادت وسائل الإعلام الزيمبابوية أن السيدة ذات الـ53 عاماً اشترت مؤخراً سيارة رولزرويس يُقدَّر ثمنها بـ 400 ألف دولار ، واستثمرت أموالاً طائلة في سوق العقارات في جنوب أفريقيا.

وأثارت صورةٌ لأحد أبنائها أثناء استلامه سيارتين رولزرويس الشهر الماضي، شتنبر 2017، غضباً واسعاً.

وقال المحامي نياكوريبا أن موكله، الذي سُيعرض على المحكمة صباح الأربعاء 4 أكتوبر ، وقد يواجه عقوبة تصل إلى السجن لمدة 6 أشهر وغرامة 200 دولار، كان صادقاً في روايته “100 بالمئة”، حسب قوله.

وتابع: “جاء رد السلطات بهذه الطريقة فقط لأن السيدة الأولى مُتضمَّنة في الأمر، إذ يرغبون في دعم الناس لها، فقد نشرت الصحف العديد من الأخبار السلبية عنها، وهم يرغبون في تحسين صورتها”.

 

اعتداء

 

وكانت غريس موغابي قد اتُّهِمَت في غشت 2017 بالتعدي على عارضة أزياء بسلكٍ كهربائي في أحد الأحياء الثرية بجوهانسبرغ، العاصمة التجارية لجنوب أفريقيا. ومُنِحَت موغابي حصانةً دبلوماسية مثيرة للجدل عقب الحادثة، وسُمِحَ لها بمغادرة جنوب أفريقيا بالرغم من استمرار التحقيقات في القضية.

وأنكرت السيدة الأولى كل الاتهامات المُوجَّهة إليها، وقالت إن العارضة غابرييلا إنغلز هاجمتها بسكين.

ولم ترافق السيدة الأولى زوجها في زيارته لجنوب أفريقيا هذا الأسبوع، وسعى روبرت موغابي في حديثه في بريتوريا، العاصمة الإدارية لجنوب أفريقيا، الثلاثاء 3 أكتوبر 2017، إلى تصفية أي خلافات دبلوماسية، إذ قال لجاكوب زوما، رئيس جنوب أفريقيا إن البلدين يجمعهما الجهود التي بذلاها معاً ضد التبعية.

وقال موغابي: “نحن شعب واحد، وثورة واحدة، ونضال واحد، ومستقبل واحد”، وتابع مهاجماً من “يريدون تقويض اقتصاد بلاده” عبر استخدام تكنولوجيا المعلومات، ودعا للوحدة لمواجهة التغيرات المناخية.

ويعزي موغابي ورجال حزب زانو الحاكم المشكلات الاقتصادية في زيمبابوي إلى العقوبات التي فرضها الغرب على دول جنوب أفريقيا بعد موجة الاستقلال منذ 15 عاماً.

 

انهيار مذهل للعملة

 

وتسارعت المشكلة الاقتصادية في الأسابيع الأخيرة، فالخوف من العودة إلى حالة التضخم التي حدثت في 2008 قاد إلى حالة ذعر شرائي، وارتفاع جنوني في الأسعار، في حين انهارت الثقة في سندات الدين التي أطلقتها الحكومة منذ عام تقريباً كعملة موازية.

وعادة ما تترك مرائب الأحياء المزدحمة في هراري، العاصمة الزيمبابوية، بلا وقود.

كما قضت أزمة العملة في زيمبابوي، منذ عقدٍ مضى، على المدخرات الشخصية، وتركت المتاجر فارغة، وجعلت شراء الوقود أو السلع أمراً مستحيلاً.
وبلغ معدل التضخم ذورته ووصل إلى 89.7 سكستيليون (السكستيليون هو الرقم المتبوع على يمينه بـ21 صفرا) سنوياً، قبل أن يتم التخلي عن الدولار الزيمبابوي لصالح الدولار الأمريكي.

ولم يتعافَ الاقتصاد أبداً.

 

مقايضة السلع بدلا من الشراء

 

وصرَّح بيتر ميوتاسا، رئيس مؤتمر النقابات العمالية الزيمبابوي بأن هناك نقصا في السلع الأساسية، وقال: “احتد الوضع بسبب نقص الثقة في سندات الدين، نحن نُقاد إلى مقايضة السلع لأن العملة الصعبة غير متوفرة في البنوك”.

وتعرض المتاجر أسعاراً مختلفة للسلع عادة، وهو أمر غير قانوني لكنه شائع، وقال أحد بائعي الأحذية الخفيفة في مدينة بولاوايو الجنوبية إن الأسعار كانت بين أعلى بنسبة 25% و50% لمن يدفع بسندات الدين.

وقد يشعل أي انهيار اقتصادي قادم المظاهرات ضد سنة موغابي الأخيرة في الحكم، لكن الوزراء نفوا حدوث أي أزمة.

وقال مايك بيمها، وزير الصناعة، في مقابلةٍ هذا الأسبوع: “هناك مؤشرات تخبرنا أن اقتصادنا يتعافى حقاً من ناحية التعدين، والزراعة، والتصنيع، بالإضافة إلى السياحة”.

وأضاف: “اقتصادنا في طريقه إلى التعافي، ونحتاج إلى فرض المزيد من الضغط على أنفسنا لنكون قادرين على الانتقال إلى مرحلةٍ أفضل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *