اقتصاد | مجتمع

البنوك التشاركية.. هل تستجيب لانتظارات المغاربة

انتظر المغاربة عقودا من الزمن، مقارنة مع نماذج أخرى في العالم العربي، للاستفادة من معاملات البنوك التشاركية المنضبطة لتعاليم الشريعة الإسلامية، وقد شكّل الإعلان عن إطلاق خدمات هذه البنوك مرحلة جديدة في علاقة البنوك بالزبناء قوبلت بترحيب وإشادة كبيرين، في انتظار ما ستسفر عنه آفاق هذا المنتوج البنكي في القادم من الأيام.

مستقبل واعد

وفي هذا السياق، اعتبر الخبير الاقتصادي، عبد السلام بلاجي، أن مستقبل البنوك التشاركية بالمغرب، ومختلف خدماتها المالية، ذات آفاق جيدة، بحكم تفاعل الزبناء من جهة، وكذا بفعل التفاؤل الكبير الذي يبديه المهنيون في القطاع والمستند إلى دراسات وتوقعات علمية.

ومن جهته أقرّ الخبير في المالية الإسلامية، هشام بلامين، بصعوبة تقييم نتائج تجربة البنوك التشاركية في الوقت الراهن، مؤكّدا في نفس الوقت الآفاق الواعدة في المجال “لكون أغلبية الناس تنتظر معاملات متوافقة مع الشريعة الإسلامية”.

عرض مختلف بضمانات جديدة

بلاجي، وعلاقة بمختلف الخدمات البنكية وآثارها، أشار إلى أنه من السابق لأوانه تقييم نتائج البنوك التشاركية، والذي يحتاج لمدة لوضع تقييم حقيقي لأدائها، بحسبه، مشدّدا على أنها “تقدم عرضا جديدا لم يكن في السوق، ولديه كافة الضمانات الشرعية والقانونية والمالية، وبمقدوره تقديم حلول للزبناء من الناحية المالية والاقتصادية والاجتماعية”.

ضعف التسويق

أوضح بلاجي أن الجمهور المغربي بات أمام تنوّع في الخدمات البنكية وإقبال فعليّ عليها بسبب ميزة التنافسية رغم التقصير في التعريف بهذه البنوك، مسجلا بعض الإشكالات المرتبطة أساسا بعدم استيعاب البعض لطبيعة خدمات هذه البنوك وبالخصوص على مستوى القرض والكلفة وطريقة احتساب الأرباح وبعض التكاليف.

وسجّل بلامين، أيضا، التفاوت في “التسعير” بالنسبة لخدمات هذه البنوك التشاركية، والمرتبط بخيارات وقرارات إستراتيجية للبنك، وفي مرتبة أخرى بجانب “المخاطر”، معتبرا أن البداية تتميز بحملات تواصلية لمجموعة من البنوك التشاركية في محاولة لخفض الإشكال البيداغوجي الذي يطغى على أغلبية من الجمهور العام والزبناء المحتملين، لكون العديد منهم غير مستوعب بعد آلية وميكانيزمات البنوك التشاركية.

الاقتصار في مرحلة أولى على العقار

أوضح بلامين أن مجموعة من البنوك التشاركية، التي حصلت على تراخيصها مؤخرا، أطلقت منتوجا وحيدا مرتبطا أساسا بالعقار، باعتباره العقد النموذجي الوحيد الذي سلمه بنك المغرب للبنوك التشاركية، مشيرا إلى التفاعل الإيجابي للزبناء على المستوى التواصلي رغم تسجيل العديد من الأسئلة الطبيعية والمعقولة.

في انتظار منتوجات متنوعة

ذكر بلامين أن هناك انتظارا لباقي العقود النموذجية المتعلقة بباقي معاملات المرابحة، بعد السماح للاشتغال في باقي أنواع المعاملات، وإطلاق العقود النموذجية في باقي المنتجات من قبيل الإجارة والمشاركة والمضاربة، وإطلاق أول صك حكومي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *