متابعات

في مثل هذا الشهر من عام 1965 اختفى بن بركة

في مثل هذا الشهر من عام 1965، وتحديدا يوم التاسع والعشرين من أكتوبر، اختفى المعارض السياسي المغربي، المهدي بنبركة، ومنذ ذلك الوقت انتشرت قصص كثيرة وروايات أكثر حول اختطافه واغتياله، دون أن تتبين إلى اليوم حقيقة لغز اختفائه رغم مرور أزيد من عقود على وقوعه.

1- حصل على الإجازة في الجزائر

ولد المهدي بنبركة عام 1920 في الرباط. خاض مسارا دراسيا متميزا على اعتبار أنه كان يتمتع بذكاء كبير، وكان يرغب، بعد حصوله على الباكالوريا، في متابعة دراسته في فرنسا، غير أن ظروف الحرب العالمية الثانية حالت دون ذلك، فتوجه إلى الجزائر وهناك حصل على الإجازة في الرياضيات في بداية أربعينيات القرن الماضي.

2- درس الحسن الثاني

بعد حصوله على الإجازة في الرياضيات بالجزائر، عاد المهدي بنبركة إلى المغرب واشتغل مدرسا والتحق بعد فترة قصيرة بالمعهد الملكي، وأصبح بنبركة أستاذا لولي العهد آنذاك مولاي الحسن (الملك الراحل الحسن الثاني) وكان يدرسه مادة الرياضيات.

3- تعرض للاعتقال في عهد الحماية

دافع عن استقلال المغرب وكان من بين الموقعين على وثيقة الاستقلال، ونتيجة لنشاطه في الدفاع عن استقلال المغرب اعتقل ونفي في بداية الخمسينيات من طرف سلطات الحماية الفرنسية وذلك لنحو ثلاث سنوات.

في تلك الفترة كان قياديا بارزا في حزب الاستقلال قبل أن ينشق رفقة آخرين عنه ويؤسسوا حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية في أواخر الخمسينيات والذي كان مناضلوه يعبرون صراحة عن مواقفهم المعارضة.

4- معارضة الحسن الثاني

كثيرا ما يعرف بأنه كان من أبرز معارضي الملك الراحل الحسن الثاني، فلم يكن يتوانى بن بركة عن التعبير عن مواقفه المعارضة. نجله، البشير بن بركة، يقول في إحدى لقاءاته الصحافية، إن علاقة “وطيدة” كانت تجمع والده بالملك الراحل محمد الخامس، مشيرا في السياق إلى تعيينه بعد استقلال المغرب رئيسا للمجلس الوطني الاستشاري.

في اللقاء نفسه يقول المتحدث إنه في أواخر الخمسينيات “احتدم الصراع بين القصر وبالذات بين جانب من القصر كان يمثله ولي العهد الحسن الذي سيصبح فيما بعد الحسن الثاني وبين طرف تقدمي من الحركة الوطنية التي أصبحت الحركة التقدمية في إطار الاتحاد الوطني للقوات الشعبية”.

5- مغادرة المغرب والحكم بالإعدام

غادر بنبركة المغرب رفقة أسرته واستقر لفترة في العاصمة المصرية القاهرة، قبل أن يتوجه نحو أوروبا.

بينما كان خارج المغرب حُكم على بن بركة بالإعدام غيابيا مرتين، مرة حسب ما يوضح ابنه في إحدى لقاءاته الإعلامية حين عبر عن موقف معارض للحرب بين المغرب والجزائر عام 1963، ومرة أخرى إثر اعتقال مجموعة من مناضلي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية وإصدار حكم بالإعدام في حق العديد منهم، بعدما وجهت لهم تهمة “محاولة قلب النظام”.

6- رسالة الحسن الثاني

في عام 1965 كان يبدو وكأن الأمور تتجه نحو التسوية. في كتابه “صديقنا الملك”، يشير “جيل بيرو” إلى لقاء جمع بنبركة بالأمير مولاي علي ابن عم الملك وصهره وسفير المغرب في باريس، وذلك في شهر أبريل في فرانكفورت.

خلال ذلك اللقاء “نقل مولاي علي رسالة الحسن الثاني إلى أستاذه السابق معلم الرياضيات: لدي معادلة تتطلب الحل في المغرب”.

عبر بنبركة عن استعداده العودة إلى المغرب بعد إنهاء “التزاماته العالمية” وذلك بعدما “اقترح تشكيل حكومة اتحاد وطني للقوى الشعبية، تضم شخصيات مستقلة يختارها الملك، وعقدا لمدة سنتين يتضمن إصلاحات جذرية”.

7- الاختفاء الغامض

أشهرا قليلة بعد ذلك اللقاء اختفى بنبركة في باريس بعدما اقتاده شرطيان فرنسيان إلى مسكن في ضواحي العاصمة، وهو المكان الذي تشير بعض الروايات إلى أن كلا من الجنرال محمد أوفقير، وزير الداخلية آنذاك، والجنرال أحمد الدليمي الذي كان مسؤولا عن المخابرات حلا به في صباح اليوم الموالي.

يقال أيضا إن بنبركة توفي أثناء التحقيق نتيجة للتعذيب الذي تعرض له ولكن لا تعرف تفاصيل ما تعرض له كما لم يعرف مصير جثته إلى اليوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *