المغرب الكبير | مجتمع

تعاطي المخدرات وتهريبها.. ماهي الحلول المغاربية المقترحة للحد من هذه الظاهرة؟

لا تزال ظاهرة تهريب وتعاطي المخدرات تخنق المنطقة المغاربية، رغم “الحروب” التي تشنها حكومات هذه البلدان ضدها.

وتكشف الأرقام الرسمية، خاصة في المغرب والجزائر وتونس، عن كميات هائلة من المخدرات، لا تزال تتدفّق عليها، ما حوّل المنطقة إلى “سوق دوليّة” لهذه السموم.

أرقام مخيفة

تشير تقديرات رسمية في تونس إلى أن عدد المدمنين على المخدرات بلغ حوالي 311 ألف شخص، ما يمثل نسبة 2.8% من عدد السكان البالغ نحو 11 مليون نسمة، حيث تحوّلت تونس إلى منطقة استهلاك وترويج لهذه المادّة.

في الجزائر، كشف الديوان الوطني لمكافحة المخدرات، وجود 350 ألف مدمن ومستهلك للمخدرات في البلاد، فيما تحول البلد من منطقة عبور إلى منطقة ترويج.

أما المغرب فاعتبرته التقارير الدولية بلدا منتجا للمخدرات، وقدرت نسبة المخدرات التي تباع سنويا، محليًّا، بمليار ونصف مليار درهم مغربي.

ويشير تقرير صادر عن لجنة غرب أفريقيا لمكافحة المخدرات، إلى أن حجم تجارة المخدرات في المنطقة المغاربية قدر عام 2014 بنحو 1.25 مليار دولار.

“المنطقة تتفكّك”

قال أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة وهران، الدكتور محمد الطيبي، إن ظاهر المخدرات تهدد كلا من الجزائر والمغرب وتونس، بفعل عدم وجود تنمية حقيقية تمنع الشباب من الارتماء في أخطار المخدرات.

وأوضح الطيبي، أن المخدرات “باتت تهدد مستقبل المجتمعات المغاربية وتماسكها، وتعمل على تفكيك الروابط الاجتماعية وتضرب السلم المدني، ما لم تجد حلولا ناجعة تردعها”.

وعن الحلول، قال الطيبي إنها تعتمد على أمرين، “الأوّل تحليلي تشخيصي لفهم أسبابها الحقيقية، والثاني الاستراتيجيات المتّبعة والتدبير السياسي الحكيم. وفي النهاية لابد من منظومة مغاربية تكرّس عملا موحّدا يُحرّر المبادرة ويبعث تنمية حقيقة تُغني الشباب عن التفكير الخاطئ”.

“حلول مغاربية”

من جهته، قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الرباط، الدكتور تاج الدين الحسيني، إن المخدّرات تضرب اقتصادات المنطقة المغاربية وطاقاتها الشابة في العمق “في غياب حلول حقيقية”.

وأفاد الحسيني، أن هذه الظاهرة “تكبّد الاقتصاد المغربي ملايير الدراهم سنويا، رغم الأطنان التي يحجز المغرب، لكن دون أن تتوقف”.

ودعا الحسيني إلى ما سماه “جهودا مشتركة بين الدول المغاربية لرسم استراتيجية حقيقية تحدّ من هذه الظاهرة”، وأكّد أن “التعاون بين شمال وجنوب المتوسّط في إطار مجموعة 5+5 لم يفض إلى نتائج ملموسة”، وفضّل المتحدث ذاته العمل المغاربي المُوحّد، كون هذه البلدان “هي المعنيّ الأوّل بمشاكل المخدرات والشباب”.

إدماج الشباب

المحلل السياسي التونسي نصر بن حديد، أكّد بأن تنامي ظاهرة تهريب وترويج المخدرات “دليل قاطع على تراخي الدول المغاربية في تأمين التنمية وضبط الحدود فيما بينها”.

وقال بن حديد، مفسّرا أسباب تغوّل هذه الظاهرة “لقد ظهرت برجوازية جديدة تعتمد على التهريب والممنوعات، وبنت اقتصادا موازيا لاقتصاد الدولة، فيما أدى غياب الشغل والتنمية إلى فقدان الأمل لدى الشباب ما جعلهم يرتمون في أحضان هذه الآفة”.

وأكّد محدثنا أنه لا مناص للدول المغاربية من هذه المشاكل إلا في “مشروع كبير يُدمج الشباب في منظومة الشغل وفي العمل السياسي ولا يُقصيهم، وهذا لتحسيسهم بالانتماء، لأن الحلول الأمنية أثبتت أنها حلول ظرفية سرعان ما تتآكل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *