جهويات | مجتمع

روبورطاج مصور.. الأيام الطبية للجنوب باكادير تناقش إشكالية “المسؤولية الطبية”

احتضنت مدينة اكادير طيلة يومي 24و25 نونبر الجاري الدورة 26 للأيام الطبية بالجنوب المنظمة من طرف المكتب الجهوي باكادير للنقابة الوطنية للأطباء في القطاع العام والخاص بحضور جمع من أطباء القطاعين الخاص و العام و أساتذة من كليات الطب و الصيدلة ومحامون بهيئة اكادير.

وعرف الافتتاح تكريم أطباء فقدتهم مدينة أكادير،  وتذكر ما قدموه لمرضاهم ولمسارهم العلمي والمهني من طرف أصدقائهم و زملائهم في الميدان، وتلا الحضور سورة الفاتحة ترحما على أرواحهم، كما قدمت جوائز تقديرية لعائلات الأطباء الراحلين.

الافتتاح ركز على موضوع “المسؤولية الطبية” بعرض للبروفيسور أحمد بلحوس، رئيس الجمعية المغربية للطب الشرعي، متحدثا عن أنواع وخصائص الأخطاء الطبية ومقابلها من العقوبات الجنائية لمرتكبيها في القانون المغربي ، وشدد بلحوس عن دور التشريح الطبي في تحديد سبب وفاة المريض والطريقة التي ساهمت في ذلك.

كما دعا بلحوس إلى التقيد بمسؤولية الضمير المهني، والإحساس بالمريض والخبرة العلمية، كفيلة بتجنب الوقوع في الخطأ الطبي، في انتظار سن تشريعات تخص تنظيم الممارسة الطبية، وتحديد المسؤوليات، من أجل حماية الطبيب، وتحصين حقوق المواطن.

ويضيف المحامي محمد جنكل في نفس الموضوع في شقه القانوني، عن المسؤولية الجنائية للطبيب، من خلال استشهاده بملفات لأطباء مدانون من أجل تهمة الخطأ الطبي، مؤكدا عن دور عقد التأمين الذي لا تتم حتى قراءته بعض الأحيان الأمر الذي لا يخدم مصلحة الطبيب. مشيرا إلى أن حالة الوفاة  يمكن أن تأتي دون نية المشاركة فيها.

كما أجمع الحاضرون على دور وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في الوقت الراهن في تسريع وتيرة نشر الخبر دون التقصي عن صحته، معتبرين أن الطبيب كسائر البشر معرض للخطأ ولا ينبغي مؤاخذته والتحامل عليه أكثر لأن مهمته إنقاذ حياة الأشخاص بغض النظر عما ينتظره.

وخصصت ثاني أيام اللقاء 25 نونبر الجاري، لموضوع دور التلقيح في محاربة ضعف تأثير المضادات الحيوية لدى الأطفال ، لاعتباره من بين احدث المشاكل بالساحة العلمية والطبية، من تأطير محمد البوسكراوي طبيب أطفال وعميد كلية الطب والصيدلة بمراكش، معتبرا ان مثل هذا اللقاء فرصة والاولى من نوعها بافريقيا تتيح مناقشة مثل هذا الوضوع.

كما تم طرح موضوع الانتحار بين صفوف المغاربة في ضل غياب إحصائيات دقيقة لأرقام المنتحرين بالمغرب، كونه أصبح بمثابة مشكل صحي، وأطر الموضوع باطاس رئيس المصلحة العقلية بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء.

واختتمت الدورة بتقديم توصيات وعرض طرق للتشخيص المبكرو الوقاية والعلاج، لتعمم فيما بعد على طلاب المدارس والجامعات والمشتغلين بالقطاعين العام والخاص للتوعية والتحسيس بخطورة ظاهرة ” الانتحار”.