سياحة

جزر الكناري تسير لتحقيق رقم قياسي في عدد السياح

تسير جزر الكناري على الطريق الصحيح لإنهاء العام الجاري بتحقيق رقم قياسي جديد في عدد السياح الذين زاروا مختلف مناطق وجهات الأرخبيل والذي سيتجاوز لأول مرة في تاريخ هذه الجزر 15 مليون سائح كما يتضح ذلك من خلال توقعات الوزارة الجهوية المكلفة بالسياحة والثقافة والرياضة وكذا الإحصائيات والبيانات الجديدة التي أعلن عنها معهد الإحصاء بالأرخبيل ( إيستاك ) .

وتتوقع الوزارة المكلفة بالقطاع السياحي الذي يعد ركيزة أساسية ومكونا محوريا في النسيج الاقتصادي للمنطقة أن يدعم الطلب المتزايد على مختلف الوجهات السياحية التي يتوفر عليها أرخبيل جزر الكناري المسجل خلال الصيف الماضي وكذا التوقعات المتفائلة بالنسبة لفترة الخريف هذا الزخم الذي يحققه القطاع السياحي بهذه الجهة حتى يتجاوز عدد السياح الأجانب الوافدين مع نهاية السنة ( 2017 ) حاجز ال 15 مليون سائح وبالتالي تحقيق رقم قياسي جديد .

وحسب نفس الجهات فإن من بين أهم أسباب الطفرة السياحية الكبيرة التي حققتها وجهة جزر الكناري خلال هذه السنة هي الاستراتيجية التي اعتمدتها السلطات الجهوية بالأرخبيل والتي استهدفت بالأساس دعم وتقوية اقتصاد المنطقة بكل مكوناته إلى جانب الظروف المثالية التي تحكمت خلال السنة الجارية في حركية السياح ولعبت دورا مهما في استقطاب وجهة الأرخبيل لأكبر عدد منهم والمتمثلة بالخصوص في الأزمة الكتالانية حيث كانت هذه المنطقة تشكل إلى وقت قريب أول وجهة يقصدها السياح الأجانب ( زار المنطقة 7 ر 15 مليون سائح بنسبة زيادة قدرت ب 8 ر 7 في المائة إلى غاية نهاية شتنبر الماضي ) بيد أن تداعيات الأزمة التي عصفت بها جعلت العديد من السياح يفضلون تغيير المسار واختيار المناخ الملائم والشواطئ الساحرة لجزر الكناري .

واعتمادا على هذه المؤشرات الجديدة التي ساهمت في تحقيق القطاع السياحي لزخم غير مسبوق سواء من حيث عدد السياح الأجانب الذين زاروا مختلف مناطق وجهات الأرخبيل أو من حيث الموارد المالية التي غذت الخزينة العامة لهذه الجهة أعادت الوزارة المكلفة بالقطاع السياحي توقعاتها لعدد السياح الذين سيفدون على جزر الأرخبيل خلال السنة الجارية خاصة وأن سنة 2016 سجلت وصول أكثر من 14 مليون سائح وهو رقم كان بدوره قياسيا في ذلك الوقت .

وتفيد البيانات التي نشرها مؤخرا معهد الإحصاء بجزر الكناري أن عدد السياح الذين زاروا المنطقة بلغ خلال التسعة أشهر الأولى من السنة الجارية 4 ر 10 مليون سائح أجنبي بزيادة بلغت نسبتها 7 ر 8 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية .

وأوضح نفس المصدر أن شهر شتنبر الماضي سجل لوحده وصول ما مجموعه 1 ر 1 مليون سائح إلى الأرخبيل وهو ما يمثل زيادة قدرت نسبتها ب 8 ر 11 في المائة مقارنة مع نفس الشهر من السنة الماضية مشيرا إلى أن جزر الكناري استقبلت 6 ر 12 في المائة من العدد الإجمالي للسياح الأجانب الذين زاروا إسبانيا خلال التسعة أشهر الأولى من سنة 2017 .

ولعل النتائج الإيجابية التي تم تحقيقها على مستوى عدد السياح الذين وصلوا إلى الأرخبيل خلال الفترة ما بين يناير وشتنبر والبالغ عددهم 4 ر 10 مليون سائح ( زائد 9 في المائة ) إضافة إلى الطلب المتزايد المسجل خلال فصل الخريف فضلا عن الزيادة بنسبة 20 في المائة في عدد المقاعد المتاحة على الرحلات الجوية التي تختار التوجه نحو جزر الكناري خلال فصل الشتاء كلها عوامل ستؤدي نحو تحقيق رقم تاريخي جديد في عدد السياح الذين سيفدون على هذه الجزر مع نهاية هذه السنة .

وحسب المصادر ذاتها فإن عدد السياح الأجانب الذين زاروا جزر الكناري خلال سنة 2015 بلغ في المجموع 13 مليون و 301 سائحا أي بزيادة 550 ألف و 399 سائحا عن التوقعات التي وضعتها الجهات المختصة خلال تلك الفترة بينما بلغ عدد السياح خلال سنة 2016 ما مجموعه 14 مليون سائح وهو ما شكل في حينه رقما قياسيا جديدا ليصل عدد السياح المتوقع أن يفدوا على المنطقة خلال السنة الجارية إلى 15 مليون وكل هذا يؤكد على أن القطاع السياحي بالأرخبيل يواصل نموه بوتيرة متسارعة تدعمه حملات التسويق والإشهار والترويج وكذا المشاركة في المعارض والملتقيات الدولية للتعريف بالمنتوج السياحي للأرخبيل وتسويق هذه الوجهة وفق أحدث المقاربات التواصلية.

وحسب ماريات لورينزو الوزير الجهوي المكلف بالسياحة والثقافة والرياضة فإن تحقيق رقم قياسي جديد يتمثل في 15 مليون سائح مع نهاية السنة الجارية أضحى يظهر في الأفق ما دام أن أكثر من 14 مليون سائح وصلوا إلى جزر الأرخبيل خلال 2016 كما أن التسعة أشهر الأولى من السنة الجارية عرفت تسجيل أزيد من 10 مليون سائح .

ويجد هذا الزخم الذي عرفه القطاع السياحي بالأرخبيل تفسيره في عدة عوامل مجتمعة إضافة إلى الاستراتيجية المعتمدة من طرف الجهات المختصة لتنمية وتطوير القطاع وكذا المؤهلات التي تتوفر عليها هذه الجزر بشواطئها وخلجانها ومناظرها الطبيعية وبنياتها التحتية الملائمة والمتميزة فضلا عن الانسيابية العالية في الولوج إلى هذه الوجهة السياحية والتي يوفرها ربط جوي وبحري مكثف ودائم مع مختلف مناطق وجهات العالم.

كما تتميز هذه الجزر أيضا بتوفيرها لباقة متنوعة من الأنشطة الترفيهية التي تشمل كل المناطق وفي كل الأوقات والأمكنة سواء بالشواطئ أو الشوارع والساحات أو الفضاءات المفتوحة وبالليل كما بالنهار.

وكانت الصناعة السياحية بجزر الكناري قد بدأت تتطور منذ السبعينيات من القرن الماضي لتحقق طفرة قوية مع عقد الثمانينيات ويصبح الأرخبيل يتوفر حاليا على ثمانية مطارات تستقطب المئات من وكالات الأسفار التي تبيع هذه الوجهة السياحية في مختلف بقاع العالم .

كما أن المناخ المعتدل للأرخبيل يجذب السياح على وجه الخصوص في فصل الشتاء لكنه ليس المرتكز الوحيد الذي يستقطب السائح الأجنبي لأن نجاح وتألق الصناعة السياحية بهذه الجزر يستند بالأساس على منتوج متنوع ومتعدد كما يعكسه الشعار الذي اختارته هذه الوجهة وهو ” كل ما تبحثون عنه يوجد هنا ” .

وتنضاف إلى كل هذا سياسة تواصلية رائدة تعتمد آخر المستجدات في عالم الإشهار وتسعى إلى تسويق المنتوج والترويج لهذه الوجهة السياحية في الأسواق الصاعدة كما التقليدية من خلال رصد ميزانية ترويجية تقدر سنويا ب 6 ر 1 مليار أورو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *