مجتمع

صادم.. 81 امرأة مغربية ماتت بسبب العنف خلال 2016

81 امرأة مغربية فقدن حياتهن خلال العام الماضي نتيجة تعرضهن للعنف، هذا واحد من المعطيات الصادمة التي كشف عنها التقرير الثاني للمرصد الوطني للعنف ضد النساء، الذي تم تقديمه، صباح أمس الجمعة بالرباط.

ورغم أن التقرير سجل انخفاضا في حالات العنف الجسدي المسجلة، بنسبة تناهز 17 في المئة عام 2016 مقارنة بعام 2015، إلا أنه سجل في المقابل ارتفاعا في أشكال العنف الأخرى بنسبة 4 في المئة.

عنف مفضي للموت

ورصد التقرير “استمرار تسجيل حالات عنف خطيرة تجاه النساء”، من قبيل “حالات العنف المفضي إلى الموت سواء عمدا أو دون نية إحداثه”، مشيرا إلى تسجيل 81 حالة قتل خلال العام الماضي.

وتبقى المتزوجات أكثر ضحايا العنف، حسب معطيات الأمن الوطني، وذلك بنسبة 56 في المئة سجلت العام الماضي، في مقابل رقم لا يتجاوز 23 في المائة من حالات العنف المسجلة لدى النساء العازبات.

أكثر المعنفات متزوجات

وفي السياق نفسه يوضح التقرير استنادا إلى بيانات المديرية العامة للأمن الوطني أن الزوج يتصدر مرتكبي العنف ضد النساء بنسبة بلغت 32 في المئة السنة الماضية، في مقابل 28 في المئة من حالات العنف التي كان مرتكبوها أشخاص لا تربطهم صلة قرابة بالمشتكية.

وتتصدر النساء من الفئة العمرية بين 18 و30 سنة النساء المعنفات بنسبة 41 في المئة استنادا إلى معطيات الأمن الوطني، بينما تتصدر الفئة البالغة بين 30 و45 سنة حالات العنف المسجلة لدى الدرك الملكي بنسبة 45.08 في المئة.

كما يلاحظ أن العنف يطال حتى الفئة العمرية للنساء البالغات أكثر من 61 عاما، وذلك بنسبة 5 في المئة التي تعادل 792 امرأة مسنة تعرضت للعنف خلال العام الماضي (استنادا إلى معطيات الأمن الوطني).

عنف في العلن

وعلاقة بأماكن وقوع تلك الاعتداءات، يبدو بأن الأماكن العامة هي أكثر الأماكن التي تقع فيها الاعتداءات الجسدية التي تتعرض لها النساء، وذلك بنسبة 55 في المئة حسب بيانات الأمن الوطني، وبنسبة 73.54 في المئة حسب معطيات الدرك.

أما في توزيع حالات العنف الذي تتعرض له النساء حسب نوع النشاط الذي يمارسنه، فتُظهر الإحصائيات أن النساء “بدون عمل مأجور” يتصدرن الفئات الأكثر عرضة للعنف وذلك بنسبة 56 في المئة، تليهن المستخدمات بنسبة 15 في المئة، في حين لا تتجاوز النسبة لدى كل من الطالبات والموظفات 5 في المئة.

الاغتصاب في الصدارة

حسب معطيات الأمن الوطني فإن الاعتداءات الجنسية شكلت 5.8 في المئة من مجموع حالات العنف المسجلة خلال السنة الماضية.

ويتصدر الاغتصاب حالات الاعتداء الجنسي، بحيث بلغ نسبة 67 في المئة من مجموع الحالات المسجلة لدى الدرك الملكي، تليها محاولات الاغتصاب بنسبة 47 في المئة.

واستنادا إلى معطيات وزارة العدل، يتبين أن عدد قضايا الاغتصاب الرائجة في المحاكم قد بلغ خلال السنة الماضية 1099 حالة.

وبخصوص أماكن ارتكاب الاعتداءات الجنسية، يظهر فرق كبير بين معطيات الأمن ومعطيات الدرك، بحيث تظهر معطيات الأمن الوطني أن الشارع العام يشكل أكثر الأماكن التي تتعرض فيها النساء لاعتداءات جنسية بنسبة 68 في المئة، في حين تظهر معطيات الدرك أن الأماكن المعزولة هي أكثر الأماكن التي تشهد تلك الاعتداءات بنسبة 66.18 في المئة.

القاصرات أكثر الضحايا

ويظهر أن الفتيات القاصرات هن الأكثر عرضة للعنف الجنسي، بحيث تصل نسبة ضحايا ذلك العنف من الفئة البالغة أقل من 18 سنة، 38.72 في المئة، تليها فئة النساء المتراوحة أعمارهن بين 18 و30 سنة بنسبة 36.16 في المئة، وذلك حسب المعطيات المسجلة لدى الدرك.

وإذا كان الأزواج هم أكثر مرتكبي العنف الجسدي بمختلف أشكاله فإن العنف الجنسي يكون غالبا مرتكبوه أشخاص لا تربطهم بالضحية صلة قرابة، إذ تصل نسبتهم، حسب معطيات الأمن، إلى 63 في المئة.

يشار إلى أن التقرير الذي جرى تقديمه صباح أمس الجمعة بالرباط، بحضور كل من وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، بسيمة الحقاوي، ومنسق المرصد الوطني للعنف ضد النساء، جمال الشاهدي، يعتمد على بيانات ومعطيات الخلايا المؤسساتية لاستقبال النساء المعنفات في كل من المحاكم والمستشفيات والمديرية العامة للأمن الوطني والدرك الملكي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *