جهويات

العتيق: المديح النبوي بالحسانية طالته أيادي التغيير

دعا المدير الجهوي للثقافة بجهة كلميم واد نون الطالب بويا العتيق ” الى صيانة أغاني المديح النبوي بالحسانية من أخطاء شائعة تسربت إليه نتيجة ل”التقلبات التي عرفتها الحياة بالصحراء”.

واعتبر العتيق خلال ندوة نظمت على هامش الملتقى الأول لفن المديح النبوي الذي نظمته جمعية الصداقة للثقافة والفن بالزاك تحت شعار “حب و وئام في مديح خير الآنام”، ( ما بين 18 و 20 يناير الجاري)، أن المديح النبوي “طالته أيادي التغيير” بعد أن كان مصانا في السابق، حيث كان وقت غناء المداحين مناسبة للإنسان الصحراوي للنهل من السيرة النبوية العطرة.

ونتيجة أيضا ل “الميولات الشخصية للمداحين” يقول المدير الجهوي خلال مداخلة تحت عنوان ” تصحيح الأخطاء الشائعة في كلمات أغاني المديح النبوي ارتباطا بوقائع حياة الرسول عليه الصلاة والسلام”، تسربت شوائب “غير محمودة” الى المدح النبوي الشريف.

واستعرض أخطاء منها تلك “المألوفة” التي تتعلق بكلمات في ثنايا القصيدة يتغنى بها المداحون خضوعا ل” الكاف” (بيت يتكون من شطرين تربطها قافية واحدة)، مشيرا الى أنه وبالرغم من هذه الأخطاء يستمر التغني بها ل”كثرة ترداد اللحن والنص بين عشاق هذا النوع من الغناء.

ومن بين الأخطاء التي يقع فيها المداحون، حسب العتيق، “الإفراط في التصور” أو التصوير الشعري، حيث يبالغ و”يتماهى” المادح في تصوير آل بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام ، حتى “يدخل مداحون في مجال محظور لا يليق بمدح آل البيت الطاهرين”.

ونبه بويا العتيق في هذا السياق الى أن “الغلط” هنا يكمن في التماهي (سواء بالنسبة للمادح أو المستمع) مع الترنيم الصوتي (الموسيقى) دون التنبه الى جزئيات قد تتسرب الى نص قصيدة المدح، معتبرا أنه “من غير المقبول الوقوع في الوصف الإباحي ” لآل البيت، لا سيما بنات النبي عليه الصلاة والسلام.

وفي علاقة بالوصف دائما، أشار الى أن دقة التصوير في وصف سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ووصف أصحابه رضي الله عنهم، دخلت عليه آليات لا تمت للمدح النبوي بصلة على اعتبار أن الأصل هو التبرك بمدح خير الآنام وتعلم سيرته الطاهرة.

أم الخطأ الشائع أيضا، يقول المدير الجهوي للثقافة بجهة كلميم واد نون، فمتعلق بالرقص ، الذي أكد “أنه لم يكن مصاحبا للمديح”، مبرزا أن الرقص يدرج “بين مديحية ومديحية”، إلا أنه كان “رقصا محتشما فيه كثير من النفحات الصوفية” ويستلهم من حياة الصحراء.

يشار الى أن الملتقى الأول لفن المديح النبوي بالزاك، الذي نظم بتعاون مع عدد من الشركاء المحليين والوطنيين منهم وزارة الثقافة والاتصال، يأتي امتدادا للاحتفالات المخلدة لذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال وذكرى المولد النبوي الشريف، واحتفاء باليوم العالمي للموسيقى .

ونظمت في إطار الملتقى ندوة حول ” علاقة الموسيقى بالكلمة في فن المديح” ومسابقات اقصائية جهوية للمجموعات المديحية الشبابية، وليلة للمديح النبوي الشريف وسهرات فنية بمشاركة مجموعة من الفرق المحلية والجهوية والوطنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *