تربية وتعليم

“مجلس عزيمان” ينبه إلى اختلالات الدكتوراه و”غش” الباحثين في المغرب

نبه تقرير حديث للمجلس الأعلى للتربية والتكوين حول “تقييم سلك الدكتوراه لتشجيع البحث والمعرفة”، إلى تفشي اختلالات خطيرة في سلك الدكتوراه في المؤسسات المغربية، ودعا إلى إدخال إصلاحات عميقة في هذا السلك.

ولفت تقرير “مجلس عزيمان” إلى غياب قانون منظم لسلك الدكتوراه، علاوة على “الوضعية غير المحددة للتنظيم الاداري لمركز دراسات الدكتوراه”، والذين ” يؤثران في عمله ويضعفان تموقعه بالنسبة للبنيات الإدارية والوظيفية المتعددة التي تتكون منها الجامعة”.

وأوضح التقرير أن “هذه الوضعية بالإضافة إلى الغياب غير المفهوم لهيكلة الجامعة نفسها تؤثر سلبا على وظيفة هذا السلك، وعلى تنسيقه مع بنيات البحث باعتبارها بنيات أساسية تستقبل قبل كل شيء طلبة الدكتوراة”.

و نبه المصدر ذاته إلى أن الأخلاقيات العلمية والمبادئ في مجال البحوث “لا تحظى بالمكانة اللائقة في إجراءات مراكز الدراسات في الدكتوراه”، إذ لا يوجد فيها حاليا أي جهاز لإقرار علاقة الشفافية بين الطالب والمؤطر، في وقت تقتصر عملية التتبع على تقرير سير الأطروحة الذي ينجزه الطالب المؤطر.

وأوضح التقرير أن “أغلب المسؤولين عن مراكز الدراسات في الدكتوراه ونواب الرؤساء يشتكون من تفشي ظاهرة الغش، والسرقة الأدبية والعلمية في المجتمع العلمي”، منبها إلى أن “المراكز التي تراقب الغش والسرقة والانتحال عند تقديم أطروحة للمناقشة قليلة”.

ومن بين النقائص التي تحدث عنها التقرير أيضا “التكرار الكبير في مواضيع البحث، وإعادة إنتاج الثغرات التي عرفها نظام وحدات التكوين والبحث”، علاوة على كون ” الأخلاقيات العلمية والمبادئ في مجال البحوث لا تحظى بالمكانة اللائقة في إجراءات مراكز الدراسات في الدكتوراه”، فضلا على أن عددا متزايدا من المجالات العلمية ودور النشر، تستلزم اليوم ” شهادة “الأخلاق” قبل نشر أي نتيجة علمية، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالتحقيقات، والنتائج الإكلينيكية، والإحصائيات، والعمل الاجتماعي الميداني”.

ودعا التقرير إلى وضع “تصور إصلاح جديد وعميق لسلك الدكتوراه، بحيث يجعل منه مشتلا حقيقيا للموارد البشرية في البحث ذي المستوى العالي، الذي يتناغم مع التوجهات الاستراتيجية للمغرب، من أجل وضعه في مصاف الدول الصاعدة، ولكي يتطور نحو مجتمع المعرفة” .

على صعيد آخر، شدد مجلس عزيمان على ضرورة وضع تصور مستقبلي للإجراءات الضرورية لضمان استقرار طلبة الدكتوراه في المختبرات وفرق البحث، ووضع رؤية على المدى البعيد، “تدمج البحث وتكوين طلبة الدكتوراه”، يضيف التقرير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *