آراء

 السياسة أخلاق وليست غوغائية

عرف التهريج  على انه  “التَّشْوِيشِ ، وَإحْدَاثِ الاضْطِرَابِ وَالفَوْضَى..”

مظاهر  الإبتدال والميوعة والتهريج  للتضليل والتغليط والتحريض والإبتزاز والتهديد المعلن والمبطن   مختلفة ومتنوعة ..  كما أن مخاطر وأضرار هذه الأساليبتتأرجح  مراميها بين الإفساد الجزئي والنسبي والكلي وزرع الشكوك وتأجيج الأحقاد …وتنتج اختلالات تظهر آثارها الفورية في كل قطاع أو أعمال تطالها .. وتشبه نتائجها نتائج الكوارث الطبيعة والجوائح ..التي يتم الإحتياط والإستعداد لمواجهتها فرديا وجماعيا وبالسياسات والإمكانيات العمومية والخاصة …فالجراد والجرذان والعواصف والفيضانات  بقدر ما يستهزأ بآثارها بقدر ما تكون أضرارها الإقتصادية والإجتماعية والبيئية أكبر وضحاياها كثر ..والمؤكد أن لانفع  بحصولها  إلا لاكتساب الخبرات والتجارب للحد من المخاطر والاضرار  المختلفة …

وهكذا فالذين يستفيدون من التاريخ ومن الحكمة الإلهية في الإشارة إلى تاريخ الأمم السابقة سيقفون على حقائق سماوية ووضعية متوافقة متكاملة تهم استقرار البشرية وتطورها وحماية حرياتها ومعتقداتها , وبناء كل ذلك على العدل  الذي يقوم وينتعش به كل شيئ  , وباحترامه تقوم الحضارات  , وبالتطاول عليه تنهار أخرى وتنعدم الثقة في كل شيئ ..

ولقد أفرز التاريخ طواغيت ومتجبرين وعدميين ومهرجين تطاولوا على الدين بتشويهه وتوظيفه لمصالحهم الضيقة  , وتعسفوا وأفسدوا  الفكر والثقافة و السياسة , واستهدفوا عقول الناس للتحكم في إرادتهم وجعلهم أتباعا يساقون إلى العدمية والضياع   , فاعتدوا وانتهكوا  الحرمات والخصوصيات واعتدوا على الحريات ..

..إن من تجليات الطغيان تجاوز كل الحدود وقلب كل الحقائق  فيصبح الباطل هو الحق ،و الشر هو الخير , والضغينة هي المحبة والنفاق هو الصدق والتآمر هو الوفاء.

إن  الميوعة والإبتذال والتهريج طال كل المجالات , وما تحقق ذلك  إلا بانتحال وتسلط مجموعة من الدخلاء  على ميادين يفترض أن يكون فيها التنافس بين الخيرين والبرامج الإيجابية من أجل أن يعم الخير والصلاح .. فلم يسلم الحقل السياسي ولا الفضاء الإقتصادي ولا العمل الإنساني ..الخ  من آثار عمليات المسخ المتعمد الذي يفقد الإنسان حلاوة كرامة وجوده  واستمرار احتفاظه بعقله الذي يتميز به عن الحيوانات المتوحشة وكل من وما يفسد في الارض  ..

إن كل تلك الإنحرافات السلوكية الشاذة هي التي قال فيها النبي الكريم (ص) :” ..  بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم , كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ” رواه مسلم

وقال الشاعر  :  «إذا كان رَبُّ البيتِ بالدفِّ ضارباً (**) فشيمةُ أهلِ البيت كلِّهِمُ الرَّقصُ»

 و”الدف “بالدارجة المغربية ( الطر ) …

واذا جاء  في  الحديث الشريف : ” إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحِ، فاصنع ما شئت”..   فنقول في عصرنا هذا  ماقاله الرسول الكريم : ” إلزم بيتك واملك عليك لسانك وخذ بما تعرف ودع ما تنكر وعليك بأمر خاصة نفسك ودع عنك أمر العامة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *