مجتمع

فيلم إسباني يتناول الحب في زمن الحرب بالريف المغربي

أثارت طريقة تناول مسلسل إسباني يحمل عنوان “المغرب.. الحب في زمن الحرب”، جدلا يخص كيفية تصويره للمغرب ولأحداث حرب الريف، مطلع عشرينيات القرن الماضي.
في مقابل وجود إنتاجات أجنبية تتناول أحداثا تاريخية جرت بالمغرب، فإنه لا يبرز اهتمام كبير للسينما المغربية بالأحداث التاريخية، وفق ما يؤكده نقاد.
واكريم: لا نملك صناعة سينمائية
يقول الناقد السينمائي، عبد الكريم واكريم، إن هناك بعض الأعمال السينمائية القليلة التي عالجت قضايا كبرى كحرب الريف، أو تناولت بعض الشخصيات التاريخية كزينب النفزاوية، أو معارك حاسمة مثل معركة “الملوك الثلاثة”.
في مقابل ذلك، يؤكد واكريم، أن السينما المغربية “مُقصرة في تناول القضايا المصيرية”، وحتى “حينما تتناولها يكون ذلك بشكل غير فني”.
ويشير المتحدث ذاته إلى أن هناك أعمالا سينمائية “يُرصد لها دعم كبير، إلا أن النتيجة تكون عكس المنتظر”.
بيد أن الناقد السينمائي، عبد الكريم واكريم، يستدرك موضحا سبب ما يعتبره عدم تناول للسينما المغربية لأحداث تاريخية كبرى بالقول: “المغرب ليست لديه صناعة سينمائية كبيرة كأميركا أو الهند وحتى مصر”.
وهنا يوضح واكريم ارتهان السينما بدعم الدولة، إلى درجة أنه “إذا رفعت الدولة يدها عن الدعم، سينتهي الإنتاج السينمائي، لأن أغلبية الأعمال تقوم أساسا على دعم الدولة”، حسبه.
بالموازاة مع عدم رصد أعمال سينمائية تتناول المحطات التاريخية البارزة بالمغرب، حسب واكريم، يُسجَّل، حسبه أيضا، عدم تناول السينما للحياة السياسية.
ويرجع واكريم هذا الوضع إلى أن السينمائي المغربي “يفرض رقابة ذاتية على نفسه، وهناك مواضيع محظورة لا يتحدث فيها، خصوصا إذا تعلق الأمر بالتاريخ القريب، والتي تتطلب جرأة، وأن يكون للمخرج رأي”.
بوغابة: أزمة حرية
​أما الناقد السينمائي، أحمد بوغابة، فيعتقد أن السينما المغربية لا تزال حديثة جدا، والمواضيع التي تفرض نفسها هي حول القضايا الاجتماعية، ما يجعل أعمالا سينمائية ذات طبيعة لحظية، حسبه.
“لكن هذا لا يمنع وجود بعض الأفلام التي تطرقت لبعض الأحداث التاريخية، كتاريخ الاستقلال”، يردف بوغابة
ويوضح الناقد السينمائي، في حديث لـوكالة اخبار عربية، أن إنتاج الأفلام التاريخية صعب، من حيث توثيق التاريخ، وتجهيز الملابس والديكور، الأمر الذي يتطلب ميزانيات ضخمة، وفقه.
ويشير المتحدث ذاته إلى أن السينما المغربية لا تزال تبحث عن نفسها وعن مواضيع حالية، إذ “تتفاعل السينما مع المشاكل الاجتماعية بشكل أساسي أكثر من التاريخ، رغم وجود بعض الأفلام القليلة عن فترة سنوات الرصاص”.
ويعتقد بوغابة أن هناك عوامل كثيرة تتحكم في اختيار المواضيع، خصوصا تلك المرتبطة بالحرية والجرأة، قائلا: “لا ننسى أنه يجب أن تُعرض السيناريوهات على لجان للقراءة، وهي لا تزال مرتبطة بالدعم الذي تمنحه الدولة، كما لا يوجد تمويل خاص لهذه الأفلام”.
ويعتبر الناقد السينمائي نفسه أنه، حتى على مستوى الأفلام التي تعالج القضايا الاجتماعية، فإن هناك بعضها قد مُنع من العرض، مثل أفلام “أحداث بدون دلالة” و”الباب المسدود” والزين لي فيك”.
“المغرب لا يزال يبحث عن نفسه ويحاول بناء الديمقراطية، إذ توجد علاقة جدلية بين الديمقراطية والأعمال السينمائية وغيرها”، يخلص أحمد بوغابة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *