آخر ساعة

“لابيل هيب هوب” ببروكسل، مهرجان الفنون الحضرية بصيغة المؤنث

نجحت النساء، بفضل مواهبهن وطموحهن، في إثبات أنفسهن في جميع المجالات والأوساط بما فيها تلك التي كانت حكرا على الرجال، متحدية بذلك جميع الحواجز ومكسرة لتلك الصور النمطية التي ظلت لصيقة بها. إنها حالة الهيب هوب، الذي بدأت النساء تشق طريقهن وتقول كلمتهن في هذا الفن الحضري بامتياز.

ويجسد مهرجان (لابيل هيب هوب) ببروكسل هذا الاختراق النسائي لهذا النوع من الغناء، من خلال صعود عدد من النساء، من مختلف الآفاق، على الخشبة، يجمعهن هاجس واحد هو التعبير وإيصال أصواتهن عن طريق الفن.

ففي دورته الثانية، تشارك في مهرجان (لايبل هيب – هوب) فنانات من ثمانية بلدان، حافزهن إثبات أن النساء قادرات على فرض أنفسهن هناك حيث يتوقع نجاح غيرهن.

وأوضحت مديرة المهرجان، فاطمة العجمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المهرجان، الذي ينظم بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، يروم إبراز فنانات تألقن في فن الهيب – هوب عبر العالم.

وأوضحت أنه من خلال ” اختيار التنوع، يطمح مهرجان (لابيل هيب – هوب) إلى التوحيد في ظل الاختلاف والنهوض بالتسامح، والعيش المشترك واحترام الآخر ” مؤكدة على أن جميع هذه القيم يتناولها فن الهيب – هوب الذي يعد قبل كل شيء طريقة للتعبير وعاملا للتقارب الثقافي.

وبالنسبة للعجمي، يسعى هذا المهرجان أيضا إلى إبراز أن المرأة لا تقل موهبة عن الرجل، وأنها حاضرة أكثر فأكثر في فن الهيب – هوب، من خلال التركيز على فنانات ذات حضور قوي، تمكن من النجاح في مجال يهيمن عليه الرجال.

وأضافت ” نسعى للنهوض أكثر بمكانة المرأة في فن الهيب – هوب” مشددة على أن مهرجان (لابيل هيب – هوب) ” يصنف ضمن التظاهرات التي تهدف إلى ترسيخ المساواة بين الجنسين “. ويروم المهرجان أيضا جعل ثقافة الهيب هوب في متناول الجميع وتسليط الضوء على ثرائها ومختلف جوانبها، كما تقول العجمي، مشيرة إلى أنه بالإضافة إلى موسيقى الراب ، تتوزع هذه الثقافة على أربعة أنواع أخرى (دجين، بريك دانسينغ، غرافيتي والبيتبوكسينغ).

وأضافت أن ” الأمر يتعلق أيضا بتغيير الصورة الذكورية التي ظلت لصيقة بفن الهيب – هوب، وإثبات أن هذه الثقافة ليست امتيازا لفئة اجتماعية معينة “.

ومن بين المشاركات في الدورة الثانية من مهرجان (لابيل هيب – هوب)، سناء أوقسو الملقبة ب ” قرطاس النسا “، إلى جانب العديد من الفنانات من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، والهند، والمملكة المتحدة، ولبنان، وتركيا واليابان بالإضافة إلى فنانات من بلجيكا.

وأعربت أوقسو، في تصريح مماثل قبل صعودها على الخشبة لإحياء الحفل الافتتاحي للمهرجان، عن سعادتها بالمشاركة في هذا المهرجان الذي يحتفي بالنساء من خلال تمكينهن من اللقاء بالجمهور والتعبير بكل حرية مهما اختلفت اللغة أو الأصل “.

ونالت هذه الفنانة المنحدرة من مدينة مكناس والبالغة من العمر 21 سنة ، إعجاب جمهور مدينة بروكسل. وقد بدأت سناء خطواتها الأولى في فن الهيب – هوب سنة 2010، لتسير على خطوات مثلها الأعلى (ديامس). وتستوحي سناء كلماتها، التي تتسم بالقوة، من المعيش اليومي من خلال مواضيع تتناول ظروف المرأة.

وقالت في هذا الصدد، ” من خلال الموسيقى، أريد أن أثبت أن النساء قادرات على القيام بإنجازات كبرى والنجاح في الحياة رغم المشاكل والعراقيل التي تواجهها، داعية جميع النساء الشابات إلى الثقة في أحلامهن وعدم الاستسلام مهما كانت الظروف.

وتتوزع أنشطة مهرجان (لابيل هيب – هوب)، الذي ستواصل إلى غاية ال15 من شهر مارس، على ثمانية مواقع بالعاصمة البلجيكية. ويتضمن برنامج المهرجان على الخصوص سهرات موسيقية، ندوات، ورشات، وكذا عرض الشريط الوثائقي (بي – غورلز)، بحضور مخرجته نادجة حارك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *