متابعات

الجزائر: ارتفعت أسعار البترول.. وانطلقت «الحرب» الديبلوماسية على المغرب

لم يتعظ النظام الجزائري من الهبوط  السابق لأسعار البترول وما رافقه من مآزق وأزمات اقتصادية واجتماعية عرفها البلد برمته، فما إن ارتفعت الأسعار مرة أخرى حتى بدأ النظام يحشد آلته الديبلوماسية، التي تتحرك بلوبيات البترودولار، لمعاكسة  حق المغرب في صحرائه.

وفي هذا السياق، قال الباحث بلال التليدي «  إنه مع بداية تعافي أسعار البترول والغاز، تحركت الدبلوماسية الجزائرية لاستعادة المبادرة، بإعادة طرح ورقة قديمة، تركز على قضية الثروات، وذلك بالضغط لافتعال معركة قانونية بين المغرب وشركائه لعرقلة بعض اتفاقياته الحيوية، خاصة ما يتعلق بالصيد البحري ».

وأضاف التليدي، في مقال صحفي، إن بداية استغلال الجزائر لورقة الثروات في الفترة الأخيرة، كان بافتعال أزمة سفينة الفوسفات، التي أوقفتها سلطات جنوب إفريقيا، بدعوى أن الفوسفات يتم استخراجه من الصحراء، ثم انتقلت الديناميات الدبلوماسية الجزائرية لتحريك جبهة البوليساريو لاستثمار هذا الموقف، والتحرك في أوروبا للضغط لعرقلة اتفاق الصيد البحري المبرم بين الاتحاد الأوروبي والمغرب بنفس الخلفية القانونية.

وقال الباحث “مؤشرات الحرب الدبلوماسية الجارية على الأرض، تشير إلى أن المغرب، ومن أعلى مستوى في الدولة، يشحذ كل آلياته الدبلوماسية لإبطال ورقة الثروات (الورقة القديمة/ الجديدة)”، وأضاف “يدرك المغرب تماما أن القضية في جوهرها سياسية، وأن لا علاقة لها بمقتضيات القانون الدولي المؤطر لعملية استثمار الثروات الطبيعية، ويحاول أن يعيد صياغة تحركاته الدبلوماسية باستحضار هذا التكتيك الجديد في الحرب الدبلوماسية، وذلك بالجمع بين ثلاثية الدبلوماسية والقانون والسياسة”.

ولأجل استعادة المبادرة، أوضح التليدي أن المغرب قام بنقل المحادثات مع المبعوث الأممي في الصحراء من برلين إلى لشبونة مع تأخير وقتها شهرا كاملا، وبحضور ممثلي سكان الأقاليم الجنوبية، وذلك للتأكيد على أنه لا يقوم بمفاوضات مباشرة مع البوليساريو، وتعبيرا منه أيضا على أن استثمار ثرواته الطبيعية يجري بانسجام تام مع مقتضيات القانون الدولي.

وخلص المقال إلى أنّ خيارات المغرب السياسية كثيرة، تتأرجح بين استثمار العلاقات التجارية والاقتصادية سواء مع جنوب إفريقيا أو مع الاتحاد الأوربي، وبين رفع الفيتو عبر الضغط بورقة الأمن وورقة الاقتصاد، سواء في إفريقيا أو مع أوروبا.

تعليقات الزوار ( 1 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *