سياحة

آسا تتطلع لأن تصبح محطة سياحية إيكولوجية

قارب عدد من الخبراء والباحثين والفاعلين في مجال السياحة، إسبان ومغاربة، واقع وآفاق السياحة الإيكولوجية بإقليم أسا الزاك وذلك خلال ورشة علمية نظمت أمس الأحد بحاضرة الإقليم أسا، حول موضوع ” السياحة الإيكولوجية رافعة للتنمية في إقليم آسا الزاك”.

وأبرز هؤلاء خلال هذه الندوة، التي نظمها مركز آسا الزاك للأبحاث والتكوين في مهن الطبيعة والتنمية المستدامة التابع لجامعة ابن زهر بأكادير، المقومات الطبيعية والتاريخية والثقافية التي يزخر بها الإقليم والتي يمكن أن تشكل نواة صلبة لازدهار سياحة إيكولوجية ستساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذا الإقليم .

واستعرض الخبراء خلال الندوة التي نظمت تحضيرا للمنتدى الإفريقي حول السياحة الإيكولوجية الذي يحتضنه المركز العام الجاري وكذا في إطار إطلاق المجلس الإقليمي لأسا الزاك للمشروع المندمج “رحلة الطبيعة والبادية”، نماذج من هذه المقومات الطبيعية من الفضاءات الشبه الصحراوية بواحاتها وجبالها (واحة آسا وسلسلة جبال واركزيز…) وأنهارها (يمر عبرها وادي درعة، وادي تغزيرت …)، وآفاق استثمار المؤهلات التاريخية (قصر وزاوية أسا والنقوش الصخرية …) والتراث اللامادي المهم (موسم ملقى الصالحين…).

وفي هذا الإطار اعتبر الأستاذ المتخصص في السياحة بجامعة جزر الباليار ميكيل سيكي أن المنطقة “غنية جدا بمقوماتها الطبيعية الهائلة القابلة للتطوير” معتبرا أيضا أن إقليم أسا الزاك “يستحق أن يشتهر أكثر في مجال السياحة الإيكولوجية ويعرف به دوليا كوجهة لهذا النوع من السياحة ” .

وبعد أن أكد على أن القرب الجغرافي بين جزر لاس بالماس والجهات الجنوبية للمغرب، لا سيما مع توفر بنية تحتية للنقل الجوي هامة (مطاري كلميم وطانطان ..)، يمكن أن يلعب “دورا كبيرا في تنشيط السياحة بين المغرب وإسبانيا”، شدد الأستاذ الإسباني على أن الهدف الأول للسياحة يكمن في انعكاس مردوديتها على الساكنة.

وعن سر نجاح أي نوع من أنواع السياحة، لا سيما الإيكولوجية، تحدث الأستاذ الجامعي الإسباني عن أهمية دراسة أي سوق مستهدفة والامكانات المتوفرة لدى الإقليم وتكوين الساكنة واستثمار كل المقومات لإرضاء السائح “الذي يجب أن لا نجعله عابرا بل عاشقا وجعله يفكر في العودة مجددا الى المنطقة”.

من جهته استعرض عميد كلية الاقتصاد والأعمال والسياحة بجامعة لاس بالماس خوان مانويل بينتز المؤهلات الطبيعية “الهائلة” لإقليم أسا الزاك والتي تتميز بالتنوع والغنى ، مبرزا الدور الهام لوكالات الأسفار والإعلام وتطوير برامج مع الجامعات وفريق عمل متنجانس ومكون في تطوير أي نوع من أنواع السياحة.

أما عمدة مدينة سالو (إسبانيا)، بيري كراندوس كاريو ،فتطرق الى تجربة هذه المدينة (من أشهر المدن السياحية بإسبانيا حيث تستقبل مليوني سائح سنويا) ، معتبرا أن سر نجاحها (سالو) سياحيا يتمثل في العمل التشاركي بين القطاع العمومي والجامعات والقطاع الخاص.

فبهذا الثلاثي ، يقول العمدة، استطاعت المدينة أن تنوع عرضها السياحي الذي كان في السابق يعتمد على البحر والجبل فقط، حيث بدأ البحث عن استقطاب نوعية أخرى من السياح باحتضان المدينة، على سبيل المثال لا الحصر، ل”فيراري لاند” الذي تحتضنه فقط أبو ظبي وسالو.

وبخصوص الجامعة، أبرز العمدة أهمية البحوث التي ينجزها خبراء وباحثون من أجل النهوض بالقطاع السياحي لتغيير أي نشاط سياحي بأي منطقة لجلب أكبر عدد من السياح.

وركز مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالدار البيضاء (جامعة الحسن الثاني) محد نبيل بنشقرون، و المسؤول عن ماستر التسويق والتدبير السياحي بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بأكادير (جامعة ابن زهر)، عزيز سير، على الامكانات الطبيعية لإقليم أسا الزاك التي تشبه كثيرا من الموجهات السياحية العالمية والتي تعد بأن تكون قطبا سياحيا كبيرا بالاعتماد على تنويع المنتوج على غرار باقي الوجهات السياحية بالعالم وبالمغرب.

وفي هذا السياق ذكر عزيز سير بالعرض السياحي لوجهات مهمة في المغرب كمرزوكة، مقترحا أشكالا جدابة لجذب السائح لوجهة أسا الزاك كتنظيم رحلات على ظهر الجمال أو الدراجات النارية بصحراء الإقليم .

ودعا سير الى العمل مع المقاولات السياحية ، والاستفادة من وجهات سياحية عالمية تشبه الى حد كبير وجهة أسا الزاك كلاس فيغاس بالولايات المتحدة الأمنريكية.

أما بنشقرون فتطرق الى أهمية تقديم “عرض مختلف ” للسائح أيا كانت طبيعته، مشيرا في هذا الإطار الى أن اختيار الشريك الإسباني لانطلاق التعريف بوجهة أسا الزاك السياحية مهم جدا لما له من تجربة غنية وكبيرة في هذا القطاع .

ودعا الى اعتماد مقاربات ثلاث لتطوير السياحة بإقليم أسا الزاك تتمثل في تكوين مهني يصاحب المشروع السياحي الإيكولوجي للإلقيم ، والدخول في شراكات مع الجامعات للبحث عن الحلول والاقتراحان البناءة لإقلاع السياحة بهذه المنطقة ، وكذا إنجاز شراكات مع الفاعلين الاقتصاديين لاسيما المقاولات الصغرى.

يذكر أن المجلس الإقليمي لأسا الزاك أطلق السبت الماضي مشروعا مندمجا تحت اسم “رحلة الطبيعة والبادية” وذلك بهدف الترويج للمؤهلات السياحية والإيكولويجية في الإقليم والتعريف بمساراتها.

ونظم المجلي بالمناسبة طيلة نهار السبت “رحلة الطبيعة والبادية” عبر مسارات محددة بجماعات آسا وتويزكي واعوينة لهنا والبيرات، لتمكين عدد من الفاعلين في المجال السياحي من جزر الكناري الاسبانية من التعرف على هذه المسارات، التي يمكن أن تجذب عددا من السياح والمهتمين والشغوفين بالجمال الأخاذ والفطري للبادية.

ويندرج هذا المشروع في إطار البرنامج الإقليمي للتنمية لإقليم آسا الزاك 2018-2022، ومبادرة “آسا مدينة مستدامة في أفق 2030”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *