ثقافة وفن

مصطفى السلامور: الشعر طريقة رائعة للخروج من الرتابة والركود

يتم منذ 1999 الاحتفال بالشعر ، هذا القادر على نقل المتلقي بجمال أبياته أو جعله يغوص في روعة الحكمة التي يتضمنها ، وذلك في 21 مارس من كل سنة تنويها بالقدرة الخلاقة للإنسان ودوره في النهوض بالحوار ما بين الثقافي من خلال التقاط الجميل والرائع.

ومن بين مختلف الأشكال التي يمكن أن يكتسيها هذا الفن، نجد “السلام”، وهو تعبير شعري موزون يسعى إلى أن يثير مشاعر المتلقين.

وقد رأى “السلام” النور سنة 1986 على يد الشاعر الأمريكي مارك كيلي سميث الذي كان يعتبر ان الشعر، الذي يتم تعليمه يطريقة عتيقة، أضحى نحبويا ولم يعد يحظى بالاهتمام المطلوب. ولإيجاد حل لهذا المشكل، أطلق “السلام” بهدف إعادة الوهج المفقود للتعبير الشعري.

وفي المغرب، هذا الفن الشفوي مرتبط بأحد دعاته ، مصطفى بوكرونة، المعروف بلقبه “مصطفى السلامور”، والذي توفرت لديه قرصة الالتقاء بمؤسس هذا التعبير الشعري خلال “السلام الوطني الكبير” بكندا، في “لحظة سعادة كبرى” حسب تعبيره. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح بوكرونة أنه “من خلال السلام، أراد سميث أن يجعل أداء الشعر أكثر ديموقراطية من خلال مباريات يكون الشعراء فيها أناس عاديون والقضاء أشخاص اختيروا عشوائيا من بين الجمهور الحاضر”.

وعرف “السلام” بكونه “الجمع بين البسيط والجميل، ووسيلة للتعبير عما بجيش يه القلب بلغة مفهومة، وتجميله بوسائل أسلوبية وبلاغية”.

وأكد أنه “فن يركز فقط على الكلمات ولس على الأشياء”، كما تشهد على ذلك إخدى قواعده التي تمنع استعمال الأكسسوارات، ما يجعل أداء الشاعر مرتبطا فقط بنصه وبعلاقته مع الجمهور.

ويعتبر بوكرونة، الذي يشاطر الشعر رومانسيته التي تتجدد شعلتها على الدوام، هذا الفن كنفحة أوكسجين يعبر من خلالها عن مشاعره وفلسفته وكلماته وآلامه.

وشيه “السلام” في المغرب بجنين في طور المخاض يمثل حصوصية النمو بسرعة مفاجئة، كما تشهد على ذلك الاحتفالان المتعددة ومقاهي “السلام” التي تتوالد في كل مدن المملكة.

وفي هذا الصدد، كانت للفنان فرصة تنشيط حوالي مائة ورشة خلال الخمس سنوات الأخيرة والتدخل في العديد من النقاشات في مواضيع تتعلق بممارسة “السلام” والكتابة واختيار اللغة.

ويقول “مصطفى سلامور”، الذي قبل إعارة صوته لمشاريع حملات تضامنية وتحسيسية سترى النور قريبا، إنه مازال هناك الشيء الكثير مما يمكن القيام به في هذا الورش الكبير المسمى ب”السلام”.

وأعرب عن أسفه بالخصوص لكون “السلام” لا يبرمج في التظاهرات الثقافية المحلية الكبرى، ولكونه لا تتم دعوته لها، فيما تتم دعوته للنشاطات الثقافية في الخارج ومن قبل الهيئات الأجنبية في المغرب.

كما أعرب “مصطفى سلامور”، الذي استفاد من منحة آفاق بلبنان والتي تمكن بفضلها من إنجاز ألبومه الأول المعنون ب”كذبو علينا”، عن ثقته في مستقبل هذا التعبير الغني ، الذي سيفرض نفسه في النهاية ضدا على “الفنانين المزيفين والإنتاجات الضعيقة التي تحقق شهرة كبيرة” لأن الجمهور متعطش للفن “الحقيقي والواعي”، وهو البديل الذي يحققه “السلام” وهو “هذا الشيء المتميز الذي يجذب الجمهور إلى عالمه الواقعي أحيانا والسوريالي أحيانا أخرى”.

ويشارك “السلام” ، هذا “الفن الذي يفترض أن يدعو إلى التفكير ، وتفكيك الأحكام المسبقة والتفكير في القيم العالمية التي تجمع بيننا بصفتنا بشرا”، إلى جانب الحوار بين الثقافات، في الحوار داخل الثقافة الواحدة، باعتبار الشعر يرتبط بشكل وثيق بالأشكال الفنية، كما هو الأمر لدى جيل دولوز.

ويسعى الاحتفاء باليوم العالمي للشعر ، على غرار “السلام”، إلى إعطاء دقعة جديدة للتعبير الشعري ، وبث روح جديدة في التقليد الشفهي للأمسيات الشعرية، وكذا في القراءة والكتابة، مع المشاركة، من خلال قدرته على تجاوز الفضاء والزمن، في النهوض بالتفاعل بين الثقافات ونجديد مفهوم الأشياء لدى المتلقي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *