مجتمع

هكذا يتم التجسس عليك وتعقبك عبر الأنترنيت!

أثيرت مسألة تعقب شبكات التواصل الاجتماعي لخطوات مستخدميها عبر الانترنيت، على إثر قضية تداول البيانات الشخصية لنحو 87 مليون مستخدم بالفايسبوك مع شركة “كامبريدج أناليتيكا” للاستشارات السياسية، أو فيما أصبحت تنعت بـ”فضيحة الفايسبوك”.

مسألة التعقب هاته، أفضت إلى كون جميع خطوات المستخدمين تطالها الرقابة من جميع الجوانب، من قبل الشركات التي تجمع البيانات.

فكثير من الناس لا يعون جيدا أنهم مراقبون وإلى أي مدى، أو حتى من يملك القدرة على الوصول إلى بياناتهم في اعتقاد منهم أنهم محميين بشكل مطلق.

وأمام هذا الرقابة والتتبع لحياة المستخدمين الرقمية، يطرح سؤال كيف يتم ذلك؟ وإلى أي مدى نحن “مراقبون”؟

أدوات تجسس لا حدود لها

كل شخص يتصفح الإنترنيت يجب أن يعلم أنه مراقب عن كثب عبر ما يمكن تسميتهم بـ”أدوات التجسس”، من قبيل، ويب بيكونز، تقنيات ملفات تعريف الارتباط “كوكيز”، وبيكسل تاغ، وكذا فلاش كوكيز وغيرها الكثير.

فهذه الطرق والتقنيات، تمكن من جمع نطاق من البيانات من خلال أنشطة المستخدم على شبكة الانترنيت، كالمواقع التي يتم زيارتها، وكذا أنواع الأجهزة الإلكترونية المستخدمة في ذلك.

وحتى وإن كان لبعض المواقع أدوات للتعقب لأغراض متنوعة، فإن إحدى أدوات التعقب هاته تسمح لمالك الموقع بإعطائه فكرة عن عدد زيارات الموقع، إلا أن معظمها يتم استخدامها من قبل شركات تجمع معلومات عن هوية المستخدمين وعن أعمارهم ومكان تواجدهم، وما هي اهتماماتهم وماذا يقرؤون وغيرها من الأمور.

وارتباطا بذلك، فإن 50 موقعا الأكثر شعبية في الولايات المتحدة، يمتلك كل واحد منها في المتوسط 64 أداة من أدوات التعقب، بحسب ما كشف عنه تحقيق أجرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية في سنة 2010.

لما هذا التعقب؟ وما الغاية منه؟

الإجابة عن هذا السؤال، يقتضي العلم بأن بيانات المستخدمين بإمكانها أن تتحول إلى سلعة، وبالتالي تباع إلى شركات ومعلنين، بل يمكن أيضا في بعض الأحيان أن تباع لحكومات.

ومن بين طرق جمع بيانات المستخدمين على سبيل المثال، فحص صندوق المراسلات الواردة في مواقع البريد الإلكترونية التي تقوم على المجانية، كـ”Gmail” من “Google”.

هذا النوع من التعقب في أغلب الأوقات، يكون غير مرئيا بالنسبة للمستخدمين، وإن كان هناك من المتعقبين الذين يمكن كشفهم والتعرف عليهم.

ثم أن الدافع الأساسي وراء كل هذا التعقب قد لا يتجاوز بشكل أساسي توصيل الإعلانات إلى المستخدمين على شبكة الإنترنيت، وإن كان كثير منهم ينزعجون من ذلك، ولذلك يجد المستخدم نفسه أحيانا أمام إعلانات تقارب ميولاته بشكل كبير وذلك نتيجة التعقب الحاصل الذي على إثره يتم تصريف الإعلانات التي توافق ما يبتغيه.

تطبيقات “متطفلة” يشيع فيها التجسس

هناك من التطبيقات التي يشيع فيها التجسس والتي يتم استخدمها في الهواتف الذكية، دون علم يكون لها يدا في تسريب المعلومات والبيانات. وكشفت دراسة أن 7 من بين كل 10 هواتف ذكية تتداول بيانات شخصية مع خدمات لطرف ثالث.

الدراسة التي نشرها العام الماضي، أكاديميان في الولايات المتحدة، وهما نارسيو فالينا رودريغز وسريكانث سنداريسان، تقول بأنه “بمجرد أن يثبت الأشخاص تطبيقا على الهواتف التي تعمل بنظام التشغيل (أندرويد) أو (أي أو إس)، تطلب تلك التطبيقات موافقة من الأشخاص على الوصول لبياناتهم الشخصية”.

وأضافت أنه”بمجرد أن يحصل التطبيق على تصريح بجمع هذه البيانات، يمكنه أن يتداول بياناتك مع أي شخص يرغب فيه مطور التطبيق، كما يسمح لشركات الطرف الثالث بتعقب مكانك وتحركاتك وماذا تفعل”.

“هدف متحرك” لا محيد عنه

قد يتموقع المرء أ%