تربية وتعليم

تحت شعار: “أستاذي عمرني ماننساك” قدماء تلاميذ يكرمون أساتذتهم بمدرسة “أيت علي أوحسو”

نظم قدماء تلاميذ مدرسة أيت علي أو حسو بجماعة أيت بوداود خلال الأسبوع المنصرم حفلا تكريميا لأساتذتهم خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي.وحضر الحفل المنظم في الوحدة المركزية للمؤسسة إلى جانب المنظمين والمكرمين أساتذة المؤسسة والتلاميذه وجمعية الآباء وعموم السكان، وشهد الحفل تقديم كلمات في حق المحتفى بهم وتقديم هدايا وتذكارات إضافة إلى وصلات فنية من الفولكلور المحلي من تقديم تلاميذ المؤسسة ومجموعات شعبية محلية.

وصرح أحمد الغزواني الذي كان يشتغل حاليا بمدرسة أبي الفداء بمدينة والماس التابعة للمديرية الإقليمية الخميسات،أنه عُين أول مرة في المؤسسة سنة 1997واشتغل فيها سنتين وكانت الظروف حينها صعبة بسبب بعد المنطقة والطريق غير المعبدة وقلة المواصلات،ويتكبد الأساتذة عناء السفر لأزيد من عشر ساعات،غير أنهم ينسون تعب ومعاناة السفر والإحساس بالغربة حينما يصلون إلى الدوار ويستقبلهم السكان بحفاوة وكرم الضيافة،ويسترجع الأستاذ الغزواني شريط ذكرياته في قرية أيت علي أوحسو والظروف الصعبة خاصة في غياب الكهرباء التي يستفيدون منها فقط لمدة ساعتين في الفترة الليلية،وكان الأساتذة يضطرون إلى استغلال هذه المدة لإنجاز العديد من المهام من تحضير الدروس ومشاهدة التلفاز وأشغال البيت ،ورغم صعوبة الظروف أبدى التلاميذ رغبة كبيرة في الإجتهاد والتعلم وحفزت الأساتذة لبذل المزيد من التضحيات.

وعبر الأساتذة المكرمون عن مشاعر الفرح والسعادة للدعوة التي تلقوها من زملائهم  الأساتذة الذين كانوا قبل عشرين سنة تلاميذ لحضور الحفل والذين واجهوا صعوبة العيش والفقر والهشاشة التي تعرفها المنطقة بسبب قلة الإمكانيات وانعدام للبنيات التحتية من كهرباء وماء صالح للشرب إضافة إلى ارتفاع نسب الهدر المدرسي في المنطقة ،حيث تنقطع كل الفتيات في نهاية  المستوى السادس ابتدائي وكذلك أغلب الذكور ولا يلتحق بالمرحلة الإعدادية إلا القليل منهم بسبب بعد الإعدادية وغياب الإمكانيات لدى الأسر.

ووصف الغزواني المبادرة بالطيبة وخلفت في نفوس الأساتذة أثرا عميقا و سعادة كبيرة ودعما معنويا لرجال التعليم،في وقت تتناقل فيه وسائل الإعلام حوادث اعتداءات وتوثر العلاقة بين الأساتذة والتلاميذ،وتأتي هذه المبادرة لإعادة الإعتبار لهذه العلاقة ولمكانة الأستاذ.

ومن جهة أخرى،أكد لحسن بنقدور أحد قدماء تلاميذ المؤسسة وأحد المنظمين لحفل التكريم، أن الأساتذة كان لهم فضل كبير في صقل شخصيات التلاميذ وبفضل تضحياتهم في ظروف قاسية جدا تمكنوا من النجاح والتفوق وتحقيق آمالهم.

وموازاة مع ارتفاع حوادث الاعتداءات على الأساتذة التي تناقلتها وسائل الإعلام من مدن مختلفة،تبادرت إلى أذهان قدماء تلاميذ مدرسة أيت علي أوحسو فكرة البحث عبر وسائل التواصل الإجتماعي عن أساتذة درسوهم في المرحلة الإبتدائية منذ أزيد من عشرين سنة قصد التواصل معهم.

وتضمن أيضا برنامج الحفل تكريما لعائلات تحملت صعوبة العيش وقلة الإمكانيات وكافحت من أجل تعليم أبنائها وإتمامهم لدراستهم وحصلوا على شواهد تعليمية وتقلدوا وظائف حكومية.

وكانت منطقة تاغبالت خلال فترة التسعينات من القرن الماضي تشهد نسبا كثيرة من الهدر المدرسي وعدم رغبة الآباء في تدريس بناتهم،بسبب الثقافة السائدة حينها لدى السكان في منعهم لفتياتهم من التمدرس مقابل اشتغالهن في البيت أو الرعي،فرغم مرور أزيد من ثلاثين سنة من إحداث مدرسة أيت علي أوحسو فإن فتاتين إثنتين فقط استطاعتا إتمام دراستهما الجامعية وقرر منظموا الحفل تكريمهما والإحتفاء بهما تشجيعا لباقي التلميذات والتلاميذ على الإجتهاد لإكمال الدراسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *