متابعات

الكثيري من بروكسيل: ينبغي حفظ الذاكرة حتى لا يطال النسيان الأعمال البطولية لأجدادنا

دعا المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري إلى الحفاظ على الذاكرة التاريخية المشتركة بين المغرب وبلجيكا من أجل تعزيز العلاقات بين البلدين وبناء مستقبل تسوده قيم التسامح والعيش المشترك.

وأوضح خلال لقاء تواصلي مع أفراد الجالية المغربية المقيمة ببروكسل، نظم مساء أمس الثلاثاء بمناسبة تخليد الذكرى ال 78 لمعركة جامبلو – شاستر، أن الذاكرة التاريخية المشتركة لها قيمة لا تقدر بثمن، ومن ثمة ضرورة تثمينها وإحيائها كمكون هام من الرأس مال اللامادي حتى ” لا يطال الأعمال البطولية لأجدادنا النسيان “.

وقال المندوب السامي إن هذه المعركة (1940) التي سقط فيها مئات الجنود المغاربة وهم يحاربون الجيش النازي إلى جانب قوات التحالف، تشكل مرحلة مهمة من التاريخ المشترك مع بلجيكا وتجسد انفتاح المغرب وانخراطه الدائم في الدفاع عن القضايا العادلة للدول الصديقة.

وذكر الكثيري بأن آلاف المغاربة حاربوا إلى جانب الحلفاء في الحرب العالمية الثانية استجابة لنداء الملك الراحل محمد الخامس في 3 شتنبر 1939 بالمساجد، مشيرا إلى أن هؤلاء الأبطال ضحوا بحياتهم من أجل حربة أوروبا والدفاع عن قيم السلام، والكرامة والحق في الوجود.

وأبرز أن الجنود المغاربة نجحوا في وقف زحف النازيين خلال هذه المعركة ليكتبوا بدمهم هذه المرحلة الخالدة من التاريخ المعاصر، مضيفا أن هذه التضحيات الجسام ستظل خالدة كأعمال بطولية طبعت تاريخ أوروبا.

وقال إن هذه الحقبة من الذاكرة التاريخية المشتركة مبعث فخر لجميع المغاربة، مؤكدا على ضرورة إطلاع الأجيال الصاعدة على هذه الصفحات المجيدة من تاريخنا.

ودعا الكثيري إلى إدماج الشباب المنحدر من الهجرة في عملية الحفاظ على الذاكرة التاريخية، داعيا إلى إدراج هذه الأحداث في البرامج التعليمية والكتب المدرسية.

وشدد على ضرورة تعريف الشباب بتضحيات أجدادهم الذين حاربوا على أرض ليست لهم من أجل الدفاع على القيم الكونية للتضامن والأخوة خاصة ” في هذه الأوقات الصعبة ” مؤكدا على أن هذه القيم تشكل، أكثر من أي وقت مضى، حصنا منيعا ضد خطابات الكراهية والانغلاق.

وأشار من جهة أخرى، إلى أن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير تولي أهمية خاصة للحفاظ وتثمين الذاكرة التاريخية المشتركة لتسليط الضوء على تاريخ المقاومة وكفاحها من أجل الدفاع عن حرية البلدان الصديقة، وذلك من خلال مجموعة من المبادرات تشمل إصدارات وتنظيم ندوات وجمع الأرشيف والحفاظ عليه.

وحضر هذا اللقاء التواصلي على الخصوص سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ محمد عامر والقنصل العام للمملكة ببروكسل عبد الرحمان فياض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *