منوعات

الطاجين و الكسكس .. أطباق مغربية يعشقها ملوك العالم ويطلبونها بالاسم

أن تكون مُكلَّفاً بإعداد وجبات يومية بإمارة دبي، ليس بالمهمة السهلة حتماً، إلا أن هذا بالضبط ما يقوم به الطاهي المغربي خالد حوستي منذ سنوات خَلَت، باعتباره رئيس مطبخ أحد قصور الإمارة.

ولأن مُتذوِّقي أطباق الشاب المغربي، البالغ من العمر 37 عاماً، من النخبة المرموقة بالإمارات العربية المتحدة، لا يُخفي الطاهي حِرصَه على إرضاء جميع أفراد العائلة الحاكمة..

طباخ الملوك والأمراء

قصر زَعبيل ليس القصر الوحيد الذي كان شاهداً على إبداعات الطباخ المغربي؛ إذ سبق لخالد حوستي أن أمضى بقصر الصَّافرية، مقر إقامة ملك البحرين، سنتين في إعداد أشهى الأطباق وألذِّها، خاصة ما تعلَّق منها بالأطباق المغربية والفرنسية، وعلى رأسها الطَّاجين والكسكس. “ما يجعل مأموريتي صعبة، أني أطبخ بشكل يومي لأشخاص بِعيْنهم يتذوَّقون أطباقي، وعليَّ أن أكون على أتمِّ الاستعداد لإرضائهم تماماً”، يقول الطاهي خلال حديث جمعه بـ”عربي بوست”. ولا ينفي “حوستي” التوتر الذي يُسبِّبه العمل داخل القصور في البداية، موضحاً: “أُناس مرموقون ينتظرون أطباقي، إلا أن توالي الأيام أكسبني التجربة، وجعلني أرتب أفكاري وطريقة اشتغالي بعيداً عن أية هفوة أو خطأ”.

الكُسكس والطَّاجين .. من الأطباق المفضَّلة

في القصرين البحريني والإماراتي حرص حوستي على إعداد أطباق لكبار ضيوف الملك والأمير من قادة وشخصيات سياسية عربية وعالمية لامعة؛ كالرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، والملك الإسباني خوان كارلوس، والعاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، وحاكم عُمان السلطان قابوس بن سعيد وغيرهم، وفق كلامه. “كانوا حريصين على تذوُّق الأطباق المغربية التقليدية ويطلبونها بالاسم”، يقول الطباخ المغربي، مؤكداً: “الكسكس المغربي التقليدي مطلوب جداً من طرف كبار الضيوف، إلى جانب الطَّاجين”.

وأفصح المتحدث لـ”عربي بوست”، عن أن الضيوف يتملَّكهم فضول اكتشاف المطبخ المغربي، المُغري بأكلاته التي تجمع الحلو والمالح، ويُحبُّون تجربة أطباقه المختلفة. لا يُخفي “حوستي” فرحه بالإشادات التي يتلقاها عقب أي مأدبة يحضر فيها كبار المسؤولين والضيوف، لافتاً إلى أن الانطباعات الجيدة والإيجابية التي تصله، وإن كانت غير مُباشرة، تثلج صدره وتجعله راغباً في الإبداع والتجديد بالمطبخ المغربي الذي يحتل مرتبة متقدمة عالمياً.

المطبخ المغربي.. عالمي وصحي

أن يكون خالد حوستي طباخاً مغربياً في قلب قصر إماراتي، يجعله يحمل مسؤولية التعريف بإرث الأجداد، يقول في هذا الصَّدد: “أعتبر نفسي سفيراً أمثِّل ثقافة المغرب وحضارته، أُبدع في إعداد الطَّاجين وأحاول إدخال مكونات جديدة تمزج بين الشرقي والمغربي”. أما عن مُميزات المطبخ المغربي، التي يجعله في مصاف الأطباق العالمية الراقية، فيشير “حوستي” إلى أنه من مطابخ البحر الأبيض المتوسط، المعروفة بمكوناتها الطبيعية والصحية وبهاراته المتوازنة، بالإضافة إلى كونه المطبخ الوحيد الذي يمزج بين المذاقين الحلو والمالح في توليفة رائعة جديرة بخوض تجربة تذوقه.

من قصور الخليج إلى قصر الرباط

يحلم خالد -وهو الذي غادر المغرب مباشرة بعد إنهاء تكوينه في الطبخ وحصوله على دبلوم تسيير المطابخ دون أن يحظى بفرصة الاشتغال بالمطابخ المغربية- بالعمل يوماً طباخاً للعاهل المغربي الملك محمد السادس، “حُلم أرجو أن يتحقق، وأن أختم مشواري بالقصر الملكي بالمغرب”. العاهل المغربي لم يتذوق بعدُ أطباق الطباخ “حوستي”؛ إذ زار قصر الصافرية بُعيد مغادرة خالد له، في حين لم يستضِف بعدُ قصر زعبيل زيارة رسمية لمحمد السادس، وهو ما ينتظره المتحدث بشوق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *