آراء

استعمال الترهيب كمزاح .. كاللعب بالنار

قال رسول الله (ص) : (من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه، حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمه) رواه مسلم.

وقال (ص) : «والله لا يومن، والله لا يومن، قيل من يا رسول الله قال الذي لا يأمن جاره بوائقه» ..

الترهيب باستعمال السياسة والدين والمال والعنف من اجل اخضاع الناس قهرا وتجبرا وابتزازا ..امور ممنوعة ومنهي عنها شرعا وعقلا لانها تسعى الى تحقيق مبنتغى مصلحي دنيوي بالاكراه …

والاسلام لايعتمد فلسفة ومنهجية الترهيب من اجل اخضاع الناس واتباعهم له ..انه يعتمد المنطق والاقناع والحسنى وعدم الاعتداء والاحترام والتقدير المطلقين سواء في التواصل بين الناس او في التعامل معهم …وهذا هو الذي جاء به الاسلام …

اما حال البعض بعالمنا اليوم فانهم يسيرون على نهج يناقض الاسلام نصا وفهما وتاويلا وعقلا متعقبين اثار اقدام و”افكار ” لا يمكن تصنيفها لا بالعاقلة ولا بالرشيدة ..ولو اعتلى دعاة ذلك منابر او تقلدوا مسؤوليات …

فليس من العقل في شيئ ان يصبح امن الشعب لعبة وورقة سياسية للمساومة والابتزاز ..كما لايمكن السكوت على من يشجع الارهاب المادي او المعنوي.. ..ولا يجوز للدولة ان تقبل ان يتقمص البعض ادوارها في الافتاء والتاويل والتشريع في علاقة باستصدار احكام تفتح الابواب على مصراعيا للفكر التكفيري ..وتشجع على كسر الحواجز النفسية امام المتدبدبين الذين يعجبون بالافكار التكفيرية او “يعشقون” استغلال اية فرصة كيفما كان نوعها او مستواها لتصفية حسابات ضيقة وتعمد الاساءات المتغولة وصناعة الاشاعات المغرضة وتوظيف الدين بشكل تعسفي لئيم بهدف الوصول الى غايات محددة يفترض فيها ان تكون اداة للاصلاح والبناء والتطور والتعاون ..فجعلوها للهدم والتخريب ونشر الاحقاد والكراهية وتهييج ضعاف النفوس والايمان ضد من يجهلونهم ولا يعرفونهم …

انهم ولاعتبارات متعددة يطلقون العنان “للارهاب” الالكتروني على صفحات التواصل الاجتماعي ..فيستصغرون اراء الدعوة للقتل ويعللون ويبررون دواعي الافتاء باعدام “اخر معارض بامعاء اخر انقلابي؟؟” وهذه دعوة خطيرة لاجتثات المعارضين بالانقلابيين ..وهنا لابد من الوقوف على نعث ” الانقلابي ” لنسال هؤلاء جميعا هل تربطون بين “انقلاب” تركيا والمعارضة المغربية ؟ هل تطالبون رئيس تركيا بان يعدم المعارضين حتى عندنا بامعاء الانقلابيين او من سيطالهم هذا الاتهام عنده ؟ ام هي دعوة لمن يعنيهم امر الاقتداء بالخارج لتصريف محصلاته بالداخل ؟

اننا بالمغرب نعلم في اطار بعض الفنون الشعبية ان امعاء المعز تصلح لالة الهجهوج / الكنبري ..كما تصلح للكرداس والتقلية …اما ان تستعمل امعاء الانسان للاعدام فهذا امر لم نسمع به ولم نقرا عنه الا في زماننا هذا الذي تنافس فيه “الدواعش” في اعدام المخالفين لهم بالسحل والحرق والاغراق او بالتفجير او بالذبح …و لديهم اقتراح جديد مبتدع الشنق بامعاء الانقلابي ؟؟

ان دول العالم التي تربطنا بها علاقات تعتبر ضرورية سياسيا وديبلوماسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا وامنيا تتتبع الشاذة والفادة عندنا سياسات عامة وتصريحات الحكام ولاحزاب السياسية والنقابات والمجتمع المدني …بل وحتى مواقع التواصل الاجتماعي والانترنيت …انهم يلتقطون ويتتبعون “الارهاب” وهو كلمة او تعليق او بيان قد يشكل تهديدا او خطورة على امنهم وامننا ..انهم يتعاملون بحساسية كبيرة مع قضايا وملفات استقرار وامن مواطنيهم …ومن هنا تتقاطع المصالح المشتركة معهم …فان اصبحنا في بلداننا مستانسين مع الكلام المشحون بالترهيب والمشجع على الارهاب ونستعمله حتى على سبيل المزاح والتنكيث فان الاخرين سيعتبروننا منطقة موبوءة وخطرة وغير امنة على اهلها وعلى مواطنيهم وان مصالحهم مهددة عندنا كما اننا سنصبح اينما توجددنا موضع شبهة ومتابعة ومراقبة …

ان البعض من الناس – والذين قد يدلون برايهم عندما يتم الاعداد للتشريع ووضع القوانين بالمؤسسات الدستورية وخارجها – يعتبرون ويرون ان من حرية التعبير كتابة مقالات او تعاليق او الادلاء بتصريحات تدعو الى ابشع صيغ الترهيب التي فيها تشنيع بجثة من اعدم وتلاعب باحشائه ودعوة اخرى وتحريض للاعداد لقتل انسان اخر ..

..نقول في هذه الحالة كان الله في عون امتنا تشريعا وافتاء ودولة حيث يصبح الحلال والمباح و الحرام والمكروه كراهة تحريم مدونين بالواحهم الخاصة ” المقدسة ” الاسلام منها براء …فيستبيحون اعراض الناس وخصوصياتهم .. ويستحلون نساءهم واموالهم و قد يسفكون دماءهم ..ولنا العبرة التي ما بعدها درس توضيحي اضافي في “الدول” او “التنظيمات” التي ادعت وتداعت السبق الى احياء دولة “كذا او كذا” والتي خرب الاقتصاد بها ومزقت المجتمعات والاسر و اشعلت نيران كل الفتن والماسي التي ظهرت منذ خلق الله ادم في سنواتنا هاته يصلى لهيبها وسعيرها النساء والعجزة والاطفال والناس كافة ..

ان كل هرطقات الذين يفتون ويوصون ويغردون ويدعون الى قتل المخالفين والمعارضين لهواهم هي عند البعض من حرية التعبير لهذا وجب على من يقف وراءهم ان يتقدم الى المنتظم الدولي بملتمس لتجديد وتحديث وملاءمة الاعلان العالمي لحقوق الانسان ..وان يتداعى الفقهاء من كل الاديان ليراجعوا مفاهيم وتوابث حقوق الانسان في الديانات لتتلاءم مع افكار ترى ان الارهاب حق من حقوق الانسان كفرد او كجماعة او كحزب او كدولة له ان يمارسه ولا اشكال …؟؟

ان البعض منهم لايرون حرجا في ان يعتبروا القتل والتفجير من حرية الفعل والارادة التي تدخل الجنة ..؟واصبحوا متشابهين مع بعض الشعوب البدائية والجاهلة التي تعتقد انها تتقرب الى الهها او الهتها بقتل النساء او الرجال ذبحا او احراقا او اطعاما لحيوانات مفترسة ..ولا حول ولا قوة الا بالله

انه لايمر يوم الا ونسمع او نقرا سخافات موغلة في التخلف ومخالفة للعقل والذوق السليم ومتعارضة مع شرع الله جملة وتفصيلا ..ان الذين يتهياون لاستحقاقات انتخابية في العديد من بلدان العالم الاسلامي والذين يوظفون الدين لمواجهة منافسيهم باصدار شبه احكام تخاطب العامة والبسطاء بان الديموقراطية متلازمة مع الكفر وبان العلمانية متعارضة مع الايمان بالدين.. وقولهم ان من صوت على بعض الاحزاب او الاشخاص تصريحا او تلميحا فسيدخل النار معها ..وفي هذا الامر خطورة ودعوة تحريضية للذين ينتظرون من يشرعن لهم ممارسة الارهاب بالصيغ المقدور عليها او الموصى بها …

ان من يتطاول على ما يختص الله به وحده من احياء واماتة ..وما يختص به من معرفة المؤمن من غيره …ومن سيدخل الجنة او غيرها ..قد تجاوز الشيطان في عدم امتثاله لاوامر الله ونافسه في الكيد واغواء الناس لاغراق الدنيا باهل جهنم لجهنم …

نخلص الى القول ان ما نراه في عالمنا المعاصر هو من اللعب بالنار التي تحرق من يلعب ومن يتفرج ومن يصفق وتاتي على الاخضر واليابس ..ان الكيس من يتعظ بغيره وبتاريخ الامم …

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ قَرَأَ الْقُرْآنَ حَتَّى إِذَا رُئِيَتْ بَهْجَتُهُ عَلَيْهِ ، وَكَانَ رِدْئًا لِلْإِسْلَامِ ، غَيَّرَهُ إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ ، فَانْسَلَخَ مِنْهُ وَنَبَذَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ، وَسَعَى عَلَى جَارِهِ بِالسَّيْفِ ، وَرَمَاهُ بِالشِّرْكِ ) ، قَالَ: قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَيُّهُمَا أَوْلَى بِالشِّرْكِ، الْمَرْمِيُّ أَمِ الرَّامِي؟ قَالَ: ( بَلِ الرَّامِي )” .

وقال: « من قتل مؤمناً فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً ».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *