آخر ساعة

الجزائر صاحبة شعار “حق تقرير مصير الشعوب”…ماذا قدمت للقارة الإفريقية؟

من الملفت للنظر أن الجولة الإفريقية للملك محمّد السادس جاءت في وقت انعقدت فيه قمة ـ عربية ـ افريقية في “مالابو ” في غينيا الاستوائية والتي تميّزت بمحاولة لاستفزاز المغرب الذي عاد أخيرا إلى موقعه الطبيعي في الاتحاد الإفريقي حيت تبيّن أن هناك موقفا عربيا مشرّفا ايّد المغرب في رفضه الاستفزاز المتمثّل في وجود أداة جزائرية اسمها جبهة “بوليساريو” في القمة فبمجرّد رفع علم ما يسمّى “الجمهورية الصحراوية” اعتبرته عدد من الدول إساءة للاتحاد الإفريقي وليس إلى المغرب ، حيث انتفض ممثلو المغرب لأنه لم تعد هناك حاجة لا الى علم “صحراوي” ولا الى ما شابه ذلك ما دام علم الجزائر رفع في القمة العربية  الإفريقية ، علما أن الأكثرية مع عودة المغرب الى الاتحاد الإفريقي وان الانفصال ليس له مكان هناك.

 

القمّة  لم تفقد معناها أصلا بسبب رفع علم “البوليساريو” فحسب، بل كان غياب المغرب إشارة إلى أن هناك من يسعى إلى تسخيف الاتحاد الأفريقي ، بدل العمل على تنشيطه وتحويله إلى جسم قادر على التعاطي مع التحديات الحقيقة التي تواجه دول القارة والتي وقفت مع المغرب وقضيته العادلة، كالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والأردن كما لا يمكن كذلك تجاهل أن دول مجلس التعاون الخليجي أقامت علاقات خاصة مع المملكة المغربية، ولأن هذا المجلس قد اتخذ موقفا لا لبس فيه من قضية الصحراء، التي هي في الأصل قضيّة مفتعلة تروم من خلالها الجزائر ابتزاز المغرب.

 

هناك عقدة جزائرية اسمها المغرب، الذي هو قصة نجاح قبل ايّ شيء آخر. النجاح المغربي يعود قبل أي شيء آخر إلى الابتعاد عن المزايدات و إطلاق شعارات جوفاء ك «حقّ تقرير مصير الشعوب» من اجل تحقيق مكاسب لا علاقات لها من قريب او بعيد بحقّ تقرير المصير فلو كانت الجزائر حريصة بالفعل على مصير سكان مخيمات تندوف ، لكانت أقامت لهم دولة فوق في أراضيها، إنها محاولة للمتاجرة بهذا الشعب المنتشر في منطقة واسعة معرّضة لمخاطر كثيرة من بينها التطرّف والفقر والإرهاب؟ هل من مبرر آخر لافتعال مشكلة اسمها الصحراء غير طموح الجزائر لإيجاد منفذ لها على المحيط الأطلسي، فضلا عن الإساءة إلى المغرب ؟

 

ان القطار التنموي والديمقراطي للمغرب يتقدم بخطوات تابثة، غير آبه بمناورات البوليساريو وصنيعتها الجزائر، فقد رحلت العديد من   الأوهام مع “هواري بومدين »، وإذا كان هناك من مشكك فليسأل كم بئرا حفرت الجزائر في افريقيا؟ ما هي مساهمتها في الحرب على الإرهاب والتطرّف؟ كم عدد الأئمة الذين دربّتهم وثقفّتهم من اجل نشر الإسلام المعتدل  وغيرها من الأسئلة المرتبطة بمستقبل القارة الإفريقية؟

 

لا شكّ أن الاتحاد الإفريقي مؤسسة مهمّة تستطيع لعب دور على صعيد القارة كلّها وعلى صعيد تحسين العلاقات بين دول القارة والعالم لكنّها لا ينبغي أن تتحول إلى ميدان للمناورات الفارغة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *