اقتصاد | هام

أكادير..المنتجون الزراعيون المغاربة يتباحثون مع نظرائهم الأفارقة سبل تطوير العلاقات البينية

انطلقت اليوم الثلاثاء بمركب البستنة التابع لمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بايت ملول، أشغال اللقاء المخصص للتداول بين فاعلين مغاربة في مجال إنتاج وتصدير الخضر والفواكه، ونظرائهم في عدد من الدول الإفريقية حول الإمكانيات المتاحة لتطوير العلاقات التجارية، والشراكة بين الجانبين.

وتستضيف هذه الندوة، التي تنعقد تحت شعار ” المرأة والفلاحة: البعد المغربي الإفريقي”، وفدا من الفاعلين الزراعيين والمستوردين والمصدرين والمسؤولين المؤسساتيين المنتسبين لخمس دول إفريقية، هي السنغال والغابون وساحل العاج وبوركينا فاسو ومصر.

وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء بالكلمة التي ألقاها وزير البيئة والاقتصاد الأخضر والتغيرات المناخية في حكومة بوركينا فاسو ، باتيو باسيير، والتي أكد من خلالها حرص بلده على إدماج المرأة في مسلسل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، خاصة في الشق المتعلق بالتنمية الزراعية، كما أبدى رغبة بلاده في الاستفادة من الخبرة المغربية في مجال التنمية الزراعية.

ومن جانبه، نوه سفير دولة الغابون المعتمد لدى المغرب ،عبد الرزاق غي كامبوكو، في كلمة مماثلة، بجودة العلاقات بين البلدين، معتبرا انعقاد هذه الندوة فرصة لمواصلة تمتين هذه العلاقات في الاتجاه الذي يخدم المصلحة المشتركة للشعبين والبلدين الشقيقين، ويقوي العلاقات بين طرفي نموذج ناجح للتعاون بين دول الجنوب.

وأكد الدبلوماسي الغابوني أنه مهما بلغت السياسات والاستراتيجيات التنموية من تطور، فلا يمكنها أن تبلغ الأغراض المتوخاة، ما لم يتم إدماج المرأة في المسلسل التنموي، مشيرا في هذا السياق إلى أن ولوج النساء لإمكانيات الاشتغال المتاحة في المجال الفلاحي حاليا بنسبة 20 في المائة فقط، من شأنه أن يساهم في الرفع من مستوى النمو الزراعي الحالي بمعدل 30 في المائة.

كما أبرز السفير الجهود التي تبذلها دولة الغابون من أجل إدماج المرأة في مسلسل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث أشار في هذا السياق إلى أن حكومة بلاده وضعت مجموعة من السياسات التنموية التي شملت تطوير النشاط الفلاحي، كما تم إطلاق مبادرات تشجيعية في هذا السياق من ضمنها، على الخصوص، جائزة رئيس الجمهورية الغابونية الموجهة لتشجيع ودعم أفضل التجارب النسائية في مجال التنمية الزراعية.

أما المندوب الخارجي لوزارة الزراعة المصرية ، سامح عبد الهادي، فأشار في كلمته إلى الأهمية القصوى للتعاون والتبادل في التغلب على الإكراهات الناتجة عن الطلب المتزايد على الغذاء بفعل التزايد السكاني، مبرزا أهمية التركيز على توظيف التكنولوجيا في النظم الزراعية، وتطوير وتبادل الأبحاث العلمية، لاسيما في ظل محدودية الأراضي الصالحة للزراعة، وتقلص الموارد المائية.

كما أبرز المسؤول المصري أهمية توظيف وسائل الإعلام في توعية وإرشاد المزارعين، ومن ضمنهم فئة النساء اللواتي يضطلعن بدور ريادي في التنمية القروية، مشيرا في هذا السياق للتجربة المغربية الناجحة في مجال التعاونيات الفلاحية النسائية ، سواء في شقها المتعلق بالإنتاج والتنظيم، أو التثمين والتسويق.

وركزت باقي المداخلات على إبراز عدد من المكتسبات التي تحققت لفائدة الفلاحة المغربية بفعل إطلاق مخطط “المغرب الأخضر”، خاصة على صعيد منطقة سوس ماسة، التي تعرف مستوى متقدما من الابتكار وتوظيف التقنيات المتطورة في الإنتاج الزراعي، الشيء الذي أهل هذه المنطقة لتحتل مكان الصدارة على الصعيد الوطني في ما يتعلق بالصادرات المغربية من المنتجات الفلاحية، خصوصا منها الحوامض والبواكر.

ومن المقرر أن تنكب أشغال هذا اللقاء على مناقشة عدد من القضايا المتعلقة بالإمكانات المتاحة لتنويع الأسواق الخارجية لترويج المنتجات الفلاحية المغربية، إلى جانب بحث الفرص والإكراهات المرتبطة بالأسواق الإفريقية.

كما ستتاح الفرصة خلال هذا اللقاء لعقد مباحثات ثنائية بين أعضاء الوفد الإفريقي ، وعدد من الفاعلين الزراعيين والمسؤولين المؤسساتيين المغاربة لمناقشة الفرص الممكنة لتطوير علاقات التجارة والاستثمار والشراكة في مجال النشاط الفلاحي، وتصدير واستيراد المنتجات الزراعية.

وتجدر الإشارة إلى أن أعضاء هذا الوفد الإفريقي ، الذي حل بالمغرب في إطار فعاليات الدورة الثامنة لجائزة المغرب للخضر والفواكه (طروفيل 2017) ، قاموا أمس بزيارة لبعض المنشآت الفلاحية في منطقة سوس همت بالخصوص وحدة عصرية لتلفيف المنتجات الزراعية، إلى جانب زيارة ضيعة نموذجية لإنتاج الحوامض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *