جهويات

لقاء تواصلي.. المطالبة بوضع برنامج عمل للتعريف بالنقوش الصخرية وحمايتها بإقليم طاطا

دعا مشاركون في لقاء تواصلي حول الفن الصخري، نظم خلال الأسبوع المنصرم بمقر عمالة إقليم طاطا، إلى ضرورة وضع برنامج عمل بتنسيق مع مختلف الشركاء والمتدخلين والأطراف المعنية قصد التعريف بمواقع الفن الصخري بإقليم طاطا وتوفير الحماية لها وتثمينها عبر إدماجها في مخططات التنمية المجالية. كما طالب المشاركون بضرورة العمل على إنجاز مشروع المركز الإقليمي للفن الصخري للتعريف بالتراث الأثري عبر مجموعة من الأنشطة التربوية والثقافية.
وقد كان اللقاء من تنظيم مجلس جهة سوس ماسة بشراكة مع المديرية الجهوية لوزارة الثقافة والمركز الوطني للنقوش الصخرية وبتعاون مع المجلس الإقليمي وعمالة إقليم طاطا،
وذلك في إطار التعريف بمواقع الفن الصخري والمساهمة في المحافظة عليها وتثمينها بالجهة.
وركزت تدخلات المشاركين على مؤهلات وواقع التراث الصخري بالإقليم، وتنظيم ورشة عمل مع ممثلي الجماعات المحلية وجمعيات المجتمع المدني المستهدفة مثل جماعات أيت وابلي، سيدي عبد الله أومبارك، تمنارت، فم الحصن وتيسينت وجماعة أقا.
وفي تصريح لجريدة “مشاهد” قال أحمد موموس مدير المركز الوطني للنقوش الصخرية أن اللقاء “يهدف إلى لفت الإنتباه إلى مواقع النقوش الصخرية باعتبارها تراثا عريقا والتحسيس بدورها كرمز للذاكرة والتاريخ الذي يجسد حضور الإنسان في المنطقة لالاف السنين . إضافة إلى توعية الفاعلين المحليين بأهمية المحافظة على هذا الموروث الثقافي والأثري، واعتباره ثروة يمكن استثمارها في التنمية المجالية والترابية خاصة وأن إقليم طاطا يتوفر على أزيد من مائة موقع للنقوش الصخرية تجسد مراحل تطور نمط حياة الإنسان بالمنطقة في علاقته بالصحراء وبالشمال المغربي.”

وعن أهم المشاريع والتدابير التي اتخذتها الجهات الوصية للحفاظ على النقوش الصخرية في إقليم طاطا أفاد، يضيف أحمد موموس في تصريحه للجريدة أنه تم إنجاز مونوغرافيا وجرد أولي لمواقع النقوش الصخرية، إضافة إلى إبرام اتفاقيات مع بعض الجمعيات والجماعات المحلية من أجل إحداث فضاءات للإستقبال والتعريف بهذا الموروث الأثري والمحافظة عليه، حيث تم في هذا الإطار إحداث فضاءات في ثلاث جماعات ترابية، فم الحصن،ايت وابلي وايت عبد الله أومبارك. كما قامت وزارة الثقافة بوضع حراس لهذه الفضاءات خاصة منها المتواجدة وسط التجمعات السكنية الكبرى. ورغم أهمية هذه الإجراءات فقد اعتبرها أحمد موموس غير كافية للحفاظ على هذا الموروث الأثري الذي يحتاج إلى انخراط الفاعليين المحليين من أجل حمايته وإعادة الإعتبار له .

وركزت تدخلات المشاركين على ضرورة تنفيذ ما جاء باللقاء من خلال ثلاثة محاور أساسية تمثلت في الجرد والتويثق العلمي لكل المؤهلات التراثية المرتبطة بالفن الصخري وتوفير الحماية القانونية باعتماد النصوص التشريعية المرتبطة بحماية التراث الثقافي وتفعيل إجرايات التقييد أو التسجيل في لائحة التراث الوطني ،إضافة إلى الترتيب والتصنيف وهي إجراءات مفصلة في القانون 22.70 المعدل بالقانون 19.05 مع وجود مرسوم تطبيقي في هذا المجال.
وفي نهاية اللقاء التواصلي، أشار المتدخلون إلى ضرورة إجراء المجالس الجماعية لدراسة الجدوى قبل إنشاء أو تشييد مشاريع البنية التحتية وإدماج مواقع الفن الصخري في مخططات التهيئة المجالية، لضمان حمايتها وتفاديا لكل الأخطار التي تهددها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *