مجتمع | هام

التجارة في البؤس…هكذا يتم “استغلال” الفقراء بالمراكز الصحية بالمغرب

في قصة نشرها الطبيب المغربي زهير لهنا، واعتبرها مثال استغلال لضعف الفقراء من طرف بعض الأطباء، عندما يدفعونهم إلى العلاج في المصحات الخاصة لأجل الحصول على أموالهم، عانت سيدة اسمها فاطنة من “متاجرة” بصحتها، عندما وجهتها طبيية في مركز صحي عمومي للقيام بعملية جراحية خارج المركز، رغم أن هذا الأخير مخصص لمرافقة المرضى من هذا النوع.

وجاء في تفاصيل القصة التي نشرها لهنا اليوم الجمعة على صفحته بفيسبوك، أن فاطنة، وهي أم لثلاثة أبناء، تعمل في التنظيف، تبلغ من العمر 52 سنة، عانت من نزيف مصدره الرحم، رغم بلوغها سن اليأس، وطلب منها طبيب عمومي الاتجاه إلى مركز صحي تابع لمؤسسة لالة سلمى للوقاية وعلاج السرطان بمدينة الدار البيضاء لأنه كان يشتبه في معاناتها من سرطان.

وداخل هذا المركز، ودون أن تقوم بدراسة حالتها، طلبت منها طبيبة أن تقوم بفحص بالصدى في مصحة خاصة، يبلغ ثمنه 300 درهم ، وبعد ذلك أخبرتها أن لديها ورم في الرحم، عليها إزالته بالليزر في مصحة خاصة كذلك بثمن يصل إلى 4500 درهم.

ويعاني زوج فاطنة هو الآخر من سرطان القولون، كما أن أكبر أبنائها الذي كان يساعدها على تحمل أعباء الحياة، جرى الاعتداء عليه لأجل السرفة وكُسر في فكه، ممّا استدعى دفع 1500 درهم في المستشفى. كما تعاني فاطنة من مرض جلدي أدى إلى نفخ يديها وتسبّب لها في إعاقة دائمة. وتعالج فاطنة شهريا بسبب هذا المرض بما يبلغ ألف درهم، يساعدها في أدائها عدد من المحسنين.

وقال زهير لهنا: “لم أكن أعرف أن تقنية تحويل المرضى من العلاج في المستشفيات العمومية إلى المصحات الخاصة لأجل سلبهم المال توجد كذلك في المراكز المجانية المخصصة لمحاربة السرطان، وبل وأكثر أن يقع ذلك في مركز يحمل اسم زوجة الملك. هذه المراكز التي يتم تقديمها للمغاربة في الوصلات الإشهارية على أنها مجهزة وأنها موجودة لأجل التشخيص المبكر ومرافقة المصابين بالسرطان”.

وأضاف لهنا أنه عند سماعه لهذه القصة خلّف لديه إحساسا بالغضب وغياب العدالة، متسائلا: “كيف وصلنا إلى غياب الإحساس أمام أحزان الآخرين، وكيف نقوم بجعل الصحة تجارة دون الخوف من العقاب؟”، متابعًا: “إلى كل من رفعوا مؤخرا شعار لا للفتنة بعد طحن مواطن بالحسيمة في شاحنة نفايات، هل رأيتهم فتنة أقوى من هذه؟ فتنة امتصاص دم الفقراء واستغلال ضعفهم وجهلهم؟”

وأضاف الطبيب الذي اشتُهر بفتح مركز مخصصّ لعلاج اللاجئين السوريين والفقراء بالمجان أن التحرك ضد كل أشكال غياب العدالة هو ما يمكن أن يوّفر على المغاربة هذه الفتنة، متحدثًا عن أن النخبة السياسية والاجتماعية تساعد أشكال غياب العدالة بصمتها وسلوكها غير المسؤول.

وأكد لهنا أنه تكلّف بأداء مصاريف علاج هذه السيدة، وأنه يصلي حتى لا يتم اكتشاف سرطان في الفحوصات التي قام بإجرائها لها عندما زارته في مركز “إنجاب” الذي يعمل به، مشيرًا إلى أنه، عندما ينددّ بسلوكيات الأطباء الذين يستغلون ضعف المرضى، فهو لا يقوم سوى بواجبه، مردفًا أنه سيستمر في محاربة كل أشكال الظلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *