منوعات | هام

قصة مثيرة جدا…شفيق نيبو: هكذا “تلفظ” مصر الفنانين المغاربة

شفيق عمر نيبو، فنان مغربي، اشتهر بعد الضجة التي عقبت مشاركته في تجارب أداء برنامج اكتشاف المواهب “آراب أيدول” في نسخته الثالثة سنة2013، وذلك عند تصريحه للجنة الحكم بأن الفنانة المصرية شيرين عبدالوهاب كانت تغني خلفه كـ”كورال” في فترة إقامته بمصر.

اللغط الذي خلفه نيبو لم يتوقف بعد عرض الحلقة التي شارك فيها -التي حصلت على نسبة مشاهدة عالية- بل استمر إلى ما بعد ذلك بفترة.

كان مطرباً وعضو نقابة في المغرب قبل التفكير في الهجرة لمصر وطموحه الكبير هو سبب إصراره على النجاح في أرض الكنانة.

مشاركة نيبو بـ”آراب أيدول” لم تكن أولى تجاربه، بل سبق ذلك مشاركته في مجموعة من اللقاءات والحفلات الفنية في القاهرة بمصر “راكمت تجربة فنية لا بأس بها في وسط فني لا يقبل بالذكور الأجانب”، يقول نيبو .

التحق شفيق في مراهقته بالمعهد الوطني للموسيقى، الذي كان يضم مجموعة من كبار رواد الموسيقى المغربية كمدرسين، احتكاكه بالكبار بعد انضمامه للنقابة الحرة للموسيقيين المغاربة كمطرب عضو نتج عنه أغنيته الأولى “الله عليك يا بلادي”، التي كانت السبب في قبوله من طرف لجنة الاستماع في الإذاعة وقتها، قام بتصويرها مع الجوقة الوطنية، ليتم بثها في أول ظهور له على شاشة التلفزيون والإذاعة الوطنية يوم 3 مارس سنة 1999 باسم “شفيق عمر” وذلك في آخر ذكرى عيد العرش  في عهد الملك الراحل الحسن الثاني.

بعد النجاح الذي حققته هذه الأغنية الوطنية، قام بإنتاج أغنيتين في نفس السنة، إلا أن ضعف التقنيات والمعدات في المغرب دفعه لأن يطير إلى مصر ليكون بين نجومها.

 

لولا زواج الفنانات المغربيات من مصريين لما نجحن

 

تم احتضانه من طرف السفارة المصرية بالرباط، وتلقى التشجيع من قبل المستشارة الثقافية المصرية السابقة، هناء قريم، التي حرصت على حضوره للعديد من المناسبات والمهرجانات التي يحضر فيها ضيوف وفنانون مصريون كنور الشريف ومنى زكي في بداياتها، والذين قاموا بدورهم بتشجيعه على السفر إلى القاهرة والانطلاق من هناك.

إلا أن كل ما بناه من أحلام حطمته التجربة التي مر بها في مصر، وكل التشجيع الذي تلقاه في المغرب تبخر في القاهرة.

عند وصوله للقاهرة قرر القيام بجولة على بعض شركات الإنتاج والملحنين الذين أعجبوا بصوته. إلا أنه فوجئ بأن الوسط الفني المصري لا يرحب بالفنانين المغاربة الذكور، واكتشف كذلك أن المطربات المغربيات اللاتي سطع نجمهن في المشرق لم يكن ذلك نتيجة لموهبتهن فقط، بل لزواجهن بموسيقيين مصريين لتفتح لهن الأبواب.

“الديفا سميرة سعيد بقيت عاطلة عن العمل لمدة طويلة، إلى أن ارتبطت بهاني مهنى الذي انفصلت عنه لرفضه فكرة الإنجاب، والفنانة ليلى غفران لولا زواجها كذلك لما نجحت، وآخرهن جنات مهيد وزواجها بمحمد ضياء الدين، وليس هذا فقط، بل يشترطون عليهن بأن لا يمثلن سوى الفن المصري غناء وحديثاً”، يقول شفيق نيبو.

 

بداية المشوار من القاهرة

 

قضى نيبو في القاهرة أربع سنوات، التحق فيها بكلية التربية الموسيقية بالزمالك قسم دراسات خاصة فور وصوله، ليصقل موهبته الفنية ويكمل دراسته، إلا أن القدر لعب لعبته ليلتقي بالمخرج المسرحي الدكتور عبدالرحمن عرنوس ويعرض عليه الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية بالجيزة ويمنحه دور البطولة لمسرحية تحت عنوان “الطوفان” من إنتاج قطاع الدولة.

بعد هذه التجربة المسرحية تنوعت أنشطته بين حفلات متنوعة وإطلالات إعلامية وإذاعية، ما سمح له بتكوين علاقات مع ملحنين كبار أشادوا بصوته، ليقع اختياره على نقيب المهن الموسيقية آنذاك، الموسيقار حسن أبو السعود، ملحن أغنية “أنا كنت في الجنة”، الذي أعجب بصوته وخيره بين أن يقوم بإنتاج أغنيتين لنفسه وبعدها يساعده على إيجاد شركة إنتاج مناسبة تكمل إنتاج الألبوم، وتقديمه في ليالي التلفزيون التي تعتمد في التلفزيون المصري، أو أن يعطيه تصريحاً نقابياً يخول له الغناء في النوادي الليلية والفنادق.

يقول شفيق نيبو : “رفضت الخيار الثاني، إذ إني أنحدر من أسرة ميسورة ومحافظة نوعاً ما، توفر لي سبل العيش الكريم في أرقى أحياء القاهرة، وبالتالي لم أكن في حاجة لتقديم تنازلات من أجل الوصول لما أطمح إليه”.

يرى نيبو أنه اختار الطريق السليم، موضحاً “وثقت في حسن أبو السعود خصوصاً بعد نجاحه مع الفنان إيهاب توفيق وراغب علامة في أغنية “آسف حبيبتي”، والأعمال التي قدمها للفنانة أصالة”.

وتابع “من هنا جاءت أغنية “أنا كنت في الجنة”، لكن بعد صدور الأغنية أصبح أبو السعود يتهرب مني، لتتحول الوعود إلى أوهام وسرقة وتهديد غير مباشر، مما دفعني لمغادرة مصر بعد أن أغلقت الأبواب في وجهي”.

 

علاقة نيبو بشيرين

 

علاقة نيبو وشيرين “ابتدأت أثناء تسجيل أغنية “أنا كنت في الجنة”، حيث غنت كورال خلفه رفقة المغني أحمد سعد، وكانت وقتها مخطوبة للموزع الموسيقي مدحت خميس الذي كان حينها موزعاً مغموراً”، يقول نيبو قبل أن يضيف “اخترته ليوزع أولى أغنياتي في مصر”.

لكن بعد مرور السنوات والنجاح الكبير الذي حققته نجمة مصر السمراء، التقيا مجدداً في أحد الفنادق ببيروت وبادر “نيبو” بالذهاب ليبارك لها على النجاح المستحق الذي حققته، إلا أن شيرين التي كانت رفقة نصر محروس مدير أعمالها ومنتج ألبوماتها أنكرت معرفتها به، قائلة: “أنا معرفكش”، حسب المغني المغربي.

وأضاف: “هذا ما قامت به كذلك أثناء استضافتها من طرف الإعلامية وفاء الكيلاني في برنامج “قصر الكلام” على قناة “إم بي سي”، حيث قامت هذه الأخيرة بحذف الحلقة من الإنترنت بعد تبين كذب شيرين”.

 

تجربة لبنان

 

بعد تجربته في القاهرة وعودته للمغرب حاول نيبو الاندماج في الوسط الفني المغربي، لكنه وجد أن الأمور ما زالت كما تركها، نفس المستوى التقني والفني، وحدثت الصدفة مجدداً أن التقى بإحدى الإعلاميات في الإذاعة الوطنية المغربية الإعلامية، سميرة الأشهب، التي اقترحت عليه السفر إلى لبنان، وقامت بالتنسيق مع فؤاد حمدان رئيس إذاعة لبنان آنذاك الذي استقبله ببيروت وعرفه على المخرج سيمون أسمر.

لجأ المغني المغربي إلى شركة روتانا التي رحبت به “إلا أنه توصل بعد أيام قليلة لمقابلته لشيرين، لقرار عزوف روتانا عن التعاون معه”، يقول شفيق نيبو مضيفا “بعد حوار كشفت فيه ما حصل لي في مصر مع مجلة “الجرس” لنضال الأحمدية، وبعد علم أبو السعود بإقامتي في بيروت تكررت عملية التعتيم والحصار الفني” حسب قول نيبو.

قام شفيق نيبو بعدها بالمشاركة في العديد من الأنشطة والحفلات بين لبنان وسوريا وأبو ظبي، وأنتج أغنيتين مع الملحن اللبناني نبيل غزاوي وصور فيديو كليب من إخراج “صبحي أبي حبيب” عرض على قناة “ميلودي” لمدة أسبوع وتم إيقاف عرضه، حسب نيبو.

“بعد مقتل الرئيس الحريري تحول لبنان إلى جحيم واندلعت حرب إسرائيل على لبنان” يقول المغني المغربي متابعاً “فما كان علي سوى العودة للمغرب وإسدال ستار الفن بآخر حفل كضيف شرف بالمسرح الملكي بمدينة مراكش”.

غيرت الوجهة للتجارة ودراسة التصميم الداخلي والديكور، يقول شفيق نيبو مواصلاً سرد تفاصيل قصته “إلا أن حلم الفن ظل يراودني، الذي لم يستطع أن يرى فيَّ غير شفيق الفنان لا المصمم أو التاجر”.

 

آراب أيدول

 

وبعد نجاح النسخة الأولى من “آراب أيدول” وتألق الفنانة المغربية دنيا باطما، قرر نيبو أن يعطي لنفسه فرصة أخرى وأن يبدأ من الصفر.

يقول نيبو عن التجربة “لجنة الحكم التي تظهر على التلفزيون ليست نفسها التي تكون في تجارب الأداء الأولية التي تجول عبر العالم العربي”.

ويتابع: “المشاركون يمرون في مرحلة من التجارب قد نقول إنها “مزيفة” يختارون من بينها بعض النماذج التي ستسافر إلى بيروت، سواء من الناجحين أو الفاشلين، ليعرضوا أمام لجنة الحكم التي يعرفها المشاهدون”.

ويسرد المغني المغربي تجربته قائلاً “في حالتي قمت بملء الاستمارة ذاكرا جميع تجاربي الفنية ورصيدي الغنائي، حينها سألني أحد المنتجين، لماذا لم أشارك في “ذا فويس” فأجبته بأني لا أقبل على نفسي أن تقيمني مطربة كانت تغني خلفي كورال يوماً ما (رغم احترامي للعاملين في الكورال لأنه بحد ذاته مدرسة). بعد ذلك سألته عن النتيجة، هل تم قبولي أم أعود إلى بيتي فأخبرني أني سأذهب إلى بيروت وأن صوتي جميل”.

“قبل دخولي لقاعة الكاستينغ، سمعت أحلام تقول “هادا لي راح نعمل فيه المقلب” وتضحك، دخل وغنى ثلاث أغانٍ لكنهم قاموا بإقصاء أغنية أم كلثوم في المونتاج الذي أظهره كمغرور متعجرف في التقرير، والأمور ليست كما ظهرت للمشاهدين على التلفاز”، يقول نيبو مضيفا “لم أقم باستفزازهم فقط أجبت عن الأسئلة المطروحة علي بكل صدق ودون تزييف، والمونتاج قام بتزوير الحقائق وأظهرني في صورة مشينة”.

 

“مؤامرة” طوني خليفة

 

بعد ما حدث في تجارب أداء “آراب أيدول” واللغط الكبير الذي تبع بث الحلقة، تمت استضافة نيبو من طرف العديد من المجلات والبرامج العربية، إلا أن أبرز خروج له كان على قناة “القاهرة والناس” في برنامج “موضوع للنشر” مع الإعلامي اللبناني طوني خليفة.

كشف نيبو عن “المستور في قضيته”، كما يحب أن يصفه “وكان السبب في كسب تعاطف المزيد من المشاهدين، إلا أنه تم التلاعب في جودة صوتي”.

خرج شفيق بعدها بتصريح يتهم فيه طوني خليفة بـ”تدبير مؤامرة ضده ليرضي صديقتيه أحلام وشيرين، ويبرر موقفه قائلاً: ” كان من المفروض أن نصور البرنامج على ثلاث حلقات، قمنا بتصوير الحلقة الأولى والثانية، حينها اكتشفت أن فريق البرنامج عمل على تنشيز صوتي قصداً ليظهرني بشكل خاطئ فقمت بسؤال طوني عن ذلك، وكان هذا هو الخطأ الذي ارتكبت فعزفوا عن تصوير الحلقة الثالثة التي تتضمن الدلائل، بالإضافة إلى تسريب طوني لفيديو كواليس أغنية أنا كنت في الجنة الذي يظهر شيرين تغني صوتاً وصورة، الذي كان طلب مني أن أرسله له ليتم عرضه حصرياً أثناء عرض البرنامج.

 

“شمسي ستشرق من مغربها”

 

ما حدث مع شفيق نيبو في “آراب أيدول” حقق له بعض الانتشار، ودفعه للتفكير في استغلال ما حدث لكن هذه المرة بعيداً عما يعتبره “مستنقع الفن”، فاختار أن يغير الوجهة من الشرق إلى الغرب، بحيث يعمل الآن على مجموعة من الأغاني، لكن هذه المرة باللغة الإسبانية، وبتعاون مع فنانين من إسبانيا وفنزويلا، التي يقول إنها ستصدر قريباً.

وعن هذا التغيير يقول: “لا أستطيع المغامرة بإنتاج أغنية عربية بأي لهجة كانت، على الأقل الجمهور الإسباني سيقدر مجهودي”.

وتابع نيبو قائلاً “من يعلم ما ينتظرني غداً ربما إن لم تشرق شمسي من مشرقها لعلها تشرق من مغربها”.

وسيكون إنتاج نيبو الجديد بتعاون مشترك مع الموسيقي الإسباني “نويل طوريس” حيث سيقوم بإطلاق نفس الأغنية الإسبانية التي غناها مسبقاً في “آراب أيدول” كتكريم بصوته لصاحبة العمل “روثيو خورادو”، لكن بتوزيع جديد كخطوة لكسب تعاطف الجمهور الإسباني.

بالإضافة إلى شروعه في العمل على أغنية سينغل من كلمات وألحان فنان فنزويلي.

وتلقى المغني اتصالات من متعهدي حفلات إسبان لتوقيع عقود إحياء سهرات في جنوب الأندلس، لتكون بداية النجاح بعد صراع طويل مع الفشل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *