متابعات

الصحراء المغربية…ماذا يحدث في منطقة الكركرات؟

 تعرف منطقة الكركرات في الصحراء المغربية، على الحدود مع موريتانيا، فصلا جديدا من المواجهة بين المغرب والبوليساريو، وصلت حد التلويح بإمكانية خرق اتفاق وقف إطلاق النار، وعودة الطرفين إلى الاشتباكات المسلحة التي توقفت رسميا عام 1991.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أمس الجمعة، عن قلقه العميق إزاء تزايد التوترات في محيط الكركرات، داعيا المغرب وجبهة البوليساريو إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب تصعيد التوترات من جانب الجهات العسكرية أو المدنية، كما طالب بعدم عرقلة الحركة التجارية العادية، وإلى عدم اتخاذ أي إجراء قد يشكل تغييرا للوضع الراهن في القطاع العازل.

 ونادى الأمين الأممي من الطرفين سحب عناصرهم المسلحة من القطاع العازل بالصحراء  دون شروط، وخلق بيئة لاستئناف الحوار، كما دعا إلى الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار.

أين تقع الكركرات؟

تقع الكركرات على الجانب الحدودي مع موريتانيا، وتحديدا في منطقة عُرفت بقندهار لكونها خالية بشكل كبير من البشر والبنايات. تعد الكركرات منفذا بريا رئيسيا يجمع المغرب بموريتانيا، ويملك المغرب مركزا حدوديا في الكركرات، يمثل هذا المركز آخر نقطة من منطقة الصحراء التي تخضع للنفوذ المغربي.

مباشرة بعد المركز الحدودي المغربي، يتم تخطي الجدار الرملي الذي شيده المغرب في إطار وقف إطلاق النار، وتدخل الطريق في المنطقة العازلة منزوعة السلاح وفق تسميات الأمم المتحدة،وتعرف هذه الرقعة الجغرافية تلغيما واسعا.

لا تستمر الطريق في هذه المنطقة سوى حوالي 3,7 كلم وفي أقصى الحالات 5 كلم، لتصل بعد ذلك إلى المركز الحدودي الموريتاني، ممّا يبين أن النزاع الجديد يخصّ هذا الشطر من طريق الكركرات الذي يوجد في منطقة تقول البوليساريو إنها تخصها، غير أن تناقل جنود من البوليساريو مؤخرا صورا لهم على شاطئ المحيط الأطلسي المحاذي للصحراء، ينذر بأن الأزمة قد تكون أكبر من الطريق.

كيف تطوّر الوضع؟

لم تكن قوات البوليساريو تقف سابقا في هذا الجزء من الصحراء، بيدَ أن إرسال المغرب لمهندسين صيف العام الماضي لأجل مدّ طريق من المركز الحدودي المغربي باتجاه نظيره الموريتاني بدأ مرحلة المواجهة، احتجت الجبهة رسميا على هذا الوضع، وراسلت مجلس الأمن، وهنا رّد المغرب أن نشاطه في الكركرات يأتي لمحاربة التجارة غير المشروعة وأنه يحترم قرار وقف إطلاق النار.

استمر التوتر إلى أن بلغ أوجه هذا الشهر، بعد حديث أصحاب شاحنات مغاربة عن قيام جنود جبهة البوليساريو بتوقيفهم وإجبارهم على تنكيس الأعلام المغربية وهناك من اتهم الجنود بالإساءة لهم، وفي هذا يدخل اتصال الملك محمد السادس بالأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إذ قال إن هناك استفزازات من عناصر البوليساريو، وهو نفس الوصف الذي استخدمه أحمد غالي، الأمين العام للجبهة، للرّد على المغرب خلال اتصاله بغوتيريس.

وتوجد حاليا قوات البوليساريو على بعد 120 مترا من قوات المغرب، في أقرب تقارب جغرافي يقع بين الطرفين منذ وقف إطلاق النار عام 1991، بعد نهاية النزاع المسلح الذي جمع المغرب والبوليساريو منذ عام 1975، وقد تدخلت قوات المينورسو لأجل الحيلولة دون اندلاع اشتباكات بين الطرفين، ولا يزال الوضع على ما عليه منذ غشت 2016.

إلى أين يمكن أن يصل التوتر؟

في حوار سابق له مع موقع مسارات الموريتاني، قال وزير دفاع البوليساريو، عبد الله لحبيب بلال، إن “الوضع قابل للانفجار في أي لحظة”، وإن الجبهة تمارس “سيادتها” على المنطقة التي يقع فيها النزاع الأخير، في تلميح منه بالإجابة بنعم على سؤال تمحور حول هل ستقوم الجبهة بتشييد مناطق عبور وجمركة في الكركرات تقوم فيها بختم جوازات السفر، وهي خطوة، لو تمت، ستزيد من احتقان الوضع بما أن المغرب لن يقبل ختم جوازات مواطنينه بما يرمز للبوليساريو.

المغرب الذي عزّز علاقاته الاقتصادية مع دول إفريقيا غرب القارة، خاصة مع إعلانه طلب الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا، يبقى مهتما للغاية بتقوية معبر الكركرات، وهو وضع لا تنظر له البوليساريو بعين الرضا، في وقت تحاول فيه موريتانيا البقاء على أقصى درجات الحياد ممّا يحدث قرب حدودها، وتحاول إمساك العصا من الوسط في علاقاتها مع الطرفين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *