عبرت جهات مقربة من جبهة البوليساريو تعليقا على زيارة زعيم الجبهة إبراهيم غالي ـ بطلب منه– إلى مقر الأمم المتحدة بنيويورك عن امتعاضها من صرامة الأمين العام من بقاء ميلشيات تابعة للجبهة بمنطقة الكركرات، وذلك بعد الانسحاب الأحادي الجانب الذي قام به المغرب بعد اتصال هاتفي بين الملك محمد السادس والأمين العام أنطونيو غوتريس.
وقالت وسائل إعلام مقربة من البوليساريو إن « الجبهة ترفض الانسحاب من منطقة الكركرات رغم الضغوط الكبيرة التي يمارسها المنتظم الدولي »، كما عكست مقالات عديدة بإعلام البوليساريو الموقف الصارم الذي تعامل به الأمين العام الجديد مع وفد البوليساريو، إذ عبرت عن صدمتها من موقف أنطونيو غوتريس بخصوص القضية.
ووجدت جبهة البوليساريو، بسبب موقفها من قضية الكركرات، نفسها في مواجهة مباشرة مع منظمة الأمم المتحدة، كما دخلت الجبهة من قبل في مواجهة مع المهمة الأممية المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار في الصحراء، بعد سنوات من العلاقات الودية في ولايتي الأمين العام السابق، الكوري بان كي مون.
ولم يخف « وزير » دفاع الجبهة هذه المواقف عندما خرج بتصريحات تصعيدية وهجومية في مواجهة بعثة الـمينورسو التابعة للأمم المتحدة، مباشرة بعد استقباله مؤخرا لممثلة الأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة بعثة المينورسو، الكندية “كيم بلدوك”. هذه الأخيرة التي كانت محط اعتراض قوي من جانب المغرب عندما عيّنها بان كي مون، وبقيت ممنوعة من الالتحاق بمقر البعثة الرئيس في مدينة العيون، تحوّلت إلى ضيف ثقيل في مخيمات البوليساريو بتندوف الجزائرية، لحملها رسالة الأمين العام الأممي الجديد، البرتغالي أنطونيو غوتريس، الداعية إلى انسحاب جميع القوات العسكرية من منطقة الكركرات الرابطة بين المغرب وموريتانيا.
وفي تهجمه المباشر على بعثة الأمم المتحدة في الصحراء، تساءل المسؤول في البوليساريو عن دور الأمم المتحدة في نزاع الصحراء، بعد قيام المغرب بطرد جزء من مكونها السياسي والمدني، وهي الخطوة التي أقدم عليها المغرب في العام الماضي.
وقالت وكالات أنباء عالمية إن الأمين العام الجديد للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس يسعى إلى عقد لقاء رسمي عال المستوى مع المغرب من أجل تدارس المستجدات في ملف قضية الصحراء، وأخذ رأي المغرب بخصوص المبعوث الجديد الذي سيعوض المستقيل كريستوف روس، الذي فشل في حلحلة الوضع، وخلق مشاكل في المغرب بسبب انحيازه للانفصالين، كما أشارت الوكالات إلى أن الأمين العام استقبل الجمعة الماضي إبراهيم غالي زعيم جبهة “البوليساريو” بطلب من الأخير وذلك لتفادي عقوبات أممية باتت وشيكة.