مجتمع

خسارة البيجيدي الانتخابية بسيدي إيفني .. الدلالات

استطاع الغريمان الشرسان لحزب العدالة والتنمية، حزبا الإستقلال والأصالة والمعاصرة، انتزاع مقعدي البيجيدي بكل من سيدي افني ومولاي يعقوب، في الانتخابات الجزئية التي أجريت يوم 24 أبريل بعد إسقاط المجلس الدستوري لعضوية برلمانيين.

هذه الانتخابات الجزئية ورغم عدم أهميتها عدديا فقد حظيت بمتابعة كبيرة على مستوى الرأي العام الوطني باعتبارها مقياسا لشعبية الحزب الذي يقود الحكومة، حزب العدالة والتنمية، على اعتبار أن مرشحيه تنافسا في كلا الدائرتين.

وهكذا شهد إقليم سيدي افني إنزالا لقيادات الحزبين حيث حضر من جانب العدالة والتنمية كل من سعد الدين العثماني، ومصطفى الخلفي، والشوباني، وبووانو، أما حزب الاصالة والمعاصرة فقد مثله حضوريا كل من بنشماس، والباكوري، وإلياس العماري، ووهبي.

وبعد فرز النتائج تلقى حزب العدالة والتنمية “صفعة” انتخابية في هاتين الدائرتين المحليتين، عندما فاز مرشح التراكتور محمد أبودرار بمعركة سيدي افني بأزيد من 8000 صوتا وهو ما يمثل 48,23 %، فيما فاز مرشح الميزان حسن شهبي بمعركة مولاي يعقوب بـ 9719 صوتا أي 59,58% من الأصوات.

وكالعادة، ومباشرة بعد إعلان النتائج، سارع حزب العدالة والتنمية إلى التشكيك في نتائج الانتخابات الجزئية، وكال الاتهامات من جديد إلى منافسيه باستعمال البلطجة والمال الحرام، كما لوح بالطعن في النتائج المعلن عنها أمام المحكمة الدستورية من أجل إعادة الانتخابات.

وفسر البعض هزيمة البيجيدي بالمحاكمة السياسية للحزب الذي يقود الحكومة الحالية، وأن النتائج التي حصل عليها هي حصاد لشعبيته التي تدنت بشكل كبير نتيجة ضعف مردودية الحزب في التدبير الحكومي وتطبيقه للقرارات اللاشعبية التي انخرط فيها بنكيران منذ مجيئه على رأس الحكومة.

والدليل على ذلك أن الحزب كان في الماضي يظفر بسهولة تامة بالمقاعد الانتخابية، رغم ما قيل عن استعمال البلطجة والمال الحرام من طرف منافسيه، أما اليوم فلم يعد قادرا على ذلك، لأنه ببساطة، فقد ثقة جزء كبير من المواطنين الذين كانوا يدعمونه سابقا.

فيما ذهب الكاتب الاقليمي للعدالة والتنمية عمر بومريس إلى أن هذه النتائج تؤكد إرادة بعض الجهات المعروفة لمسخ هذه العملية الإنتخابية برمتها، وهو الأمر الذي أدى إلى تكريس ضعف المشاركة في هذه الانتخابات والتي لم تتجاوز 23 في المائة.

من جهة أخرى صرح رئيس الحكومة عبد الاله بن كيران في كلمة له مؤخرا بمدينة الجديدة خلال المهرجان الختامي للحملة الوطنية الـ 11 التي نظمتها شبيبة العدالة والتنمية حول الارتقاء بالخطاب والممارسة السياسية تحت شعار “وطننا يجمعنا”، إن ما حصل عليه الحزب في الدائرتين وإن لم يعطه المقعدين، لكنه كاف في مواجهة “المرتزقة الذين يجمعون الناس للتصويت بالأموال”.

وتابع “لا نخاف من الانتخابات المقبلة، وأبشرهم من الآن أننا سننجح لأنه شتان بين الانتخابات الجزئية والوطنية التي تهب فيها ريح الإقناع، ولا ينفع فيها المال ولا المستشارون المشترون وأذناب السلطة، وستظهر الحقيقة كما ظهرت في الانتخابات الماضية”.

ووصف بن كيران حزب الأصالة والمعاصرة بالحزب الذي “ازداد بعملية لمناصرة الفساد والاستبداد”، مخاطبا المغاربة بالقول “إذا نسوا من جاء من رحم الشعب ويفكر في الضعيف وله غيرة على الوطن وفضلوا عليه الذين جاؤوا عبر تجار الانتخابات والأعيان المفلسين والزيغ الذي وقع في السلطة في ذلك الوقت، فإننا لا نصلح لهم”.

من جهته فقد عبر حزب الاصالة والمعاصرة في شخص أمينه العام مصطفى الباكوري اثناء انعقاد المجلس الوطني للحزب بالصخيرات أن فوز حزب الاصالة والمعاصرة بمقعد دائرة سيدي افني برسم الانتخابات التشريعية الجزئية، يؤكد على المكانة التي أصبح يحتلها الحزب داخل المشهد السياسي المغربي.

للاشارة فقد تزامنت هذه الانتخابات مع حدث إعلان ميلاد السكرتارية المحلية كهيئة نتسيقية لتتبع الشان المحلي لـ”إفني أيت بعمران”، والتي كانت سببا في مجموعة من الأحداث التي شهدتها المدينة، وبفضلها استطاع البرلماني السابق للعدالة والتنمية الفوز بمقعده قبل أن يُجردَ منه بسبب المدة الحبسية التي قضاها مع رفاقه أعضاء السكرتارية المحلية في سجن إنزكان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *