كواليس

صحراوية تحكي لـ “مشاهد” حقيقة ممثل البوليساريو بجزر الكناري

لايخفى على المتتبعين للشأن الصحراوي البون الشاسع بين الترف والنعيم الذي ترفل فيه القيادة المتحكمة في جبهة البوليساريو وبين البؤس والفقر والضياع الذي يعيشه الصحراويين بمخيمات تندوف، فقد تحولت المساعدات الإنسانية و”هدايا” الجزائر إلى وسيلة للإغتناء الفاحش لهذه القيادة التي راكمت الثروات والأرصدة سواء بموريتانيا أوببعض العواصم العالمية، وهو الشيء الذي يحفزها على إطالة أمد نزاع الصحراء ضدا على مستقبل أبناء المخيمات، الذين يعيشون في فضاء تنعدم فيه أبسط شروط الحياة الكريمة.

وتتنوع نماذج اغتناء عناصر القيادة المتحكمة في جبهة البوليساريو بتنوع مواقعهم ومراتبهم وأماكن اشتغالهم، كما أن حكايات تمكين الأقارب وأفراد العائلة من المناصب وتفشي المحسوبية، وغلبة منطق الغنيمة، تتكرر على مسامع جل المتتبعين، ويعتبر عمر بولسان ممثل البوليساريو بجزر الكناري نموذجا يختزل فساد القيادة المذكورة، وعلى لسان إحدى الصحراويات التي عرفت بولسان عن قرب نتعرف على مظاهر الاغتناء، وتغليب القبلية، وتفشي مواقف الانتهازية والنرجسية وغيرها من تجليات الفساد.

ففي لقاء لها مع “مشاهد.أنفو” قالت الصحراوية “أ .م” مفضلة حاليا عدم الكشف عن اسمها، أنها عرفت عن قرب المدعو بولسان ممثل البوليساريو بجزر الكناري، كما تعرفت على حقيقة هذا القيادي داخل الجبهة، واسمه الحقيقي محمد ولد السالك ولد عبد الصمد من قبيلة تيدرارين، واسمه الحركي عمر بولسان، حيث يمنع كليا على أي أحد أن يناديه باسمه الحقيقي.

وقالت الصحراوية التي كانت  إلى وقت قريب قريبة بولسان، إن هذا الأخير الذي بدأ حياته عاملا بسيطا بمحطة للوقود بطرفاية، وهي عقدة تشعره بالدونية، مما دفعه إلى مراكمة ثروات كبيرة من خلال الاستيلاء على جزء كبير من التمويلات المقدمة من الجزائر والمنظمات الدولية.

وتقول المتحدثة في تصريحاتها لـ “مشاهد.أنفو”، إن بولسان استغل مسألة الوفود التي تذهب إلى مخيمات تندوف حيث ظهر رفقة أول وفد كان يتكون حينئذ من 7 أشخاص وهم علي سالم التامك، وابراهيم دحان، والصالح لبيهي، واحمد الناصيري، ورشيد الصغير، ويحضيه التروزي، ثم الدكجة لشكر، لتأتي الوفود تباعا في كل ذكرى لدى الجبهة.

وتضيف المتحدثة أنه عندما كان يتم استقبال أي وفد، وبطريقة لا تخلو من الانتهازية يظهر عمر بولسان بأنه هو المكلف بالوفد وبرنامجه ومراقبة تحركات كل عناصره، وتشير المتحدثة الصحراوية أن آثار الاغتناء والاسترزاق بادية على حياة بولسان الذي أحاط به عدد من العناصر المنتمية لقبيلته تيدرارين.

وأضافت أنه كان يتلقى التمويلات من لدن اللجنة الوطنية الجزائرية للتضمان مع الشعب الصحراوي، ومما يسمى بوزارة الأرض المحتلة والجاليات، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من المنظمات والجمعيات المساندة للجبهة، والتي تدعي مساندتها لانتفاضة الاستقلال بالصحراء، وكذا من لدن الجاليات الصحراوية بالخارج.

وتضيف المتحدثة في ذات التصريحات أن عمر بولسان مكلف بتسيير ما يسمى بانتفاضة الاستقلال ماديا واستراتيجيا، حيث يقوم بتوزيع الدعم لل لبعض العناصر والجمعيات واللجان الحقويقة وأيضا للفرق الاعلامية المتواجدة بالصحراء.

وتقول الصحراوية إن بولسان مكلف بإرسال تقارير يومية عن ما يحدث بالصحراء، وبواسطة هذه الأنشطة استطاع بولسان تضيف الصحراوية “أ.م”، أن يراكم ثروات هائلة، فكل ما يتلقاه من دعم مالي يرسل منه نسبة قليلة، والباقي يذهب إلى جيبه. وقصد ضمان سرية أنشطته وحساباته المالية أحاط بولسان نفسه بعدد من أبناء قبيلته تيدرارين كابراهيم دحان الذي يتلقى دعما كبيرا من بولسان من أجل تسيير وتأطير الشباب بالعيون، وأيضا خيا سلطانة بنت عم بولسان حيث بعد إصابتها في مدينة مراكش على مستوى عينها سنة 2008 قام هو بتطبيبها بإرسال مبالغ مالية ضخمة لها، حيث الآن وضعها المالي جد ميسور، وأيضا  الطالب محمد حالي الذي يكلفه بولسان بالمواقع الجامعية ويرسل تقارير يومية لبولسان وهو أيضا يتلقى دعما ماليا ضخما منه.

كل هؤلاء-تضيف المتحدثة- ينتمون لقبيلة اولاد تيدرارين التي يتنمي لها بولسان، وقد دفع هذا الوضع بعدد من الأصوات إلى التنديد بهذا السلوك  القبلي الذي يقوم به بولسان.

ومن الحقائق المثيرة التي كشفت عنها “أ . م” أن عمر بولسان مهووس بالجنس اللطيف، فهو في أغلب حالاته زير نساء، يظهر ضعفا كبيرا أمام النساء الجميلات، فلديه قصص غرامية كثيرة من قبيل علاقته بالمدعوة “ف . ب”  وأيضا مع إحدى المتزوجات بالعيون، إلا أنه تربطه بها علاقات حميمية كبيرة.

وأضافت المتحدثة أن بولسان له علاقة متوترة مع ما يعرف بتجمع المدافعين الصحراويين على حقوق الإنسان، وخصوصا مع رئيسته امينتو حيدار، فهي تتحاشى التعامل معه، ومن جهته  فهو يحاول دائما أن يبعدها عن المشاركة في عدة محافل دولية، كما له عداوة كبيرة مع نائب رئيس التجمع علي سالم التامك، فقد دخل بولسان في عدة صراعات مع اعلي سالم التامك في تظاهرات عديدة سواء باسبانيا أو بتندوف حيث وصلت الى السب والشتم، إذ يصف بولسان التامك بأنه عميل ومدسوس من المخابرات المغربية، في الوقت الذي يصف التامك بولسان بأنه قبلي وعنصري وإقصائي.

وقد وصلت هذه العلاقة المتشنجة إلى التشابك بالأيدي إبان مشاركة أحد الوفود  في الجامعة الصيفية في نسختها الثالثة صيف 2012، والشيء نفسه حصل مع المدعو علوات سيدي محمد رئيس جمعية ابصار الخير للمعاقين بالعيون حيث تبادل السب والشتم خلال أشغال الجامعة الصيفية بولاية بومرداس بالجزائر في نسختها الرابعة صيف 2013، وتقول الصحراوية المتحدثة إن كل من من لم يردخ لبولسان ولإملاءاته ونزواته يصبح عميلا للمخابرات المغربية، إذ يحاول أن تتم كل الأنشطة التي تنظم بالصحراء أو بالجامعات تحت أوامره ووصايته وبتعليمات منه وأي نشاط خارج  عن تعليماته فيصبح نشاطا للاستخبارات، حسب تعبير بولسان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *