مثال ساقه القيادي الاستقلالي عبد الكريم غلاب لدى استقباله في برنامج 90 دقيقة للإقناع ليفسر به حسب تحليله فشل رئيس الحكومة في تدبير الملفات الكبرى التي وعد بها المغاربة قبل توليه هذا المنصب.
وتحدث غلاب عن الحيوانات التي استعملها بنكيران في بداية ولايته للحكومة كالتماسيح والعفاريت، وهي التي اعتبرها بمثابة شماعة يعلق عليها بنكيران فشله في تدبير ملفات البطالة والصحة والتعليم والزيادات المطردة في أسعار المواد الغذائية والمحروقات والتي ألهبت جيوب المواطنين، وهو عذر قال عنه غلاب “للي بغا سيدي بوزكري ابغيه بقلولشو”، كناية على أن كان على بنكيران قبول المهمة التي منحها له الدستور بكل تبعاتها وليس البحث عن منافذ في حالة الفشل.
واسترجع غلاب في الحلقة الخلاف الذي كان بينه وبين رئيس الحكومة الذي قال عنه في يوم من الأيام بأن مستقبله السياسي انتهى وأجاب غلاب عنه متهكما “أمي ستتكلف بالمستقبل”، ورفض الجملة التي يتم تداولها في محيط الحكومة الحالية “خليو السيد اخدم بلا ماتشوشو عليه”، واعتبر هذا التشويش بين قوسين من اختصاص المعارضة في البرلمان لممارسة رقابتها، وهو الدور المنوط الذي منحه الدستور في المادة 10 لها.
وخصص غلاب جزءً من حديثه لسرد المواصفات التي يجب أن تكون في رئيس الحكومة أولها سعة الصدر والابتسامة في وجه الجميع وتقبل النقد وليس التهديد بالاستقالة في كل مرة يحاصر فيها من طرف المعارضة.
ورفض غلاب الإدلاء برأيه في محمد الوفا الذي طرده الحزب في وقت سابق وطلب غلاب من مقدم البرنامج رفع “الجوكير” وعدم الإجابة وفضل الاكتفاء برأيه أن يكون حبيس قلبه دون الافصاح عنه للعامة.
كما طالب الرفع من مستوى النقاش والخطاب السياسي في ظل ظهور بعض المصطلحات المتدنية في ثقافة المغاربة داخل قبة البرلمان، وقدم غلاب وصفته السحرية بالتأسي بالبرلمان البريطاني الذي يمزج بين لغة بسيطة عادية وعامية ولكن دلالتها وحمولتها ونقدها اللاذع تكون فيه رسائل جد قوية.