مجتمع

زاكورة .. هل ستنهي الأمطار الأخيرة أزمة العطش بالإقليم؟

في خضم الغيلان الذي تعيشه أغلب المراكز الحضرية والقروية بإقليم زاكورة، بسبب الخصاص المهول في مياه الشرب والذي وصل حد اعتبار الإقليم منطقة منكوبة حسب تعبير  الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء، أثناء زيارتها الأخيرة لمدينة زاكورة، لكن بعد التساقطات المطرية التي شهدتها المنطقة منتصف الشهر الماضي والتي تجاوزت 130 ملم، بدأت إرهاصات وبوادر الانفراج في أزمة العطش تلوح في الأفق.

إوفي تتبعها للموضوع، اتصلت “مشاهد.أنفو” بالمندوب الإقليمي للماء الصالح للشرب بزاكورة من أجل أخذ موقفه وجهة نظره في مدى قدرة الأمطار الأخيرة على حل أزمة العطش بالإقليم، وتقديراته لحجم الخصاص المائي بالمنطقة والإجراءات المتخدة من قبل وكالة الماء الشروب بزاكورة لمواجهة النقص الحاد في الماء.

وفي هذا السياق صرح المندوب الإقليمي، أن تساقطات شتنبر الأخيرة كان لها وقع مهم على صبيب وحجم المياه الجوفية، حيث ارتفع منسوب هذه الأخيرة إلى بضعة أمتار بالعديد من الآبار  التي تزود مدينة زاكورة وجماعة تامكروت بالماء الشروب، لكن -يستدرك المندوب- أن هذه الكمية من المياه هي ظرفية وغير دائمة ولن تحل مشكل الخصاص المائي بالإقليم، لكونها ستنضب بسرعة، مشددا على أن إشكالية الماء بزاكورة هو قلة الموارد  المائية  الجوفية فأغلبها عبارة عن “جيوب”.

وعن حجم الخصاص في مياه الشرب بالمنطقة، قال نفس المصدر إنه يختلف من منطقة إلى أخرى ومن مناسبة إلى أخرى ومن ظرفية مناخية إلى أخرى، إذ أن مدينة زاكورة مثلا يزداد الاستهلاك بها بنسب مرتفعة خلال فصل الصيف وخلال مناسبة عيد الأضحى، بفعل توافد أبناء المنطقة المهاجرين بمختلف المدن المغربية.

وحسب المصدر ذاته، فتبقى عموما نسبة الخصاص بمدينة زاكورة تقدر بـ 10 في المائة، أما منطقة تازارين فهي في بداية الخصاص، في حين أنقذت التساقطات المطرية الأخيرة منطقة النقوب من خصاص مهول، وهو نفس الشيء الذي حدث بمنطقة امحاميد الغزلان، يقول المصدر نفسه.

وتعتبر تاكونت الأكثر تضررا من الجفاف، إذ أنها تعاني من حالة خصاص “مزمن” نتيجة ندرة المياه العذبة، حيث طغيان المياه المالحة جدا، والتي تتطلب مصفاة لتحلية مياهها، غير أن صبيبها الضعيف والذي لا يتجاوز 5 لترات في الثانية، لم يمكنها من تلبية حاجيات الساكنة مما اضطرنا، يقول المندوب، إلى اللجوء إلى طريقة التزود بواسطة الأحياء والدواوير وحسب الأيام.

وأضاف المسؤول ذاته في تصريحه لـ “مشاهد.أنفو”، أن وكالة الماء الصالح للشرب بزاكورة قامت بعدة إجراءات آنية من أجل التخفيف من حدة الخصاص المائي بالمدينة، حيث قامت بإنجاز بئر بمنطقة النبش “غار الديبة” لتقوية الصبيب الموجه لمدينة زاكورة وتامكروت، علما يقول المندوب أن محطة التحلية هي في طور الإنجاز (عاينت الجريدة أشغال البناء والحفر ).

وفي السياق نفسه أكد مدير وكالة الحوض المائي لسوس ودرعة محمد الفسكاوي في تصريح للإذاعة الوطنية يوم 18 من الشهر الجاري، أنه من حيث كمية المياه ليس هناك مشكلا بالنسبة للإقليم، فحوض درعه يتكون من 7 طبقات مائية تمتد من مزكيطة إلى امحاميد الغزلان.

وقال الفسكاوي إن كمية المياه تختلف من منطقة لأخرى؛ حيث أن منطقة مزكيطة وجزء من تينزولين يتوفر على مياه جوفية مهمة، غير أن هده الكمية تتناقص كلما اتجهنا نحو زاكورة وتاكونيت وامحاميد العزلان حيث ندرة المياه الجوفية، ونفس الشيء ينطبق على الجودة.

وأضاف مدير الوكالة أن سد المنصور الذهبي بورزازات المزود الرئيسي لزاكورة بمختلف المياه، تلقت حقينته بفعل أمطار  شتنبر الماضي حوالي 227 مليون متر مكعب، حيث وصلت نسبة الملء إلى 52 في المائة، بعدما كانت أقل من 10 في المائة قبل هذا لتاريخ.

وحسب المخطط المديري للموارد المائية، فهذه المياه ستكفي لتلبية حاجيات سكان حوض درعة من الماء لمدة 3 سنوات يقول مدير وكالة الحوض المائي لسوس ودرعة.

هذا في الوقت الذي  يستعد فيه المئات من الفلاحين والمستثمرين في زراعة الدلاح للمسوم الفلاحي الجديد وسط تحذيرات هيئات المجتمع المدني التي أرجعت معضلة الماء الشروب إلى زراعة الدلاح.

فرغم دعوة الوزيرة  المنتدية المكلفة بالماء ووزير الفلاحة والصيد البحري إلى ضرورة “تقنين” أو إلغاء زراعة الدلاح خلال الموسم الفلاحي المقبل مهما كانت الظروف المناخية، إلا السلطات الإقليمية بزاكورة لم تستطع لحد الآن الإعلان عن موقف رسمي بخصوص زراعة الدلاح بالمنع أو الترخيص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *