الشريط الأحمر | متابعات

الغياب المتواصل يطرح أسئلة حقيقية حول صحة زعيم البوليساريو

لم تعد وسائل الإعلام المقربة من جبهة البوليساريو تستطيع إخفاء الغيابات الطويلة والمتكررة لرئيس جبهة البوليساريو محمد عبدالعزيز عن «المشهد العام» وكذا الحالة الصحية الحرجة التي يعيشها، فقد اختفى زعيم الرابوني الخالد في منصبه عن عدد من المناسبات التي تعتبرها جبهة البوليساريو هامة جدا.

فقد تمثل الغياب الكبير لمحمد عبدالعزيز عن ما يسمى باحتفالات إعلان الجمهورية الصحراوية الوهمية يوم 27 فبراير الماضي، كما غاب عن ماأطلق عليه بالمناورات العسكرية، ما خلقا ارتباكا في أوساط قيادة البوليساريو، لدرجة أن الرئيس لم يكلف نفسه -حسب ذات المصادر الإعلامية- نعي ثلاث من جنود البوليساريو قتلوا خلال هذه المناورات، كماجرح اثنان آخران، ووصفت المصادرالصحافية المذكورة تجاهل القيادة لهذا الحادث بصمت القبور.

وقد لاحظت وسائل الإعلام المقربة من البوليساريو أن غياب الرئيس في إطار نظام استبدادي وسلطوي قد أصاب المشهد العام بالإرباك  مضيفة أنه أمام حادث بسيط ومؤلم  بدأت اجهزة النظام المختلفة منقسمة تعمل بلا تنسيق، ففي الوقت اكتفت فيه ما يسمى بوزارة الدفاع بإبلاغ  أسر القتلى بالأمر فقط، بدت ما يسمى بوزارة الإعلام غير مكترثة بألم وفواجع عائلات القتلى، أما ما يسمى بالوزارة الاولى فإنها لم تنبس  بأية تعزية حول الأمر. وطرحت هذه الوضعية أسئلة مقلقة بدون أجوبة واضحة لو توفي الرئيس محمد عبدالعزيز.

الغياب الطويل لمحمد عبدالعزيز عن المشهد العام  بدأ يلقي بظلاله على ظاهرة الصراعات بين قيادة البوليساريو على دواليب تسيير جبهة البوليساريو، ففي الوقت الذي نصت فيه أنظمة جبهة البوليساريو على أن مايسمى برئيس المجلس الوطني يتولى مهام محمد عبدالعزيز، إلا أن الواقع داخل الجبهة يختلف عمليا وواقعيا، مسجلا، حسب مراقبين صحراويين، ارتباكا واضحا على مستوى التسيير، حيث يهيمن كل ممن يسمى بالوزير الاول بالإضافة إلى المنسق مع المينورسو على دواليب التسيير، متجاوزين كل الأنظمة المذكورة، وأضاف المراقبون أن العامل المتحكم في الأمور هو القرب من محمد عبدالعزيز، وهو مايعطل ديناميكية التسيير المرتبطة اتوماتيكيا بمزاج الرئيس الذي يبسط يده على الامور كلها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *