الشريط الأحمر | متابعات

خالص جلبي من سيدي افني .. العالم يعيش أزمة قيم حقيقية

احتضنت مدينة سيدي افني السبت الماضي 9 ماي 2015 محاضرة فكرية من إلقاء المفكر الإسلامي الدكتور خالص جلبي حول موضوع “شروط النهضة وبناء حضارة راشدة”، من تنظيم الفرع المحلي لحركة التوحيد والإصلاح، تميزت بحضور نوعي ومكثف حيث امتلأت قاعة المحاضرات بمثقفي المدينة وأساتذتها وأطرها المهتمين بالفكر والثقافة.

خالص جلبي وفي بداية كلامه أعرب عن حبه للمغرب وللمغاربة الذين يتميزون بدماثة أخلاقهم، وبطيبوبتهم وبمستواهم الحضاري الراقي، كما أبدى اعجابه بمدينة سيدي افني وبهدوئها وجمالها وبكرم أبنائها.

المحاضر استعرض خلال مداخلته السياق التاريخي والحضاري الذي مرت منه الأمة الإسلامية والذي أدى إلى انهيار حضاري رهيب حيث بدأ المسلمون يفقدون الرهان التاريخي بسقوط الأندلس تلاه سقوط الخلافة الإسلامية وظهور الكيان الصهيوني بفلسطين.

هذا السياق انتهى، يقول جلبي، بالأمة الإسلامية أن وجدت نفسها خارج سكة التاريخ والحضارة تعيش في الفوضى والاقتتال باسم الدين حيث تم استغلال نصوص القرآن والسنة استغلالا بشعا عكس ما جاءت به الشريعة السمحاء من إقامة للعدل والقسط والرشد بين الناس.

وأكد الدكتور أن الرهان موكول اليوم للشباب وأن أول وظيفة أمامهم للنهوض الحضاري هو التسلح بالعلم والمعرفة بعيدا عن أفكار التطرف والتمذهب المقيت، وفهم ما حدث لتاريخنا واكتشاف العالم الذي نعيش فيه كما دعا علماء الإسلام للخروج من تقوقع الفكر الإسلامي التقليدي.

جلبي وفي معرض إجابته على مداخلة الحضور أوضح أن العالم يعيش أزمة قيم حقيقية، بالإضافة إلى الظلم ونهب مقدرات الشعوب، مما يستوجب محاربة الفساد والمفسدين والمضي قدما نحو طريق الإصلاح في إطار العمل السلمي المدني المبني على روح المبادرة، والعمل بعيدا عن العنف أو الانجرار إليه، كما حدث في مجموعة من الدول العربية حاليا، كما أن التسلح النووي ورطة عالمية وقعت فيها الدول النووية، حيث اكتشفوا أن استراتيجية الحروب تكمن في تجنبها وليس في خوضها.

وتجدر الإشارة أن المحاضرة جاءت على هامش الدورة التكوينية التي نظمتها حركة التوحيد والإصلاح جهة كلميم حول موضوع الوسطية في الإسلام. كما عرفت المحاضرة كلمة للفرع المحلي لحركة التوحيد والاصلاح القاها الاستاذ أبو بكر شوقي و شهدت كذلك تكريم كل من المحاضر الدكتور خالص جلبي و سارة المراكشي عضو المكتب المحلي للحركة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *