الشريط الأحمر | متابعات

لتبرير فشلها الديبلوماسي ..البوليساريو “تنتقد” قوى دولية وإقليمية

على إثر النجاح الكبير الذي حققته الدبلوماسية المغربية مؤخرا سواء على مستوى الأمم المتحدة أو على مستوى البرلمان الأوروبي، أقدمت جبهة البوليساريو من خلال إعلامها بتندوف إلى شن حملة عدوانية ضد كل من فرنسا واسبانيا، وذلك بعد أن طبلت وسائل الإعلام هذه طويلا لبعض مسؤولي هذين البلدين على طريقة الفرق الفلكلورية ل»إكاون.«

 

فقد هاجمت وسائل إعلام البوليساريو فرنسا واتهمتها بالانحياز بشكل منهجي إلى مشروع الحكم الذاتي المغربي، كما لن تسلم الجمهورية الفرنسية من انتقادات جبهة البوليساريو التي عقدت اجتماعا مؤخرا لتدراس تداعيات الفشل الديبلوماسي للجبهة ومن ورائها الجزائر، فقد أبرزت الجبهة خلال ذات الاجتماع ماتمت تسميته  « بالدور السلبي الذي تلعبه فرنسا، من خلال دعمها المتواصل للمغرب» وحملت الجبهة « الدولة الفرنسية مسؤولية إطالة أمد النزاع وطالبتها بوقفة تصحيحية تاريخية »، كما وجهت سهام النقد إلى إسبانيا حين طالبتها الجبهة بنبرة تدعو للأسف وتحيل على انسداد الأفق في الوقت الراهن«بتحمل مسؤوليتها القانونية والسياسية والأخلاقية تجاه الصحراويين، وطالبتها، ولا سيما وهي عضو في مجلس الأمن الدولي، بأن تتبني موقفاً منسجماً».

وفي وقت سابق تطرقت مشاهد.أنفو إلى أن متنفذي جبهة البوليساريو لم يستسيغوا أن تقوم موريتانيا بممارسة سيادتها من خلال تحصين أراضيها وحدودها من الهجمات المحتملة للإرهابيين ومن النشاط العابر للقارات الذي يمارسه عدد كبير من المهربين المقربين من قيادة البوليساريو، فقد سارع إعلام الجبهة إلى وصف ما قامت به موريتانيا مؤخرا، حين داهمت قواتها الأمنية والعسكرية جيوب التهريب، بكونه اعتداء صريح على الصحراويين، مضيفا أن موريتانيا تستغل ضعف جبهة البوليساريو وتستقوي عليها بعد أن تم تسليحها من طرف فرنسا لمحاربة الإرهاب في دول الساحل، ووصفت هذه المصادر الإعلامية ما تقوم به موريتانيا بالمغامرة الخاسرة  التي ستجلب» الخراب الى موريتانيا التي تدور في فلك المغرب وتحركها أصابع فرنسا في المنطقة.«

 

وذهب إعلام البوليساريو في توجيه النقد لموريتانيا بعيدا، خصوصا بعد أن اشتدت الأزمة الدبلوماسية بينها وبين الجزائر، إذ تحول إعلام البوليساريو إلى بوق للدعاية الجزائرية، وانتقدت وسائل الإعلام هذه أن تتخذ موريتانيا موقفا محايدا من قضية الصحراء، كما استكثرت على الدولة الموريتانية انخراطها في حماية حدودها وهي تمارس حقها الطبيعي في الدفاع عن بلدها من هجمة المهربين الدوليين المحميين من طرف قيادة البوليساريو، بعيدا حين أبرزت « أن موريتانيا تبحث هذه الأيام عن متهم، على الحدود الشمالية، بتنفيذ سلسلة أحداث ضد تقييد حركة الصحراويين وتقديمهم على انهم المسؤولين عن كل الأحداث الامنية على الحدود، من خلال المتاجرة بالمخدرات وغيرها، وأضافت وسائل الإعلام هذه، والتي تعكس النفسية المهزوزة لقيادة الرابوني، أن موريتانيا تقوم « ببيع عمليات المداهمة هذه للاجانب قصد اضفاء المصداقية على ما تنص عليه الاتفاقيات الدولية في مجال محاربة الارهاب والمخدرات، والتي تجني منها موريتانيا أموالا ضخمة مثل اتفاقية التعاون الأمني مع اسبانيا وفرنسا والاتحاد الاوروبي ودول الساحل والصحراء، وكلها اتفاقيات « تبحث موريتانيا من خلالها -حسب إعلام البوليساريو- عن كبش فداء تقدمه لهذه الدول حتى تضمن استمرار الدعم المالي واللوجستي ».

 

وفي سياق متصل اعتبرت بعض وسائل الإعلام الاسبانية والتي تتابع عن قرب تطورات قضية الصحراء أن قرار مجلس الأمن الأممي حول الصحراء، القاضي بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة “المينورسو”، يشكل “فشلا للدبلوماسية الجزائرية »، مضيفة أن الدعوة الموجهة للجزائر من قبل مجلس الأمن للانخراط في جهود البحث عن حل سياسي لنزاع الصحراء وإحصاء سكان تندوف “جنوب الجزائر” شكلت “انتكاسة للدبلوماسية الجزائرية »،وذكرت أن القرار رقم 2218، الذي صادق عليه أعضاء مجلس الأمن الأممي يوم 28 أبريل الماضي بالإجماع، “دليل على فشل كل المناورات التي تحيكها الجزائر بهدف عرقلة أي حل سياسي لنزاع الصحراء »…وأوضحت أنه فشل آخر تمنى به الدبلوماسية الجزائرية بعد مطالبة سلطات الجزائر بالسماح بإحصاء السكان المحتجزين في مخيمات تندوف في الجزائر، التي أخفت دوما مسؤولياتها في منع المجتمع الدولي من تحديد العدد الدقيق للصحراويين واحتياجاتهم الحقيقية من المساعدات الإنسانية.

كما ذكرت بدعوة البرلمان الأوروبي إلى إجراء تقييم جديد للمساعدات التي يمنحها الاتحاد الأوروبي وتقييم احتياجات سكان هذه المخيمات، داعيا المفوضية الأوروبية لتقديم إجابات بخصوص استنتاجات تقرير المكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال بشأن تحويل المساعدات الإنسانية الموجهة لمخيمات تندوف، والبالغة قيمتها 105 ملايين أورو.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *