متابعات

الاجتماع الأخير لجبهة البوليساريو يكشف عن التصدع الكبير الحاصل بين القيادة ولاجئي تندوف

كشفت أشغال الاجتماع الأخير لجبهة البوليساريو، والذي ترأسه محمد عبدالعزيز بالرغم من حالته الصحية المتدهورة، عن حالة من التصدع الحاصل بين القيادة المتنفذة للبوليساريو وشرائح عريضة من ساكنة مخيمات تندوف.

ولم تخف بعض المصادر المطلعة بالمخيمات أن اجتماع ما يسمى بالأمانة العامة للبوليساريو جاء مخيبا لآمال صحراويي المخيمات، ومما زاد من سخط الصحراويين المحتجزين في المخيمات أن توصيات الأمم المتحدة الأخيرة تزيد من معاناة ساكنة المخيمات وتضعهم في غرفة كبيرة للانتظار، في حين تعمل قيادة الجبهة على المضي في إطالة أمد الصراع المفتعل بالصحراء من أجل الإبقاء على امتيازاتها

وقالت المصادر أنه «ولتخفيف ضغط الصحراويين المنهك بسنوات الانتظار وانسداد افق الحل السلمي، شكلت الامانة العامة مجموعة عمل لتشخيص الوضع الحالي والبحث عن الحلول المناسبة وإشراك أكبر عدد من ساكنة المخيمات»، وهو الشيء الذي اعتبرته المصادر المذكورة محاولة أخرى للهروب إلى الأمام وذر الرماد في العيون.

وأضافت ذات المصادرأن «عمل اللجنة المذكورة كغيرها من اللجان التي تشكل ويذهب جهدها في مهب الريح بسبب غياب الجدية لدى بعض المسؤولين وهو ما كانت الدورتين التاسعة والعاشرة للأمانة نبهت إليه لكن دون جدوى».

وقالت هذه المصادر بأن سوء التدبير والارتجالية والفساد طال كل مؤسسات جبهة البوليساريو، مستدلة على ذلك بـ «ضعف التسيير داخل المؤسسات والعبث بالممتلكات العامة وتحويلها الى الملك الخاص، وضعف الرقابة والمحاسبة للعمل اليومي، وغياب أي إصلاح للوضعية الأمنية وتطهيرهذه الاجهزة من الفساد، واستمرار ظاهرة تهريب المحروقات والمخدرات، وعدم الكشف عن أصحاب الصهاريج والشاحنات ونقاط بيع التراخيص».

وأشارت المصادر أيضا أن اجتماع أمانة البوليساريو شهد نقاطا خلافية قوية من بينها اتهام القيادة بالتستر على غيابات بعض المسؤولين في الجبهة عن أماكن عملهم، من بينها غياب ما يسمى بوزير المياه والأمين العام للوزارة لأكثر من ثلاثة أشهر ما تسبب في تفاقم أزمة العطش التي اجتاحت المخيمات، بالإضافة إلى غيابات مايسمى بوزير الخارجية وبعض السفراء الذين اتهموا بالاهتمام بعائلاتهم ببلاد الباسك».

وقالت مصادر «مشاهد» بأن ساكنة المخيمات تتهم القادة المتنفذين بجبهة البوليساريو بترك المحتجزين بمخيمات تندوف يواجهون مصيرهم بأنفسهم، في حين تقوم القيادة المذكورة باصطحاب عائلاتهم لاختيار اماكن اصطياف خارج لحمادة، ويتركون المواطنين تحت رحمة حرارة فصل الصيف، ودعت ساكنة المخيمات القيادة إلى النزول من أبراجهم العاجية لملامسة واقع الحياة اليومية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *